النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:40 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اعقاب الهجوم الاوكراني بالمسيرات علي موسكو

لماذا هاجمت المسّيرات العاصمة الروسية وماهي الرسائل السياسية والاسترتيجيةلها؟

الرئيس الروسي بوتين
الرئيس الروسي بوتين

بعد الهجوم الاوكراني الضاري بالمسيرات علي العاصمة الروسية موسكو وعليه فقد حمل الهجوم الأوكراني بالطائرات المسّيرة على موسكو عدة رسائل ودلالات تشير بدخول المعارك مرحلة "الحرب النفسية" وتكتيك عسكري يسمى بـ" توازن الرعب" لكشف نقاط ضعف الخصم وتعرضت العاصمة الروسية وبعض مناطقها المدينة يوم الثلاثاء لهجوم بنحو 8 مسّيرات تسبب بأضرار "طفيفة" في أبنية مدنية دون أن يسفر عن سقوط ضحايا واتهمت روسيا خصهما أوكرانيا بشن أكبر هجوم بالطائرات المسيرة على موسكو مؤكدة أن دفاعاتها الجوية دمرت جميع المسيرات المستخدمة وفقا لوكالة رويترزوهذه هي المرة الأولى التي تطول فيها هجمات مناطق مدنية في العاصمة الروسية في وقت نفت كييف، التي تتبع عادة سياسة الغموض الاستراتيجي بشأن ضرب الداخل الروسي تورطها في الحادث.

وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على موسكو "عملية إرهابية" هدفها استفزازي معتبرا أن هدف كييف هو ترهيب السكان الروس قواتنا تهاجم البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا فقط خلافا لكييف التي تهاجم أهدافا مدنية وجاء الهجوم الأوكراني الذي شجبته دول غربية بعد توجيه روسيا ضربات ليلية بمسيرات طالت كييف وأسفرت عن سقوط قتيل على الأقل وفق رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكوكما شنت موسكو عمليات قصف مركزة استخدمت طالت مطارات ومنشآت البنى التحتية في كييف وضواحيها وعدد من المدن الأوكرانية الأخرى ومن جانبها وصفت "نيويورك تايمز" رد فعل الكرملين على الهجوم على موسكو "هادئا إلى حد كبير".

وتلك الهجمات كانت مفاجأة كاملة للسكان، ولم يكن هناك أي إنذار أو تحذير من وقوع هجوم جوي وأن الرادار الروسي لم يتمكن من رصد الطائرات المسيرة وإطلاق صافرات إنذار الغارات الجوية لأن تلك الطائرات كانت تحلق على ارتفاع منخفض للغاية وأنه "يتعين على روسيا إنشاء أنظمة يمكنها رؤية الطائرات المُسيرة على ارتفاعات منخفضة للغاية" وفق الصحيفة الأميركية فإن روسيا دولة كبيرة وستكون هناك دائما ثغرة تمكن مسيرة من التحليق حول المناطق التي توجد بها أنظمة الدفاع الجوي ووفق مراقبين فإن استهداف موسكو بهذه الطريقة، يوحي بتحولات كبيرة في سير المعارك نحو العمق الروسي وتحليق المسيرات فوق موسكو يؤكد التحول المباشر بالحرب إن الهجوم الأوكراني المحتمل الأخير ربما شمل:

طائرات من دون طيار من طراز UJ-22 بمدى يبلغ حوالي 1000 كيلومتر ويتم إنتاجها في أوكرانيا.
بعض تلك الطرازات قادرة على الوصول إلى "موسكو وما وراءها".
مجموعتان من المعارضين الروس، في إشارة إلى التنظيمين المسلحين "فيلق حرية روسيا" و"سلاح المتطوعين الروس" المدعومين من أوكرانيا تمت بتنسيق مع الجانب الأوكراني لكن القوات الرسمية لكييف لم تشارك والتأثير النفسي على المجتمع الروسي.
إظهار ضعف القوات البرية والدفاع الجوي الروسي وعدم قدرته على حفظ أجواء العاصمة.
و إن هجمات موسكو على كييف، تستهدف فقط معرفة تموضع منصات إطلاق صواريخ باتريوت الأميركية والبنية التحتية العسكرية خلافا لكييف التي تهاجم أهدافا مدنية داخل روسياوأن الهجمات السابقة التي تمت بمقاطعة بيلغورود الروسية انطلقت من أراض أوكرانية تحت إشراف المخابرات الأوكرانية واستُخدمت فيها مدرعات أميركية، ولا وجود في روسيا لقوى معارضة فقط هي مجموعات ومرتزقة تابعين لأوكرانيا، وفق تعبيره.

وأن الهجوم على موسكو يشكل ردا أوكرانيا على تكثيف الضربات الروسية ضد مراكز القيادة والسيطرة ومخازن السلاح الغربي والبنية التحتية العسكرية لكييف في اليومين الماضيينو أن النظام الأوكراني بمهاجمة موسكو يريد تحقيق عدة أهداف بينها:

إحداث ما يسمى بـ" توزان الرعب" لأن استهداف موسكو محاولة لرفع الروح المعنوية بالجيش والشارع الأوكراني محاولة للتأثير النفسي على المدنيين الروس ويسعى لفرض واقع ميداني جديد وإرباك الدفاعات الروسية لكشف نقاط الضعف.
وعن استمرار الهجمات الروسية على كييف يؤكد أنها تسعى:

لإجهاض الهجوم المضاد الذي تتجهز له أوكرانيا لإرضاء بريطانيا وأميركا.
روسيا أحطبت الهجوم قبل أن يوُلد والجيش الروسي حتى الآن لم يستخدم ترسانته المتطورة لعدم استهلاكها مقدما لأن واقع المعارك يشي بحرب طويلة الأمد.
الضربات الروسية دمرت المقر الرئيسي للاستخبارات العسكرية الأوكرانية حيث تواجد خبراء أجانب بينهم بريطانيون وأميركيون، لذا شنت كييف بإيعاز من تلك الدول هجمات على موسكو للرد على تلك الخسائر.