دعاء مصطفى تكتب: أهل البلدة
يحكي أن كان هناك بلده بها مدرسة كبيرة يذهب إليها أهل البلده بمختلف أعمارهم والجميع كانوا ملتزمين ومتفوقين ورغم ذلك دائما ما يرسبون رغم ثقتهم في النجاح و إذا أعترضوا يتم ضربهم ضرب مبرح و أحياناً قد يصل للوفاة فهذا كان النظام المدرسي ، فلم يسلموا من ظلم وقهر الناظرالمختفي دائما و أعوانه من المدرسين فكانوا تاره يستسلمون و أخري يغضبون في صمت ولكن مع مرورالوقت قررالجميع أن يقوم برفع الشكاوي ضد هذا الناظر وأعوانه وبعد أن فقدوا العديد من الزملاء والمدرسين والأهالي النبلاء لتبقي العشيرة !
نجحوا بالفعل في خلعه من منصبه و حبسه إيضاً ومضت الأيام وجاء وقت أختيار ناظر جديد لتولي شئون المدرسة ووسط كل هذا الزحام والانقلاب ظهر لهم أحد الرجال وقال لهم سنحيا في أي نحيا ولكن مع وجود اللحيه و الحقيقه أن هذا النظام كان جديد علي الأهالي فقرروا اختياره وتصعيده للنهائيات رغبة منهم في غد أفضل واعتقاداً منهم أنهم هيعرفوا يختلفوا معاه !
وبالفعل قد فاز بمنصب الرئاسه المدرسية ،ومنذ الأيام الأولي من تولية هذا الرجل وهو قرر السيطرة علي مفاصل المدرسة فيلقي بالوعود الوهميه والقرارت العجيبة التي أصبحت تدهش اكثر من إعلانات فريسكا ،و من يشاهد هذا الناظر قبل إستيلاءه علي المدرسة ويشاهده الأن سيعرف أنه قد مر بفيلم الزهايمروأبدع فيه أكثر من عادل أمام فمن قبل كانوا قد اباحو الضرب في المدرسة لكل من يخرج عن الجدول الدراسي وهذا الرجل قد وعد بأزالة هذا البند ولكن اباح القتل و أصبحت الجملة الشهيرة (استلموا الجثه من المشرحه ) و من سيدافع عن المقتول هيعمله حظر يعني هيلغي البريك من اليوم الدراسي رغم أنه من قبل وعد إيضاً بأنه اذا اعترض احد علي أفعاله سيتنازل عن منصبه ولكن الكرسي مدفوع فيه كتير ولازقينه بزفت أسود ، وعن التلاميذ المعترضين عليه فهو قرر أن يتعامل معهم علي أنهم شوية عيال بلطجيه بينطوا من ع السور عشان ميحضروش حصة الدين وذلك بصفته القائد الأعلي للمدرسة و المسئول الأول عن إدارة شئون الطلبه و إيضا المسئول الأول عن وزارة التربية والتعليم ولا يعلم أن هذه كانت تهمة الناظر السابق.
فعند خلع الناظر الأولاني من منصبه قد نسينا الخريطه التي كان يحكم بها المدرسة فمن سوء الحظ قد وقعت في يد الناظر الجديد فعجبته وأصبح يتعامل بها ولكن بجهل نظراً لاختلاف الثقافات فهذا الناظر (دارس في الخارج ) و أعتقد أن المقصود بالخارج هو خارج توقعات العقل البشري ، فعندما يتكلم هذا الناظر لاتفهم منه مايريد هل هو ناظر مدرسة ويدير منظومة تعليمية كاملة أم أنه ناظر عزبه تضم الماشية ( الخاصة به) .
ففي النهاية نجد أن أهل البلده لم يقوموا الا بتغير الديكور الخارجي للمدرسة وتبديل الوجوه ويبقي المضمون كما كان من قبل و أصبح هم المساجين رغم التحرر .