النهار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 11:02 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الاتحاد السكندري يخطف تعادلاً قاتلاً أمام الأهلي في الدوري المصري «التربية والتعليم» تنفي تعميم ترحيل اختبارات شهر نوفمبر على مستوى الجمهورية الشيف الشربيني: رحت مكان الحادث ومشيت خوفت الأهالي يضربوني الاتحاد يدرك هدف التعادل أمام الأهلي في الدوري المصري مع إجراء تحليل مخدرات.. حبس نجل زوجة الشيف الشربيني في واقعة دهس عامل دليفري بالشيخ زايد الأهلي يسجل هدف التقدم أمام الاتحاد السكندري من ضربة جزاء تجربة غير مسبوقة لموسيقي عربية.. هاني فرحات قائدا لأوركسترا طوكيو الفيلهارموني رئيس جامعة عين شمس: المبادرات الرئاسية لعبت دورًا محوريًا في الكشف المبكر عن الأورام التعادل 1-1 يحسم ديربي المغرب بين الوداد والرجاء مستشار رئيس الجمهورية: مستشفيات جامعة عين شمس أصبحت مدينة طبية متكاملة غرفة التكنولوجيا CIT تطلق ثلاث مبادرات لرقمنة المصانع وتوظيف الكوادر التكنولوجية رئيس بوليفيا السابق موراليس: الولايات المتحدة فقدت قوتها الاقتصادية

حوادث

”علي حافة الهاوية” ..الانتحار جريمة قتل بلا جاني

الانتحار جريمة قتل بلا جاني
الانتحار جريمة قتل بلا جاني

"أنا مش مسامح أبويا".. هذه كانت أخر كلمات شاب أقدم علي الانتحار منذ أيام قليلة من أعلى القلعة بعد أن فشل في الدخول إلى برج القاهرة، وأصبح حديث الجميع علي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أثار موجة من التعاطف بين رواد تلك المواقع، ولولا أن العناية الإلهية أنقذته؛ لكان الآن في عداد الأموات، لا لشيئ سوى لأنه قرر أن ينهي حياته.

تعددت طرق الانتحار والنتيجة واحدة، لتظل علامات التعجب والاستفهام تحيط بالأشخاص المقدمين على الانتحار بعد أن سئموا الحياة وقرروا التخلص من حياتهم، وتظل تساؤلات مثل " كيف تقفز فكرة الانتحار في عقل المنتحر؟، وما الذى يدور فى باله آنذاك؟، وما السبب القوى الذى قد يدفع الإنسان إلى قتل نفسه بنفسه؟" ، "وهل هناك أشخاص يدفعون الناس من حولهم للانتحار؟".

"النهار المصرية" تفتح ملف قضايا الانتحار لنتصفح بعضا من أوراقه المعتمة، حيث قصص واقعية لأشخاص فارقوا عالمنا بالانتحار، وأخرين حاولوا ولكن انقذهم القدر، بعد أن صارت ظاهرة ملفتة للنظر، ويجيب معانا خبراء الطب النفسى والاجتماعى وعلماء الدين والقانون والمختصين فى قضايا الانتحار.

قصص واقعية لشباب اقبلوا علي الانتحار
"أنا مش مسامح أبويا".. القي شاب بنفسه محاولًا إنهاء حياته قفزًا من أعلى سور القلعة بالقاهرة، ووثق الشاب لحظة محاولته إنهاء حياته في بث مباشر عبر فيسبوك قائلا: "أنا مش مسامح أبويا"، وقال شاب القلعة الذي ألقى بنفسه من فوق السور خلال البث المباشر: "الفترة الأخيرة اتعرضت لمواقف كتير صعبة، خلتني إنسان ضعيف مبقتش قادر استحمل، فقررت إن خلاص كدة أنهي حياتي"، وتابع : روحت البرج قالولي ممنوع تدخل لوحدك، فجيت هنا، أنا دلوقتي في القلعة وهنط دلوقتي، وختم حديثه قائلًا: "مش مسامح أبويا، مش مسامحه، أبويا هو اللي وصلني لكده"، وظهر في الفيديو إحدى السيدات التي التقطت هاتف الشاب، وأبلغت الخدمات الأمنية المعنية بتأمين "القلعة" التي بدورها استدعت الإسعاف ونقلت الشاب إلى أحد المستشفيات القريبة.

ومن القلعة لمنطقة الأهرامات بالجيزة، حيث أقدام شاب يدعي "زياد .أ" ويبلغ من العمر 25 عاما علي الانتحار والتخلص من حياته بالقفز من أعلى كوبري فوق النيل يوم 6 نوفمبر 2022، وظلت قوات الإنقاذ النهري تبحث عن جثته لمدة 3 أيام حتي تم العثور عليها، وترك الشاب المنتحر رسالتين لأسرته وأصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كان مضمون الرسالة الاولي: "هييجي يوم وتفتحوا الفيس هتلاقوا حد من أهلي أو حد من أصحابي كاتب إني في ذمة الله.. وقتها مش هحتاج غير أنكم تقولوا سيرتي كانت عاملة ازاي معاكم وتدعولي، ومتنسونيش أبدا وأوصيكم إن لم تجدوني في الجنة بينكم فسألوا عني، وقولوا يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك، ومن هنا لليوم دا ربنا يجعلني خفيف علي قلوبكم" هذه كانت الرسالة الأولى قبل وفاته، وكانت مضمون الرسالة الثانية : "افتكروني بخير وربنا يسامحني علي اللي هعملوا ووصيتي أبويا مايمشيش في جنازتي.

تعد قضية ولاء زايد الصيدلى الذى انتحر بالقفز من الطابق الخامس بشرفة مسكنه بالطابق الخامس بعد خلافات عديدة مع أسرة زوجته، هى القضية الأشهر وسط قضايا الانتحار فى السنوات القليلة الماضية، وذلك نتيجة الضغط النفسى الرهيب الذى تعرض له الضحية ودفعه فى نهاية المطاف للانتحار.

التحقيقات فى قضية ولاء زايد كشفت أنه قفز من الطابق الخامس، بعدما أجبر من قبل أسرة زوجته الأول على تطليق زوجته الثانية عبر الهاتف، بعد وصلة اعتداء بالضرب والتعذيب البدنى، الذى جعله غير قادر على المقاومة، وانتهي به المطاف للانتحار؛ وفي يوم الواقعة نشبت مشادة بين الصيدلي وأشخاص من طرف زوجته الأولى، تطورت إلى تشابك بالأيدي وإحكام السيطرة على المتوفى وإجباره على تطليق زوجته الثانية هاتفيًا.

كما كشفت التحقيقات عن أن المتهمين لم يدفعوا المجني عليه من شرفة منزله في الطابق الخامس، وأنه من ألقى بنفسه بعد إكراهه على تطليق زوجته والتعدي عليه، وأمر النائب العام المصري بحبس 7 متهمين في قضية صيدلي حلوان، وهم: زوجته ووالدها وشقيقاها وثلاثة من أصدقائهما؛ بتهمة استعراض القوة والتلويح بالعنف والتهديد بهما، كما وجهت لهم تهم استخدام القوة والعنف ضد الصيدلي المجني عليه بقصد ترويعه وتخويفه بإلحاق الأذى به والتأثير في إرادته؛ بغرض فرض السطوة عليه وإرغامه على القيام بعمل.

أنا خصيمكم أمام الله وسوف يأتي بحقي وأنا سابقكم إلى الذي خلق السماوات والأرض"، تلك كانت أخر كلمات ذكرها شاب أنهي حياته على الهواء مباشرةً عبر "فيس بوك"، بعد تناوله حبة حفظ الغلال السامة، الشاب عمرو زايد يبلغ من العمر 31 سنة، ويقيم داخل قرية القصر الأخضر، التابعة لمدينة كفر الدوار في محافظة البحيرة، انتحر بسبب خلافات عائلية، واتهامات وجهت له بالتحرش بزوجة أحد أقاربه، ولكنه نفى ذلك وقال خلال الفيديو الذى صوره موجهًا حديثه لمن اتهمه بالتحرش: "أنا لم أصور زوجتك وابن أخيك من فعل ذلك".

أقارب الشاب سارعوا بعد مشاهدة الفيديو، محاولين إسعافه من خلال نقله إلى مركز السموم بالإسكندرية، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وعثرت أسرة الشاب على رسالة بخط يده كتب فيها "وصية" طلب خلالها عدم حضور بعض أقاربه لجنازته.

زوجة الشاب كشفت أن زوجها وصل لهذه الدرجة بسبب خلافات مع أخواله بسبب الميراث، وأنهم كانوا يضربونه، ويتهجمون عليه، ويستخدمون نفوذهم ضده، واتهموه اتهامات باطلة، وأضافت أن زوجها عاش يتيما والآن أصبح أبناؤه أيضا أيتاما بسبب من ظلموه، فأوصلوه لدرجة إنهاء حياته بعد أن تعب من كثرة المشاكل، مؤكدة أن "أولاده لا يستحقون أن يكون مصير أبوهم الموت بهذا الشكل، وأنا عايزه حقه ممن آذوه".

1.29100 ألف شخص ينتحرون من كل نسمة
في إحصائية صدرت عام 2018 وهى أخر إحصائية حديثة لمعدلات الانتحار في مصر، كشف المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن نسبة الانتحار في مصر هي 1.29 شخص لكل 100 ألف نسمة، فيما قالت منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الانتحار في مصر 4 حالات لكل 100 ألف شخص، ولكن تلك الإحصائية الأخيرة وفقًا للمؤسسات الحكومية المصرية غير دقيقة وتحتاج لمزيد من المراجعة.