النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:36 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

نتنياهو يطرح تساؤلا بالإعلام كيف يُعيد 250 ألف إسرائيلي إلي الحدود الشمالية مع لبنان؟

نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل
نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل

الأزمة الفلسطينية التاريخية هي سبب كل الأزمات بمنطقتنا العربية،وتذهب أصدائها إلي بقاع مختلفة من العالم نتيجة لتفاقم الصراع،ومحاولة القوي الدولية المختلفة تحقيق المكاسب من إتجاه لنفسها وتلك القوي الرشيدة،وهناك قوي أخري تطمح لسرقة ثروات المنطقة العربية من نفط وغاز عبر التهديد والوعيد،وإشعال الحرب،ويكون السبب في ذلك بعض الأشخاص الراغبين في تحقيق أرباح مليارية من سمسرة شراء السلاح أمثال نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.

وسبب وجود حزب الله اللبناني من الأساس؟ ووجود تلك المعارك العسكرية؟ بسبب القضية الفلسطينية،والفكر الاستعماري الذي تحمله إسرائيل بإحتلال كامل المنطقة العربية لإقامة ما يُزعم بإسرائيل الكبري،وظهر ذلك في خريطة إسرائيل علي كتف الجندي الإسرائيلي،وهي تضُم أجزاء من المملكة العربية السعودية وسوريا والعراق ولبنان ومصر!

لسرقة ثروات المنطقة العربية من نفط وغاز،وبالنظر للدولة الإسرائيلية المتؤسسة علي فكرة صهيونية كانت بديلا للمستعمر البريطاني،وقامت إسرائيل علي أنقاض الدولة الفلسطينية العربية بسبب وعد بلفور البريطاني،وهدف إسرائيل هو إعادة الاستعمار في ثوب جديد للمنطقة العربية وجاءت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة إلي الدولة العربية الفلسطينية بجواز سفر عربي عام 1920وهاجر اليهود إلي فلسطين هربا من النازية لهتلر،والأفعال الفظيعة التي وقعت لهم ووجد اليهود الأمن والأمان،وعاشوا في جميع الدول العربية بسلام.

حتي أرادت الحركة الصهيونية التي تأسست عام 1877 نهب ثروات الشرق الأوسط،وغسل عقول اليهود بإقامة دولة لهم وهو مُخالف للمعتقدات اليهودية إقامة دولة لإسرائيل،وهم يعلمون ذلك لكن كما قلنا مرارا الصهيونية لادين لها وفي سبيل تحقيق أهداف الصهيونية إرتكبوا مذابح ضد قري فلسطينية ومنها ديرياسين التي مات سكانها بالقابل في أبشع المذابح مع بداية الإحتلال الإسرائيلي عام 1948.

وظل الصراع قائما وإندلعت الحروب الكبري بسببه،وكان أخرها حرب أكتوبر عام 1973 التي إنتصرت بها مصر،وحاول الرئيس السادات رحمه الله تحقيق السلام مع الشعب اليهودي الذي يُريد الحياة وليس الصهاينة،ونجح في توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام،والتي كان من ضمن بنودها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،وعاصمتها القدس الشرقية استجابةً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 ولتحقيق السلام العادل والشامل،ومنذ ذلك الوقت،وتُماطل الإدارات الصهيونية المتعاقبة في إسرائيل بتطبيق ذلك القرار،وتسعي لإبتلاع ما تبقي من الدولة الفلسطينية كأحد خطوات إحتلال الدول العربية كلها والأفعال تقول ذلك،ومحاولة إيجاد الزرائع الكاذبة الإسرائيلية الآن لإحتلال لبنان بكذبة وجود صواريخ كروز في مطار بيروت الدولي لسرقة الغاز اللبناني هي نفس الزرائع التي احتلت بها الولايات المتحدة العراق عام 2003!

بسبب كذبة واعتذرت واشنطن علي ذلك الخطأ،وهو ما تحاول إسرائيل فعله مع لبنان الآن وستكون نتيجته حربا كبري في المنطقة العربية تتحول إلي حرب عالمية ثالثة نووية،وبهذا نري إن سبب وجود حزب الله ضياع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني البرئ المطالب بممارسة حق تقرير المصيرفي إقامة دولته المستقلة،وتمادت إسرائيل،وإحتلت جنوب لبنان تحت بند إنهم صهاينة وشعب الله المختار ويحق لهم سرقة أرض ومال أي إنسان وقتله وعائلته لإنه ليس صهيوني!

ومن هنا تكمُن المشكلة التي طرح نتنياهو حولها تساؤلا بالإعلام عن كيفية إعادة السكان الإسرائيليين البالغين 250ألف من النازحين إلي الحدود الشمالية مرةً أخري،ويمكن تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية بوقف إطلاق النار بفلسطين،والعمل علي تنفيذ حل الدولتين،وتلك كانت مطالب حزب الله منذ اللحظة الأولي للأزمة،وهي مطالب العالم أيضا بوقف الإبادة الجماعية بفلسطين،ويمكن تحقيق السلام لإسرائيل وضمان الأمن للأبد بترسيم إسرائيل حدودها مع لبنان،والانسحاب من الجنوب اللبناني المحتل،وعقد إتفاق سلام،وكذلك الانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان السورية المحتلة وترسيم الحدود معها لتعيش للأبد في سلام يعيش به اليهود جنبا إلي جنب مع العرب المسلمين هذا إذا كانت تريد إسرائيل السلام حقا،وليس كما يطمح نتنياهو بإشعال الحروب لتحقيق المكاسب المالية من شراء السلاح لإسرائيل،وإذا كان نتنياهو فاسد فهناك شخصيات شجاعة في إسرائيل مثل أولمرت الداعي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية،وتحقيق سلام مع العرب،ويجب علي الشعب اليهودي بإسرائيل الثورة ضد الصهيوني نتنياهو لتفادي الإصطدام بالحائط.

خريطة إسرائيل الكبري علي الزي الرسمي لجيش الإحتلال وتضم أجزاء من المملكة العربية السعودية ولبنان وسوريا والعراق ومصر.

موضوعات متعلقة