الاعتكاف.. شروطه وثوابه ومبطلاته
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم يواظب على الإعتكاف وخصوصًا خلال شهر رمضان المبارك، ويداوم عليه في العشر الأواخر منه إلتماسًا لليلة القدر، كما كان يعتكف في غيره.
وقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي بعض السنوات تركها لبعض الأسباب، واعتكفها في العشر الأول من شوال وهي سُنة، وفي رمضان أفضل، وفي رمضان بالعشر الأواخر أفضل، وهي سُنة مطلقة في جميع الزمان، ويعتبر الإعتكاف من المستحبات التي يجب أن يراعها المؤمن ويفعلها بين الحين والآخر، وهو له شروط ومهام أيضًا يجب اتباعها.
سُنن الاعتكاف.. وآدابه
- الحرص على تطبيق السنّة في الإعتكاف.
- لا يتكلّم إلّا بالخير.
- احتسابَ الأجرَ والثوابَ عند الله تعالى.
- يستحضرَ نيّة الاعتكاف.
الحِكمة المكتسبة للإنسان من الإعتكاف
- انقطاعه للعبادة، وتوجيه القلب لله تعالى أن لا يخرجَ من مكان إعتكافه إلّا للحاجة.
- أن يحافظَ على السُّنَن، والأذكار الواردة في النهار والليل.
- يُنوّع بين العبادات المختلفة من ذِكر وتسبيح، ودعاء وصلاة وقراءة قرآن وطلبٍ للعلم،حتى لا يُصيبه الفتور.
- أن يحرصَ على التهيُّؤ للصلاة قبل وقتها حتى يُؤدِّيَها بخشوع.
- أن يُقلِّل من الطعام، والنوم، والكلام حتى يتمكّن من الخشوع، والحفاظ على الوقت.
- أن يحرصَ على طهارته طوال إعتكافه.
- أن يحرصَ على الصبر، وتقديم النصيحة لإخوانه المُعتكِفين، والتذكير بالتعاون على البِرّ.
مبطلات الإعتكاف
- أكدت دار الإفتاء أن مبطلات الاعتكاف هي الجماع والخروج من المسجد عمدًا لغير حاجة والحيض والنفاس للمرأة لفوات شرط الطهارة وذهاب العقل بجنون أو سكر.
- وأكدت الإفتاء أن جماع المرأة عمدًا يُفسد الاعتكاف، وأن المباشرة بالتقبيل واللمس لشهوة حرامٌ في حال الاعتكاف
شروط المعتكف
- الطهارة، إشترط جمهور الفقهاء الطهارة من الحيض، والنفاس، وإعتبروه شرطًا لصحّة الإعتكاف الواجب، أمّا الطهارة من الجنابة فقد عدَّها الحنفية، والمالكية شرطًا لحلّ البقاء في المسجد، وليس لصحّة الإعتكاف، وضربوا مثلًا لتوضيح المسألة بأنّ المُعتكف لو إحتلم وجب عليه الغُسل، وإعتكافه صحيح.
- العقل يُشترَط أن يكون المُعتكف عاقلًا فلا يصحّ الإعتكاف من المجنون.
- لا يُشترَط أن يكون المُعتكف ذكرًا، بل يجوز الإعتكاف من الأنثى أيضًا.
- البلوغ والتمييز لا يُشترَط أن يكون المُعتكف بالغًا، وإنّما يكفي أن يكون مُميِّزًا، وعليه فإنّ الإعتكاف لا يصحّ من الصبيّ غير المُميِّز.