النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 05:12 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أســامة شرشر يكتب: وصية طفل فلسطينى للحكام العرب

النائب أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
النائب أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

هزتنى كلمات طفل فلسطينى قبل استشهاده من خلال وصية كتبها، وننقلها للحكام العرب؛ لعلهم يعرفون كيف ينظر إليهم أطفال غزة ويراقبون أفعالهم حتى وهم يستشهدون تحت القصف الإجرامى الصهيونى.

يتساءل الطفل الفلسطينى فى مرارة وهو يخاطب حكام العرب:

لماذا تركتم الكيان الصهيونى والـ نتنياهو وبن غفير يقتلون أكثر من 2000 طفل و1000 امرأة، ويتسببون في وفاة أكثر من 5000 شخص خلال أيام معدودة، ويبيدون أهل غزة فوق الأرض ودفنهم تحت المبانى السكنية وغير السكنية؟

لماذا لم تقطعوا علاقتكم بأمريكا المجرم الحقيقى وراء محو أهل غزة من على خريطة الأحياء بواسطة إسرائيل ودعم اللوبى الصهيونى؟

لماذا لم تدعموا أهل غزة وأهل القدس والمسجد الأقصى بالوقود والبترول والغاز وهذا أضعف الإيمان والمروءة الإسلامية؟!

لماذا لم توقفوا تصدير البترول والغاز إلى أمريكا ودول أوروبا؛ حتى يدركوا أنهم ارتكبوا خطأ تاريخيًّا وإنسانيًّا فى إبادة الشعب الفلسطينى بالصورة أو الصوت والأفعال واستخدام كل الأسلحة المشروعة والمحرمة دوليًّا فى حرق وقتل وتهجير عنصرى للشعب الفلسطينى؟!.

الحقيقة المؤكدة بالأفعال أن حماس لم ترتكب أى جريمة وهى تحت الحصار لسنوات طويلة، على مرأى ومشهد من العالم، ولكن نتيجة الحصار غير القانونى من دولة الاحتلال الإسرائيلى وفقدان الأمل فى تحريك قضيتهم العادلة ضاق بهم الأمر وانفجروا دفاعًا عن أرضهم وأنفسهم ضد المتطرفين اليهود الذين يستخدمون «حركة حماس» شماعة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى (من النيل إلى الفرات)، واليوم الجميع يتهم الفلسطينيين وأهل غزة وحركة حماس، رغم أنهم صمتوا أكثر من 75 عاما منذ نكبة فلسطين الأولى عام 1948، واليوم يتحدثون عن شرعية قيام إسرائيل بالدفاع عن نفسها، بل إنه لم يحدث فى تاريخ رؤساء أمريكا ما فعله بايدن، أن يأتى بنفسه أثناء الحرب على فلسطين ويعلن ضرورة إبادة الفلسطينيين ودعم الإسرائيليين بمليارات الدولارات وأفضل 2000 جندى من قوات المارينز الأمريكى، وتحريك قطعتين من الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط، وكل هذا ضد شعب أعزل محاصر ليل نهار من الاحتلال الإسرائيلى، ضاربين عرض الحائط بكل القرارات الدولية والمواثيق والأعراف الإنسانية من خلال سلاح الفيتو الأمريكى، وكأنه ممنوع الاقتراب أو التصوير، أو مجرد التفكير من الاقتراب من إسرائيل، فهو شعب الله المختار، وفوق الحساب والمحاسبة، وأمن إسرائيل جزء لا يتجزأ من أمن أمريكا وأوروبا.

أين الأنظمة العربية؟!

لماذا تتركون مصر تواجه أمريكا وإسرائيل ومؤامرة الإبادة والتهجير وأنتم لا تتوحدون ولا تدعمون الموقف المصرى الذى هب رافضًا ومعلنًا بصوت مدوٍّ: لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية ولا بالتهجير إلى سيناء ولا بالتطهير العرقى ولا للسماح للأمريكان ومزدوجى الجنسية بالمرور من معبر رفح المصرى دون السماح للمساعدات المصرية بالعبور إلى غزة؟!.

لقد رفض الرئيس عبدالفتاح السيسى الإملاءات الأمريكية والضغوطات الغربية، وخرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه لدعم هذه المواقف الرافضة للضغوط والداعمة للشعب الفلسطينى والمستنكرة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها.

نعم ستظل مصر هى قبلة العرب السياسية بشعبها عندما تحرك فى ميادين مصر لنصرة الأقصى وغزة، لدرجة أرعبت إسرائيل من المد الشعبى المصرى خصوصًا، والعربى عمومًا، وهم يعلمون ويدركون أن (خير أجناد الأرض) رجال القوات المسلحة المصرية عندما يتحركون ويدعمون شعبهم فلا أحد يقف فى طريقهم.

ويا حكام العرب اعلموا وأدركوا أن وصية الأطفال الفلسطينيين، وهم يستشهدون فى غزة والأقصى وفلسطين، ستكون وبالًا عليكم، فأسرعوا وادعموا الشقيقة الكبرى مصر فى موقفها، وساعدوا المسلمين فى الأرض يرض عنكم الله فى السماء.

ويا أحرار العالم فى كل مكان فى كل عواصم الكرة الأرضية، تظاهروا أمام البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى واكشفوا للعالم تورط بعض أجهزة الاستخبارات فى إبادة أهلنا فى غزة.. واكشفوا فى شوارع لندن أمام مجلس العموم البريطانى عقدة الذنب التى يشعر بها البريطانيون بسبب وعد بلفور، وواجهوا الحكومة الألمانية بأنه لن ندفع ثمن عقدة ذنبكم على حساب الشعب الفلسطينى، ووجهوا رسالة إلى رئيسة وزراء إيطاليا اليمينية بأن فلسطين ستبقى رغم أنف المتطرفين الجدد، وقولوا أمام قصر الإليزيه فى فرنسا كفانا لعبًا على كل المواقف، فإما مع القضية الفلسطينية والجنوب اللبنانى وإما مع إسرائيل التى تدعمونها ليل نهار.

أفيقوا يا حكام العرب

فالشعوب لن تغفر ولن تنسى مواقفكم، فيوم لكم ويوم عليكم، والشعوب هى الباقية، أما المتآمرون على حق أهل فلسطين فهم إلى مزبلة الأيام والتاريخ.

وإذا غاب عدل العرب عن الأرض في غزة وفلسطين والأقصى، فإن عدل السماء هو الأبقى والأقوى.

وشكر الله سعيكم.