النهار
الجمعة 29 نوفمبر 2024 03:33 مـ 28 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«السياسات الإثيوبية» تحت مرصد مركز بحوث الشرق الأوسط ننشر التقرير الأسبوعي لوزارة التربية والتعليم...أهم الأنشطة وأبرز القرارات جولد بيليون: تعافي الذهب العالمي بسبب هبوط مستويات الدولار تأجيل بيع كراسات الإسكان الاجتماعي خلال أيام ”الأحد، والاثنين، والثلاثاء” تخصيص قطعة أرض لصالح وزارة التموين والتجارة الداخلية بمساحة 8.95 فدان لاستخدامها في إقامة صوامع غلال عليها مصرع عنصر إجرامي هارب من المؤبد بواقعة قتل.. عقب تبادل إطلاق النيران مع القوات بقليوب مائدة مستديرة لدعم الصحة الإنجابية ومكافحة ختان الإناث وزواج الأطفال بالبحيرة مائدة مستديرة لدعم الصحة الإنجابية ومكافحة ختان الإناث وزواج الأطفال بالبحيرة بعد إصابة 3 أطفال.. محضر رسمي يتهم مدرسة دولية في السويس الإهمال تعرف إلى إيرادات فيلم الهوى سلطان منذ طرحه.. تفاصيل الفنان أحمد مجدي: لا أبحث عن السينما التى تهدف إلى الربح غلق وتشميع مركز علاج طبيعى بأسيوط لمخالفته قوانين واشتراطات الترخيص

صحافة المواطن

ريم أبو الفضل تكتب: صُنع فى مصر

تبلغ صادرات القطن المصرى 1,8 مليون قنطار ،ومازال القطن المصرى طويل التيلة يحتفظ بصدارته على سائر الأقطان عموماً ،وعلى القطن الأمريكى قصير التيلة خاصة

ومع ذلك لا نجد المنتجات القطنية خارج  مصر تحتل مركزا متقدما بل وداخلها وذلك يرجع لسوء التشطيب أوما يسمونه  ”finishing”
كما يبلغ إنتاج مصر من الجلود سنوياً 126 مليون قدم  ‏، ومع ذلك يقول رئيس المجلس التصديرى للمنتجات الجلدية أن الحذاء المصرى معروف أنه غير مريح بشكل عام ، ولا يحتل الصدارة نظراً لأن الصناعة لا تتم وفق معايير عالمية

وهنا أيضا تكمن المشكلة فى اللمسات النهائية والفيصلية
نحن لدينا أمهر الصناع، وأجود الخامات، ولكننا لا نتقن العمل حتى نهايته ، فتخرج علامة "صُنع فى مصر" على استحياء
إنها منظومة متكاملة حتى يخرج المنتج فى أجود صوره..ولكننا نفتقد عنصراً نهائياً يكاد يكون بسيطاً بالرغم من أهميته
فى خلال مائتى عام قامت مصر بست ثورات لم تنجح حتى نهايتها برغم أن لدينا  الهدف، وتحضرنا القضية، وينفذها من يحملون أرواحهم على أكفهم
إنها نفس المشكلة..فنحن لا نُحسن وضع النهايات
نحن فى الذكرى الثانية للثورة ، ومازلنا نتخبط ونصارع من أجل الحرية
لم يكن للثورة زعيمٌ ، ولم تجتمع على مرشح، ولم تنظم المعارضة صفوفها ، بينما كان هناك من يلتف عليها
أتت لنا الثورة برئيسٍ يرفضه نصف الشعب ،ولم يحاول هو أن يبذل جهداً حتى فى الحفاظ على النصف الذى أيّده
فبينما خرجت الثورة من أجل العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية
نجد وزيره يحدد ثلاثة أرغفة فى اليوم كنصيب للفرد، ويطبق قانون الطوارئ خارقاً للدستور ولوعوده ، ولا يحقق إنجازا واحدا ينتصر فيه للعدالة الاجتماعية
لا أنكر أن التحديات صعبة ، ولكن فى غياب الشفافية ، لن يجد مرسى تعاطفا ولا تأييدا، متجاهلاً نداء الشعب له بالأمس بأن يكون له رئيسٌ، حتى دفعه لأن يخرج عليه اليوم هاتفاً بإسقاطه
ولا يهتم بكل ذلك ، فيترك البلد تشتغل بالأزمات ،ويطلب من ميركل تخفيض ديون مصر فما كان منها إلا أن أعطته نصائح فى إدارة بلاده الغارقة فى أزماتها تعلنها جريدة " دير شيبجل " الألمانية، وسط استهجان شعبى ليس الأول ، ولن يكون الأخير
أنظرُ إلى الشباب الثائر على كل شيء لأنه لم ير أى شىء فأتذكر قول عمر بن الخطاب " أشقى الولاة من شقيت به رعيته"
وأتساءل هل ضحى الشباب بحياته من أجل أن يشقى الآخرون برئيس لا يلتفت إليهم ؟، بل نجد مؤيديه يصفون الثوار بالبلطجية ، وكم يستفزنى حديث أحدهم حين يقول لى أن وجوههم وملابسهم وكلامهم تدل على انحطاط مستواهم
وكأن من الواجب على الثوار أولاً  قبل مجابهة نيران الداخلية  أن يلتحقوا بمدرسة " الفينشنج سكول" السويسرية والتى يرسل لها أهل الصفوة أولادهم لكى يتعلموا قواعد الأتيكيت
وماذا تتنظرون أيها العاجيون من شباب لا يجد عملاً ولا خبزاً، ويتعامل مع رصاصٍ حى، وقنابل مسيلة للدموع !!
قد ينضم لهم بعض الفلول وبعض المخربين  ولكن كما يقال " ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة"
فالقضية والهدف والبذل  يختلفون حولهم ..وهو أيضاً ما يُفرّق بينهم
فالليبراليون يريدون مزيدا من الحرية، واليساريون يريدون العدالة الاجتماعية، ، بينما البلطجية لن يصمدوا أمام أى من ذلك  ، والإسلاميون يلعنون الجميع ويضعون الكل فى بوتقة واحدة، ويرون أنهم يحاربون إقامة الدولة الإسلامية
"أقيموا دولة الإسلام فى قلوبكم ..تقم لكم على أرضكم"
يعرف الإخوان  هذه العبارة جيداً، وقائلها  على الأغلب حسن الهضيبى المرشد الثانى لجماعة الإخوان
فدولة الإسلام لن تقوم أبدا على جثث الثوار، ولن تقوم على قمع الحريات، ولن تقوم على ظلم العباد
دولة الإسلام تدعو إلى العدالة الاجتماعية، وإلى احترام حرية الفرد، وإلى الالتزام بحقوق الأقليات وغير المسلمين ،وعلى الراغبين فى إقامتها الإيمان بمبادئها وأهدافها أولاً، وإقامتها فى قلوبهم
إن السلطة الحالية عاجزة حقاً عن احتواء الأزمات، وعن امتصاص غضب الشعب، وعن تحقيق مطالب الثوار
وكلما تأخرت ..ازداد الموقف تأزماً، وهى غافلة أو متجاهلة حتى أصبح الوطن على شفا جرف هار..والمشكلة أن السلطة لا تسمع للانتقادات حيث تراها كرهاً للإخوان، أو رفضاً لهمولكننا لا ننتقد إلا سلطة فاسدة إدارياً وسياسياً ، ولا يُعنينا من تكون
وعندما أرى ما يؤول إليه الوطن أتذكر كلمة برنارد شو " أن مأساة العالم الذى نعيش فيه تكمن فى أن السلطة تستقر فى أيدى العاجزين"
حتى لا تقع المأساة ...أقول لكل عاجز، وكل ثائر، وكل معارض  
علينا أن نتذكر المثل الإنجليزى الذى يقول"خير لك ألا تبدأ من أن تبدأ ولا تعرف كيف تنتهي"حتى لا نضطر إلى أن نقول جملة ستالين للزعيم الفرنسى ديجول فى أواخر الحرب العالمية الثانية "فى نهاية الأمر لن ينتصر إلا الموت "


ريم أبو الفضل
[email protected]