أسامة شرشر يكتب من ألمانيا: هل انقلبت «فاجنر» على بوتين شخصيا في روسيا؟
كشف النائب والإعلامي أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار، في قراءة تحليلية للأحداث التى وقعت في روسيا خلال الساعات الأخيرة، أنه في ظل اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، لم يفاجأ العالم ولا الشعب الروسي بما فعله يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاجنر، الذى كان يعمل في الأصل طاهيا لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى كلفه بوتين شخصيا بإنشاء مجموعة فاجنر عام 2014 كقوات عسكرية خاصة موازية لقوات مجوعة بلاك ووتر الأمريكية.
وأضاف شرشر: ولكن التوقيت الذى أعلن فيه بريغوجين انفصاله عن المؤسسات الروسية، واتهام بوتين له بالخيانة، يجعلنا نحلل هذا الموقف ونتساءل: هل له جذور خارجية من خلال المخابرات الأمريكية والبريطانية والأوكرانية؟ أو بمعنى أدق هل تم شراء ولاء بريغوجين لإحداث أزمة داخل المؤسسة العسكرية والنظام الروسي؟ أم أنه كان عميلا مزدوجا منذ البداية؟ أم أنها مغامرة خاصة بالرجل نتيجة تصريحاته منذ شهور بعد الاستعانة بمجموعته في باخموت في أوكرانيا والتى كان يتهم فيها وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان بالتآمر على قواته، التى هي في الأصل مجموعة من مرتكبي الجرائم ولهم سوابق جنائية، بحجة عدم فتح مخازن الأسلحة لقواته (ليغرف) منها ما يشاء؟
فهل يدفع بوتين ثمن تقوية شوكة بريغوجين وقوات فاجنر والسكوت على واستباحتها للمؤسسة العسكرية حتى وصل الأمر لاتهام بريغوجين لبوتين بأنه مخطئ وأنه يوجد فساد مالي واستراتيجي داخل المؤسسة العسكرية؟ أم أنها عودة لإسقاط روسيا كما حدث في السابق بسقوط الاتحاد السوفيتي بشراء جورباتشوف الذى كان سبببا رئيسيا لتفكك الاتحاد السوفيتي من خلال اختيار العناصر الفاشلة لإدارة شئون البلاد وهذا ما كشفته الأيام بأنه تم شرائه من قبل المخابرات الأمريكية.
والتساؤل: هل التاريخ سيعيد نفسه؟ وهل سيتم إسقاط بوتين وروسيا؟ أم أن بوتين سينجح في القضاء على هذه البؤرة الإجرامية التى صنعها بنفسه كجيش خاص داعم للمؤسسة العسكرية رغم أنها ارتكبت أعمالا إجرامية في إفريقيا وسوريا وأخيرا في السوادن؟ وخاصة أن بريغوجين أصبح يحظى بدعم من الداخل الروسي من خلال النخب والمثقفين الذين وجدوا في تصريحاته جزءا من الحقيقة الغائبة، وهذا هو مكمن الخطورة على الوضع الداخلي في روسيا، وسير العمليات العسكرية مع أوكرانيا.. أم أن بوتين سيستخدم ورقة الشيشان للقضاء على فاجنر ويتكرر نفس السيناريو؟ أم أن المؤسسة العسكرية الروسية لن تستعين بهذه المجموعات وستقضى بنفسها على رئيس مجموعة فاجنر؟
هذا ما ستسفر عنه الأحداث والأيام القادمة.. وخاصة أن الموقف داخل روسيا أصبح غامضا ويصب في صالح الأمريكان وأوكرانيا.