اللواء رأفت الشرقاوي: أدوات الوصول بالدولة للفشل الشائعات.. ويجب التصدي لها
أشار اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إلى اندلاع احتجاجات في سوريا بعد حرق شجرة عيد الميلاد في بلدة السقيلبية بالقرب من مدينة حماة، وهي منطقة ذات أغلبية مسيحية في وسط البلاد. وأظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المسلحين الملثمين وهم يشعلون النار في الشجرة التي كانت معروضة في الساحة الرئيسية للبلدة
وقال الفصيل الإسلامي الرئيسي الذي قاد الثورة ضد الرئيس بشار الأسد إن المهاجمين كانوا مقاتلين أجانب وقد تم القبض عليهم، مؤكدين أنه سيتم إصلاح الشجرة بسرعة.
ولفت مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إلى تجمع آلاف من المتظاهرين في مختلف أنحاء البلاد مطالبين الحكومة الجديدة بحماية الأقليات الدينية، ففي حي باب توما بدمشق، حمل المتظاهرون الصلبان والأعلام السورية، مرددين شعارات مثل "سوف نضحي بأرواحنا من أجل صليبنا". وصرح أحد المتظاهرين، ويدعى جورج، لوكالة فرانس برس قائلاً: "إذا لم نتمكن من ممارسة إيماننا المسيحي في وطننا كما كان
الحال سابقًا، فحينها لا مكان لنا هنا".
وأكد على أن سوريا هي موطن لمجموعة متنوعة من الأثنيات والديانات، بما في ذلك الأكراد، الأرمن، الآشوريين، المسيحيين، الدروز، العلويين الشيعة، والعرب السنة، الذين يشكلون غالبية المسلمين في البلاد. ومنذ أكثر من أسبوعين، سقطت رئاسة بشار الأسد على يد القوات المتمردة، مما أنهى حكم العائلة الذي استمر لأكثر من 50 عامًا.
موضحا: لا يزال من غير الواضح كيف ستدير "هيئة تحرير الشام" (HTS) البلاد، رغم أنها ابتعدت عن تاريخها الجهادي وتبنت أيديولوجية إسلامية خلال هذا الشهر، تحدث قادة الهيئة عن بناء "سوريا لجميع السوريين"، مشيرين إلى أنهم سيحترمون حقوق وحريات الأقليات.
كما تظل "هيئة تحرير الشام" مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، رغم وجود مؤشرات على تحول دبلوماسي محتمل. في خطوة دبلوماسية، ألغت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار كانت مخصصة لزعيم الهيئة، أحمد الشرع، بعد سلسلة من الاجتماعات بين دبلوماسيين كبار وممثلين عن الهيئة ، فيما تواصل الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا، أعلنت يوم الجمعة عن تنفيذ غارة جوية في دير الزور أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر تنظيم "داعش".
وأوضح اللواء رأفت الشرقاوي أن التحدي الكبير الذي يواجه القيادة الإسلامية الجديدة يتمثل في التعامل مع المقاتلين الأجانب والمتطرفين الإسلاميين، بالإضافة إلى الأفراد الموالين للنظام الذين يسعون لإحداث اضطرابات قد تهدد استقرار البلاد.
وخاطب «الشرقاوي» السوريين قائلا: أيها السوريين لماذا فرطتم فى سوريا ، والله لن تجدوا سوريا بعد ما فعلتكم بها ما لا يرضى الله ولا رسوله ، واسقطوا دولتكم ، سوريا ليست بشار ، الدولة السورية هى الشعب السورى ، الدولة السورية هى كل إنسان سورى عاش وتربى على هذة الأرض الطيبة.
ولفت: تعريف الدولة الفاشلة التى ظهرت على يد الفيلسوف الامريكى ( نعوم تشومسكى ) ثم تحور الى الدولة الهشة أو الرخوة ثم تحور على يد وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس الى الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد وتعرف الدولة الفاشلة :- بأنها الدولة التى تعجز كنظام مؤسسى على القيام بوظائفها الأساسية مثل بسط السيطرة على جميع المناطق الجغرافية الداخلة الواقعة ضمن سيادتها وتقديم قدر معين من الخدمات لمواطنيها وانسجام المجتمع المكون لشعب هذة الدولة ومدى استقرار الوضع الاقتصادى فيها ، ومدى مستوى التنمية الاقتصادية والتمثيل والتنظيم السياسى وحجم الرعاية الاجتماعية وإساءة استخدام القوة والتعدى على الديمقراطية ، ويعتمد افشال الدول على عدة مؤثرات سياسية - اقتصادية - اجتماعية عسكرية.
مشيرا: ومن التعريفات الأخرى للدولة الفاشلة: بأنها دولة ذات حكومة ضعيفة لا تملك السيطرة على جزء كبير من اراضيها - وهناك تعريف آخر تصبح الدولة فاشلة اذا ظهر عليها عدد من الاعراض اولها ان تفقد السلطة القائمة قدرتها على السيطرة الفعلية على أراضيها او تفقد احتكارها لحق استخدام العنف المشروع فى الاراضى التى تحكمها وثانيها هو فقدانها لشرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها وثالثها عجزها عن توفير الحد المعقول من الخدمات العامة، وخريطة الدول الفاشلة فى عالمنا المعاصر تتضمن عشرون دولة معظمها فى القارة الافريقية السمراء والمنطقة العربية الصومال - العراق - السودان - ليبيا - سوريا - اليمن ) ودول مثل هايتى - بورما - افغانستان - باكستان - تيمور الشرقية ، فمفهوم الدولة اربعة اركان (الأرض - الشعب - السلطة السياسية - الاعتراف الدولى).
مؤكدا على أن أدوات الوصول بالدولة إلى الفشل الشائعات - فى زعزعة ثقة الشعوب فى حكومتها وقدرتها على النهوض من جديد - الحرب المعنوية - الاخبار الكاذبة )، وكذلك حرب اللاعنف وهدم الدول من الداخل بالشائعات والحروب النفسية وتخريب الاقتصاد والتدخلات الخارجية والتمويل الأجنبى للانشطة الهدامة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتزييف الوعى وإثارة الرأى العام والاعلام الموجهة والحرب النفسية.
موضحا أن المنطقة العربية شهدت منعطف جديد من الإرهاب والتطرف منذ عام ٢٠٠٥ على يد جماعة الاخوان المحظورة بعد اعلان وزيرة الخارجية الأمريكية شرق اوسط جديد وبدأ معه حروب جيلين من الحروب المعروفة سواء الجيل الرابع الذى يبنى على الشائعات او الجيل الخامس الذى يبنى على التظاهرات المستمرة التى لا تنقطع
واعمال الارهاب فى كافة ربوع البلاد حتى يتقن المواطنين ان دولتهم ضعيفة ويتسرب الشك الى نفوسهم بهشاشتها وهو ما صارت عليه الجماعة المارقة والمحظورة ومعها العناصر الاثارية وان اختلفت الأهداف واصبحت الشائعات يوميآ تطول من يد الدولة وسيطرتها على التحكم فى التصدى لها اضافة الى التظاهرات الدائمة واعمال الارهاب التى انهكت قوى الاجهزة الأمنية على مدار عدة سنوات .
مشددا على أن التاريخ يثبت ان هذة الجماعة المحظورة والموالين لهم من جماعات الأثم والضلال هم جماعات
اتخذوا الدين ستار لاهدافهم الاستعمارية ويرغبوا فى فرض ارادتهم على جموع الشعب وسعوا الى الفرقة بينهم حتى يحققوا اهدافهم الغير مشروعة ونسوا وتناسوا ان هذا الشعب منذ الأف السنين يتعايش رغم الاختلاف فى محبة ووئام ولم يظهر الشقاق الا بعد ان زرعوا بذرته بين ابناء الوطن الواحد وقد تصدت لهم الاجهزة الأمنية عندما حاولوا العبث فى ثوابت العمل فيها او تغير اشخاص من العاملين بها كانوا مكلفين بمتابعتهم امنيآ.
وأكمل: أيها المصريون العظماء اصحاب
اقدم حضارة فى تاريخ البشرية ، ايها المصريون الذين كتبتم التاريخ بهذة الحضارة ووصفها احد كتابنا بأن مصر اقدم من التاريخ ذاته ، حافظوا على مصر فى ظل الموجة الصعبة التى تمر على العالم كله نتيجة الظروف الاقتصادية التى تمر بها كل بلدان العالم ، والتى ترغب الجماعة المحظورة فى تصديرها الى المشهد الحالى ولكن ستمر بأذن الله تعالى هذة الأزمة الاقتصادية اسوة بباقى الأزمات التى مرت على مصر وعلى رأسها أزمة الإرهاب ، وكما مرت كل المحن والشدائد خلال الفترة المنقضية ، تمسكوا بترابها الذى سالت عليه دماء الاف الشهداء للزود عنه ، ايها المصريون اسألوا من ذهبت اوطانهم بكم يفتدوها الآن ليعودوا لاستنشاق عبير ترابها .
واختتم: أخسر ما تشاء ولكن إياك أن تخسر وطنآ ، عشت فيه بكرامة وشعرت فيه بالأمن والأمان ، فالأوطان كأحضان الأمهات لا تعوض ابدآ ، وخيانة الوطن أشد فتكآ من العدو ، حفظكى الله يا مصر .