أسامة شرشر يكتب: محمد صلاح يتحدث من الشارقة
فى حدث نادر واستثنائى فى تاريخ الكرة العربية، أن يشارك نجم رياضى كضيف شرف فى حدث ثقافى، أطل علينا محمد صلاح، نجم مصر والعالم، من نافذة إمارة الشارقة التى يحظى فيها المصريون بحب حقيقى من الدكتور سلطان القاسمى الذى يعشق مصر عشقًا لا ينتهى، ولِمَ لا؟ وهو أحد الرموز الإماراتية والخليجية الذين تعلموا فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة، وما زال مرتبطًا بها ارتباطًا كبيرًا، من خلال دعمه اللوجيستى والثقافى والمادى والمعنوى لكلية الزراعة وجامعة القاهرة، كما أنه مفكر ومثقف وأديب عربى كبير، فضلًا عن كونه حاكمًا للشارقة.
والحقيقة أن حب الدكتور سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، لمصر وشعبها، ليس استثناءً، بل إن هذا الحب أصبح قاعدة متوارثة فى الإمارات العربية المتحدة عن طريق حكيم العرب الشيخ زايد، إلى أبنائه، وخاصة الشيخ محمد بن زايد والشيخ منصور بن زايد، الذين ورثوا عنه عشقهم لمصر وللشعب المصرى، وهذا ما نشعر به من معاملة الشعب الإماراتى الكريمة لأكثر من مليون مواطن من الشعب المصرى فى دولة الإمارات العربية المتحدة يحظون بكل رعاية واهتمام من السلطات الإماراتية.
وفى مشهد جماهيرى حاشد فى الهواء الطلق، استقبل أهل الشارقة والجمهور الإماراتى والمصرى بمعرض الشارقة الدولى للكتاب، وأغلبهم من الشباب، بعاصفة من التصفيق غير العادى، فخر العرب النجم محمد صلاح، فى حضور الشيخ سلطان بن أحمد، نائب حاكم الشارقة، ومجموعة من الوزراء ورؤساء الدوائر الحكومية والأستاذ أحمد بن ركاض العامرى، الرئيس التنفيذى لهيئة الشارقة للكتاب، فى دلالة مهمة على المكانة العالية التى وصل إليها نجمنا المصرى، فى العالم العربى بل فى العالم.
ولا شك أن تواجد محمد صلاح له دلالة مهمة جدًّا عن مدى التأثير الذى وصل له محمد صلاح لدى الشباب، خصوصًا فى هذا التوقيت وفى أهم فعالية ثقافية بدول الخليج، وهى معرض الشارقة الدولى للكتاب الذى يمثل نبراسًا يُحتذى به ونقلة نوعية للثقافة الإماراتية والعربية، وهذا من خلال إحصائيات من دور النشر العالمية التى تشارك فى هذا المحفل الثقافى الذى تمتاز به إمارة الشارقة، لا سيما أنه تم تكريم كثير من الرموز الثقافية والعلمية والاجتماعية العالمية فى المعرض.
فهذا العام كان مسك الختام فى ختام فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، هو الأيقونة والأسطورة المصرية من المحيط إلى الخليج محمد صلاح الذى عشقته الجماهير الإنجليزية وأصبح سفيرًا للشباب المصرى والعربى فى أوروبا ويحظى بوافر من التقدير والاحترام، وأعتقد أن فكرة حضور محمد صلاح إلى معرض الشارقة، هى ذكاء مهنى شديد من المنظمين، خصوصًا أن نجمنا العالمى فى أوج مجده وعطائه مع إخلاصه الأخلاقى والرياضى والإنسانى، فهذه اللقاءات المباشرة تأثيرها أقوى بكثير من تصريحات السوشيال ميديا والإنترنت والعالم الافتراضى، خصوصًا مع ارتباط الشباب بنجم مثل محمد صلاح.
ولا أستطيع أن أصف لكم وأنا موجود فى الشارقة، بين أهل الإمارات والمصريين وغيرهم من الجنسيات العربية، كيف يعشقون هذا الإنسان الذى أضاف الكثير فى رفع اسم مصر والعالم العربى فى سماء أوروبا والكرة العالمية، لدرجة أن الشوارع المحيطة بمعرض الكتاب والأماكن الداخلية كانت مكتظة بأعداد غفيرة من الجماهير، وكانت الإمارة كلها فى حالة استعداد لاستقبال ابن مصر محمد صلاح فى هذا المعرض، فالكلمات تعجز عن وصف المشهد الاستثنائى فى عالمنا العربى وفى دولة الإمارات العربية المتحدة، فكل مواطن على أرض الإمارات يعشق كرة القدم أتى للشارقة لمقابلة النجم المصرى.
وأعتقد أن هذا المشهد الاستثنائى والإنسانى والرياضى فى ظل ما يجرى فى غزة ولبنان الصامد يخلق أملًا جديدًا أنه إذا توحدنا ووقفنا بجانب الحق ستكون هناك وقفة مع الكيان الإرهابى المتطرف، وأنا أدعو محمد صلاح لأن يستغل الزخم الذى يحيط به لإرسال رسالة للعالم بضرورة وقف إطلاق النار ووقف الحرب فى غزة وفى لبنان.