خبير تربوي: عودة ”التقييمات والاختبارات” للمرحلة الابتدائية قرار ”صائب وإيجابي”
أشاد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، بقرارعودة التقييم المستمر للمرحلة الابتدائية، موضحا أن الامتحان أحد ركائز منظومة التعليم، لافتا أنه مقياس للقدرة التحصيلية للطالب، و"ترمومتر" للمعلم وولي الأمر، يُعرف من خلاله مستوى الطالب، يظهر نقاط القوة والضعف لدى الطالب، وأيضا حتى يعرف ولي الأمر مستوى ابنه أو ابنته.
يمكن لـ وليّ الأمر اللجوء إلى اللوائح والقوانين إذا تعرض ابنه للضغط من قبل مدرس الفصل من أجل الدورس الخصوصة
وأوضح "فتح الله" في تصريحات خاصة لـ "النهار" إذا كان المدرس يضغط على الطالب ووليّ الأمر من أجل الدورس الخصوصة، يمكن محاسبته وفقا للوائح والقوانين، ولكن القرار صائب وممتاز، موكدا لا نطالب بإلغاء أي قرار في صالح أولادنا في المقام الأول وفي العملية التعليمة، ولافتا إذا كانت هناك مشكلة في قرار ما يجب حلها.
يجب حل أي مشكلة في منظومة التعليم وليس إلغائها...ولنا في إلغاء "الأسئلة المقالية" عبرة وعظة
تابع: على سبيل كان هناك مشكلة أيام الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الأسبق، وهي مشكلة التصحيح أثناء الامتحانات، وخاصة تصحيح الأسئلة المقالية، وصعوبة التصحيح، وبدلا من حل المشكلة بتدريب وتأهيل المعلمين، واستخدام أساليب علمية متطورة في تصحيح أسئلة المقال، تم إلغاء الأسئلة المقالية واستبدالها بنظام الـ "البابل شيت"، النظام الكارثي، موضحا أنه يستطيع الطالب في هذا النظام – إن تمكن- أن يغش الامتحان في دقيقيتن، لافتا إلى أن السؤال المقالي كان يُظهر إمكانيات الطالب الحقيقة، وتصعب عملية الغش مقارنة بنظام "البابل شيت".
مشكلة نظام التعليم في مصر "مشكلة الامتحانات"
وتساءل الدكتور فتح الله: "أين قرارات التقويم للامتحانات، التي تُعد حجر الزاوية في التعليمية، للأسف الشديد، لا يُتبع نهج علمي في هذه القرارات، وفي الحقيقة مشكلة نظام التعليم في مصر هي مشكلة الامتحانات، إذا تم وضع الامتحان بشكل صحيح، سيحضر الطلاب في المدارس وتتقلص الدروس الخصوصية، ولكن بعض الامتحانات لا تتم وفق أسس علمية وتكون امتحانات هزيلة، وما حدث في امتحان الفيزياء منذ أيام ليس ببعيد، هل يُعقل أن يتم وضع إجابتين لامتحان؟
وأضاف أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات قائلا: انتظر قرارات من وزير التربية والتعليم، ترجع بالناحية العلمية والتخصصية للامتحانات، مؤكدا على أن يتولي أهل الاختصاص نظام الامتحانات وفق النهج العلمي، ولا تترك لكل من يدعي أنه متخصص في نظام الامتحانات، موضحا أن منظومة التقويم هي ثلث عملية التعليم، وأيضا منظومة التقويم هي العطب الأساسي والمشكلة في منظومة التعليم والسبب الرئيس في هذه المشكلة أن من يتولى التقويم غير متخصص.
معلمينا بخير...وهم أصحاب رسالة
واختتم الخبير التربوي حديثه ووجه رسالة إلى أولياء الأمور: معلمينا بخير، وهم أصحاب رسالة، وإن كانت فئة قليلة تسلك سلوك غير مرغوب، فهذا في كل المجتمعات، ومن يخرج عن الضوابط والقيم، يستطيع ولي الأمر أن يلجأ للقانون واللوائح، إذا استشعر أن ابنه لم يأخذ حقه في الامتحان، يمكن أن يطلب بإعادة التقدير وعرضه على لجنة أخرى، مؤكدا أن اللوائح تسمح بذلك، لا داعي للخوف.