النهار
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:35 مـ 26 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مجلس جامعة مدينة السادات يعلن الفائزين بجوائز الجامعة لعام 2023/ 2024 بحوزتهم أسلحة ومخدرات.. مقتل 3 عناصر إجرامية خلال مداهمة أمنية كبرى في قنا بهدف إيشو.. الزمالك يتقدم على بلاك بولز بهدف نظيف بالشوط الأول مبابى وبيلينجهام يقودان تشكيل ريال مدريد ضد ليفربول محمد صلاح يتصدر تشكيل الريدز أمام ريال مدريد في دوري الأبطال المصري يفتتح مشواره في مجموعات الكونفدرالية بثنائية أمام إنيمبا بحضور محافظي السويس وبورسعيد محافظ الدقهلية يعتمد المخططات التفصيلية لعدد 14 قرية دار الإفتاء المصرية تشارك في قافلة دعوية إلى شمال سيناء مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف محافظ الجيزة يثمن جهود جامعة الأزهر التنموية ويشيد بدعمها الطبي للمبادرات الرئاسية ناصر ماهر وأحمد حمدي يدعمان الزمالك من مدرجات ستاد القاهر فرصة للشراء.. اقتصادى يكشف: انخفاضات في أسعار الذهب قريبًا مظاهرات قرب مقر إقامة نتنياهو بالقدس المحتلة للمطالبة بصفقة تبادل أسرى

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: نيلسون مانديلا يكشف عورات الجميع!

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

لا شك أن الموقف الذى اتخذته جنوب إفريقيا برفع دعوى فى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل واتهامها بالإبادة الجماعية لأهل غزة ووصفهم بأنهم مجرمو حرب مع سبق الإصرار والترصد، هو موقف تاريخى لن ينساه العالم أجمع.

وهذا الموقف الإنسانى المفاجئ لهذه الدولة الإفريقية أذهل وكشف عورات الصهاينة وأمريكا.. ولِمَ لا وهى بلد المناضل الحقيقى نيلسون مانديلا؟! ولقد فعلت ما لم يجرؤ العرب والمسلمون والمؤسسات الدولية أن تفعله من اتخاذ إجراءات قانونية لمواجهة الصهاينة أمام العالم ووقف هذه المذبحة بحق االفلسطينيين التى لم تحدث فى تاريخ البشرية.

ورغم قرارات الجامعة العربية والدول الإسلامية ومجلس الأمن فالحصانة الأمريكية من خلال الفيتو أوقفت كل محاولات وقف قتل الأطفال والنساء والشيوخ، بل وصل الأمر إلى إبادة غزة وشعبها وأهلها من على الخريطة..

والحقيقة أن رفع الدعوى من جنوب إفريقيا على وجه الخصوص له مغزى هام؛ فهى دولة عانت لسنوات طويلة من نظام الفصل العنصرى وناضلت ضده حتى أزالته تمامًا، وهو أمر له قيمة معنوية مهمة أمام شعوب العالم الحرة، فهى دولة تعرف أكثر من غيرها معنى الإبادة الجماعية والفصل العنصرى وهى الأكثر قدرة على فضحه للعالم، ولا ينسى العالم نيلسون مانديلا، الرئيس الراحل والزعيم غير المتوج لجنوب إفريقيا والذى ناضل طوال حياته؛ حتى استطاع أن يقضى على نظام الفصل العنصرى فى وطنه؛ حتى أصبح أول رئيس من ذوى البشرة السمراء فى جنوب إفريقيا وقاد عملية مصالحة عرقية منعت شلالًا من الدماء فى وطنه.

وهذا الموقف هز الكيان الصهيونى؛ لأنهم لم يتوقعوا على الإطلاق أن تتبنى دولة إفريقية بحجم ووزن جنوب إفريقيا هذا الموقف القانونى والإنسانى، بل ردت على كل الأكاذيب من النتنياهو وبن غفير واليمين المتطرف وحكومة الحرب التى ادعت أن معبر رفح مفتوح لإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والدواء للفلسطينيين، وهو أمر على غير الحقيقة والواقع.

لقد حاولت مصر التى تتحمل العبء الأكبر من المواجهة مع الكيان الصهيونى، منع تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة، ووقفت لهم بالمرصاد على خط فيلادلفيا (طريق صلاح الدين) الذى يحاولون أن يسيطروا عليه، تحت حجج أن مصر تدعم المقاومة الفلسطينية وحماس ويتم تهريب الأسلحة من خلال هذا المحور.

والتساؤل تلو التساؤل فى الشارع العربى والإسلامى: أين الأنظمة العربية والإسلامية مما يجرى فى غزة؟ فحتى الدعم اللوجيستى والمادى لم يقدموه، وكأن فى الأمور أمورًا، لأن ما يدور فى الغرف المغلقة ومن خلال القنوات الدبلوماسية يجعل الجميع أمام الرأى العام العربى والإسلامى فى موقف غير مقبول بسبب ما يجرى فى غزة والضفة الغربية والقدس، خلال أكثر من 3 شهور، استخدم فيها بايدن- الذى كشف أن وعده أخطر من وعد بلفور- الفيتو الأمريكى لعدم الاقتراب أو المساس بإسرائيل أو الكيان الصهيونى.

وما لا نقدر على تحليله أو تفسيره حتى الآن، هو حالة الصمت العربى والإسلامى فى اتخاذ موقف عملى باستخدام أوراق الضغط المتاحة والمباحة، وخاصة النفط والغاز، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

والمصيبة الكبرى أنهم يحاولون كالعادة أن يجعلوا مصر بجيشها وشعبها وكذلك الأردن فى خط المواجهة بدون تقديم أى دعم اقتصادى أو لوجيستى لمصر الكبرى والأردن الشقيقة، لمواجهة ما يجرى على حدود غزة.

وهنا نتساءل: إلى متى سيكون الموقف العربى غامضًا؟! ولمصلحة من؟! فى هذا التوقيت الذى تولد فيه ملامح شرق أوسط جديد إذا نجحت مصر والأردن فى الخروج من هذه الأزمة الإنسانية المأساوية التى لم تحدث فى تاريخ البشرية وتحقيق عدم تهجير الفلسطينيين.

سيظل معبر رفح رمزًا للإرادة المصرية والقرار السياسى المستنير أمام محاولات استخدام كل الإجراءات وأوراق الضغط الأمريكية والأوروبية ومحاولة إنهاء الشعب الغزاوى من أرضه ووطنه وهو البطل الحقيقى ورمز المقاومة الفعلى والذى يقدر عدده بـ2.5 مليون مواطن فى مواجهة قصف متتالٍ ليل نهار، ووضع معيشى لا تقدر الكلمات على وصفه وهم صابرون مرتبطون بالأرض ولن يخرجوا على الإطلاق إلى سيناء كما هو المخطط الصهيونى ومخطط بايدن الذى يحاول تقديم كل الولاءات للصهاينة قبل الانتخابات الأمريكية فى شهر نوفمبر القادم، وهذا ما يستدعى أن نشيد بالمقاومة الفلسطينية فى غزة والضفة والقدس الذين يقدمون كل يوم أيقونات من الشهداء من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والشباب وهم يدافعون عن أرضهم ووطنهم وحدهم دون أى دعم أو سند من الدول العربية أو الإسلامية.

إن مصر هى حائط الصد الأول والأخير فى القضية الفلسطينية، لسبب بسيط أنها هى العمق الاستراتيجى لغزة، وأن جهاز المعلومات المصرية (المخابرات) هو اللاعب الحقيقى فى محاولات تسوية هذه القضية المأساوية، ووجود الوفد الإسرائيلى فى مصر يعطى دلالة قوية بأن الحل لن يكون إلا مصريًا، وأن محاولات البعض- للأسف الشديد للقفز على دور مصر التاريخى- هى محاولات يائسة لا جدوى منها، والشعب المصرى والعربى يعرف أن مصر هى العمود الفقرى وحجر الزاوية ونقطة الانطلاق لإنهاء الأزمة أو لاتخاذ مواقف قد تؤدى لاشتعال الموقف فى المنطقة بأسرها.

فأفيقوا يا عرب، فقد آن أوان أن تقدموا لشعوبكم كشف حساب عما جرى ويجرى فى غزة.

وإن غدًا لناظره قريب.