بعد طلب ترامب دخولها مجانًا.. نظرة على تاريخ قناة السويس وأهميتها العالمية

أثار تصريح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حول قناة السويس ضجة واسعة بعد أن قال على منصة تروث سوشال: "يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على حد سواء، بالمرور مجانًا عبر قناتي بنما والسويس! هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية".
فهل كان للولايات المتحدة دور حقيقي في وجود قناة السويس؟
تاريخ القناة يشير إلى أن أمريكا لم تكن في أي مرحلة من مراحلها العامل الأساسي في وجود هذا المعلم الملاحي المهم.
تعود فكرة قناة السويس إلى العصور الفرعونية، حيث كان الفرعون سنوسرت الثالث أول من فكر في ربط البحرين الأبيض والأحمر عبر نهر النيل وفروعه، في القرن السابع قبل الميلاد، حاول الفراعنة إعادة شق القناة، وكان أول من أنجز جزءًا من هذه المهمة هو الفرعون نخاو الثاني في عام 610 قبل الميلاد، حيث قام بربط النيل بالبحيرات المرة، لكنها لم تصل إلى البحر الأحمر.
في العصور الحديثة، بدأت قناة السويس تأخذ شكلاً أكثر وضوحًا، إذ شهدت في عام 1854 منح فرنسا وديليسبس حق الامتياز لشق القناة.
واستمر العمل على بناء القناة حتى تم افتتاحها في 17 نوفمبر 1869، بحضور العديد من الشخصيات العالمية آنذاك. وبعد ذلك، توسعت وتعمقت القناة لتواكب نمو صناعة الملاحة البحرية العالمية، وأصبحت أحد أهم المعابر الملاحية في العالم.
التاريخ طويل ومعقد، ووجود قناة السويس مرتبط بشكل رئيسي بحركات سياسية واستراتيجيات بحرية محلية ودولية، حيث كان للدول الأوروبية دور أكبر في تطويرها، وفيما يتعلق بتصريح ترامب، لا يبدو أن الولايات المتحدة كانت قد قدمت أي دعم أو كان لها تأثير مباشر في وجود هذا الشريان المائي الحيوي، بل كان هناك الكثير من الشراكات والصراعات السياسية حول السيطرة عليها طوال تاريخها.