النهار
السبت 21 سبتمبر 2024 12:34 مـ 18 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

محمد أنور السادات يكتب: أمواج في بحر الثورة


كل عام وأنتم بخير بمناسبة ذكري مولد رسول البشرية النبي الأعظم التي تأتي معها ذكري يوم من أعظم الأيام في تاريخ مصر، وهو يوم ذكري ثورة ينايرالمجيدة ، يوم أن هب المصريون ضد الظلم والفساد وخرجوا علي بكرة أبيهم ليهدموا صرح الطغيان ، تنتاب المصريون حالة من الخوف الشديد حول مستقبل ومصير هذا الوطن بعد أن تحولت أحلام الثورة الجميلة إلي واقع ملئ بالأوهام.

المصريون كلهم الآن ليسوا علي يقين من مستقبل الأوضاع في مصر، وما ستؤول إليه الأيام القادمة ، اعتبر بعضهم أن بعض مطالب الثورة قد تحققت بالفعل وجرت أول انتخابات رئاسية حرة ، وأخذت الحالة الأمنية في طريقها إلي التحسن شيئاً ما ، وإرتاحت جوارحهم إلي الوعود التي قطعها الرئيس علي نفسه والتي ثبت أنها كانت وعود وردية ونظريات غير قابلة للتطبيق ، في حين رأي البعض الآخر وهم الغالبية أن الثورة المصرية لم تكتمل ، وأن المشهد لا يزال مظلما، والاقتصاد يخطو نحو الانهيارإلي جانب اعتقادهم بأن أن أساليب القمع التي كانت تمارس ضد السياسيين عادت للظهور مرة اخري بعد ثورة يناير .

فهل حقاً ، ستكون الذكري الثانية للثورة احتجاجا وليس احتفالا ، وهل نقترب من يوم حرق مصر بدلا من يوم نصر مصر، وهل سوف تنجح بعض عناصر الشرطة التي لا زالت تدين بالولاء للنظام السابق بشكل عام ولوزيرهم السابق حبيب العادلي بشكل خاص، و يسعون للانتقام من الثورة ، وهل سيفعلها فلول النظام السابق وبقايا الحزب الوطني المنحل الذين لم يجدوا لأنفسهم مكاناً تحت قبة برلمان الثورة بعد أن كانوا يجلسون في أولي المقاعد ، وهل سوف تستسلم الشخصيات المتورطة في الفساد والتي لم تصل إليها يد العدالة الدنيوية وأصبح مصيرهم مرهون بمصير أصحابهم خلف أسوار طرة ، وهل سوف تكون هذه الثورة هي نهاية عهد الإخوان.
كلها أسئلة تتوقف إجابتها علي وعي الشباب وجموع المواطنين والثوار الشرفاء وجميع أبناء هذا الوطن العريق الذين عانوا ودفعوا الثمن ، وروت دماؤهم الذكية أرض مصر ليعيش غيرهم بعزة ورفعة وكرامة. إن ما نترقبه في الأيام القليلة الباقية علي ذكري الثورة يحتم علينا جميعاً شعباً وقيادة ، رجالا ونساء .. شباباً وشيوخاً .. مسلمين وأقباط أن نتكاتف كي تمرالذكري الثانية للثورة دون دماء ، وتفويت الفرصة علي المتربصين بالوطن وواضعي الخطط والسيناريوهات التخريبية الذين يريدون ضرب أمن وإستقرارهذا الوطن ، أما إذا كانت الإرادة الوطنية هي من ستقول كلمتها فكلنا ورائها نحترم مطالب هذا الشعب الكريم ، الذي ضحي كثيرا من أجل حريته.