المرأة المصرية صنعت النصر.. جيهان السيدات حملت أمانة الدفاع عن الوطن.. و”أم كلثوم” و”نادية لطفي” شاركن في دعم المجهود الحربي.. وفدائيات السويس سطرن ملاحم خالدة
لم يغيب دور المرأة المصرية أبان حرب أكتوبر المجيدة، ولكنها كانت تجاهد وتقاتل بما تملكه من قدرة، حتى تحقق النصر، ذلك النصر الذى سطره الرجال الأشداء في المعارك، لم يكن ليتكمل لولا، أن وراء هؤلاء الرجال نساء صنعن النصر، وشاركن بكل نفيس وغال من أجل الوطن.
نساء من ذهب..
كانت السيدة جيهان السادات، حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات على رأس السيدات اللواتي حملن الأمانة لنصرة الوطن، وقامت خلال الحرب بزيارة الجرحى في المستشفيات، وقد برز خلال هذه الزيارات دور جمعيات الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية، التي ساهمت فيها السيدات المصريات بجهود متميزة خلال تلك الفترة.
وكانت النساء في سيناء يساهمن أيضًا في جهود الحرب، حيث تم إعطاؤهن أجهزة لاسلكية وبطاريات وطعام لتوصيلها للمقاتلين، ومن النماذج الرائعة السيدة فاطوم، من محافظة السويس، التي كانت مثالًا للبطولة خلال فترة حرب الاستنزاف، حيث لم تملك أي إمدادات غذائية لكنها قررت ذبح 10 دجاجات لتقديم المعونة لرجال المقاومة، كانت تساعد المقاتلين من خلال ضماد جراحهم ونقل الذخائر وسط الظروف الصعبة والقصف المستمر، وأيضًا قصة "فلاحة فايد"، التي نقلت معلومات حول تمركز الآليات العسكرية للعدو في فايد وسرابيوم، وكانت تحمل طفلها على كتفها لتجنب كشف هويتها، وتطلب قنابل لتدمير دبابات العدو.
ملاحم تسطرها النساء..
وكانت فرحانة حسين، المعروفة بلقب "شيخة المجاهدين في سيناء"، رمزًا للبطولة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة 1967، من قبيلة الرياشات، انضمت إلى منظمة سيناء العربية، واستغلت عملها في تجارة القماش لنقل المعلومات وزرع القنابل، مما ساعد على استنزاف القوات الإسرائيلية قبل حرب أكتوبر، كانت تمتلك القدرة على نقل معلومات مهمة، مثل خطط بناء مطار في الجورة، وهو ما جعلها شخصية محورية في المقاومة، ونجحت في تنفيذ عمليات فدائية عديدة، من بينها تفجير قطار إسرائيلي في العريش، مما أكسبها تقديرًا كبيرًا من الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتهاء الحرب.
إلى جانب البطولات السابقة سطرت نساء القطاع الطبي ملاحم لا يمكن نسيانها، ومن بينها ما سطره أطباء وهيئة التمريض في مستشفى السويس الأميري الذين دافعوا عن مديناتهم وقاوموا محاولات العدو الإسرائيلي لاقتحامها، كان هناك طاقم مكون من 20 طبيبًا و78 ممرضة عملوا بلا انقطاع، وقدموا جهودًا مستمرة على مدار 24 ساعة يوميًا أثناء المعارك وما بعدها.
سيدات الفن والقتال..
أم كلثوم..
بعد النكسة مباشرة قاومت الست "أم كلثوم" آثار الهزيمة، وقررت دعم الرئيس الراحل عبد الناصر بالغناء والمال، وقادت حملة دعم المجهود الحربي لإعادة بناء القوات المسلحة، وجمعت أم كلثوم، وقتها، مبالغ مالية طائلة من إيرادات حفلاتها داخل وخارج مصر، وقدمتها بالكامل لدعم القوات المسلحة والمجهود الحربي، كما قدمت مجموعة من السبائك الذهبية والمصوغات، التي جمعتها من معظم بلدان الوطن العربي لدعم مصر في تلك الظروف الصعبة والعصيبة، حتى تحقق النصر في أكتوبر المجيد..
نادية لطفي..
ومن جهة أخرى، كانت الفنانة نادية لطفي تمثل نموذجًا ملهمًا، حيث كانت مقاتلة شرسة خلال الحرب، فهي كانت الوحيدة بين الفنانات التي تخرج إلى الجبهة، وتقوم في بيتها بإعداد حوالي 200 ساندويتش، ثم تذهب بها للمقاتلين لتناول الإفطار معهم على الخطوط الأمامية. كان لهذا الفعل أثر كبير في رفع روحهم المعنوية، حيث شعرو بأن جميع أبناء الوطن يقدرون تضحياتهم.
ربت جيل أكتوبر..
تقول الكاتبة فريدة الشوباشي، أن المرأة المصرية هي العمود الفقري لمصر، وهذا ليس مجرد كلام، فهي التي ربت الأجيال، التي خرجت ودافعت عن مصر، وهى التي ضحت بأبنائها وزوجها، في سبيل استرداد الأرض، وهذا الدور ليس غريب عليها، فهي نصف المجتمع، والله سبحانه وتعالى قال: "لقد خلقنا الإنسان"، ولم يقل الرجل أو المرأة.
وتابعت "الشوباشي" في تصريحات خاصة لـ"النهار"، المرأة المصرية إذا لم تربي وتعلم وتنشئ الجيل الذى انتصر في حرب أكتوبر، ما كنا انتصرنا وحققنا هذا النصر العظيم، دور المرأة دائمًا ما يظهر في المواقف الصعبة والتاريخ يشهد على ذلك منذ القدم، فالمرأة المصرية اثبتت في كل المواقف الصعبة أنها مصنع الرجال، وقادرة على أن تخرج أجيال وطنية تضحي وتفدي الوطن.