أستاذ اقتصاد بجامعة بورتسموث ببريطانيا يكشف تداعيات رسوم «ترامب» عالمياً.. «حوار»

علق الدكتور أحمد عبود، أستاذ زائر بكلية الاقتصاد والمالية جامعة بورتسموث بريطانيا، على الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أنها ستؤدي إلى انكماش في التجارة العالمية، بسبب ارتفاع التكلفة وتضاعف سلاسل التوريد وحدوث توترات جيواقتصادية تؤثر على النظام الاقتصادي العالمي متعدد الأطراف.
وقدّم «عبود» في حواره لـ «النهار»، مجموعة من الحلول التي يجب على الدول التي فُرضت عليها الرسوم، العمل عليها من أجل تفادي الآثار السلبية لها، مؤكداً أن الصين هي أكثر الدول تضرراً من هذه الرسوم خاصة في قطاع التكنولوجيا والمعادن.
في البداية كيف ترى الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها «ترامب»؟
الرسوم الجديدة تهدف إلى تحقيق حماية للصناعة الأمريكية من المنافسة الأجنبية خاصة من الصين، لأنها لديها قدرة إنتاجية كبيرة وتُصدّر الكثير من المنتجات إلى أمريكا، فالرئيس الأمريكي يريد حماية الصناعة الأمريكية عن طريق رفع الجمارك على المنتجات الصينية، وزيادة القدرة التنافسية للصناعات الأمريكية، وأيضاً هذه الرسوم تُقدّم لترامب قدرة تفاوضية على إعادة التفاوض على تلك النسب وتحقيق مكاسب اقتصادية مع الدول الأخرى، مثل أوروبا والصين.
كما أن الهدف الأخير من هذه الرسوم هو تقليل العجز التجاري مع الصين وأوروبا ومن وجهة نظري هي أدوات اقتصادية تُستخدم من أجل التفاوض وتحقيق مكاسب مع الشركاء التجاريين.
إلى أي مدى يصل آثار هذه الرسوم على الاقتصاد العالمي؟
الآثار ستكون سيئة إذا استمر ترامب في سياساته وتطبيق هذه النسب، وأتوقع أن هناك تفاوض، ولكن الرسوم تؤدي إلى انكماش في التجارة العالمية، بسبب ارتفاع التكلفة وتضاعف سلاسل التوريد وحدوث توترات جيواقتصادية تؤثر على النظام الاقتصادي العالمي متعدد الأطراف.
هل تحقق الرسوم هدف «ترامب» بشأن الميزان التجاري؟
الرسوم الجديدة ستؤثر على عجز الميزان التجاري ولكن هذا ليس الهدف الأساسي من سياسة «ترامب» وإن كان معلناً ولكن الهدف الأكبر هو الحصول على تنازلات من دول أخرى مثل كندا والمكسيك والصين والاتحاد الأوروبي، فإذا انخفض العجز في الميزان التجاري لفترة بسيطة، سيعاود الارتفاع بسبب انخفاض معدلات التجارة والتبادل التجاري بين الدول.
كيف ترى ردود الفعل الدولية على هذه الرسوم؟
تحركت الدول التي فُرضت عليها الرسوم الجمركية الأمريكية، في أكثر من مسار، فالصين ردت بفرض رسوم على أمريكا وأعلنت حرب تجارية، والاتحاد الأوروبي اتجه لنفس المسار وكندا والمكسيك أبدوا مرونة للتفاوض على اتفاقيات جديدة، وبعض الدول رفعت قضايا لدى منظمة التجارة العالمية ضد أمريكا ولكن إلى الآن الأمور غير واضحة فيما يخص ردود الأفعال، وهل سيكون لها أثر مباشر على الاقتصاد الأمريكي أم لا.
وما هي أكثر الدول تضرراً؟
الصين هي أكثر الدول تضرراً من هذه الرسوم خاصة في قطاع التكنولوجيا والمعادن، وتتأثر دول الاتحاد الأوروبي في قطاع السيارات والألومنيوم لأن السيارات الأوروبية تُستخدم بشكل كبير في أمريكا، كما أن الصين تُصدر لأمريكا في قطاع التكنولوجيا قدر كبير من المنتجات.
كيف ترى موقف دولة سوريا من هذه الرسوم؟
سوريا دولة منهكة اقتصادياً ليس لديها طابع قوى سياسياً أو اقتصادياً في الوضع الحالي، وتلك الرسوم لن تؤثر على الاقتصاد السوري لأنه منهك بالفعل وليس لديه مركزية كافية ويعاني من عقوبات اقتصادية وليس لديها قدرة اقتصادية على الإنتاج والتصدير بسبب عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي.
كيف تصف تعامل الاتحاد الأوروبي مع هذه الرسوم؟
الاتحاد الأوروبي كان ذكيا في فرض ضرائب على الشركات الأمريكية الرقمية الكبرى لأن تلك الشركات تحقق عائد وأرباح كبيرة في السوق الأوروبي وهو هدف استراتيجي ويؤثر بشكل سلبي على هذه الشركات، وهنا قد يعاود «ترامب» التفكير مرة أخرى على التفاوض على تلك النسب مع دول الاتحاد الأوروبي، كما أن أوروبا لديها القدرة على وضع سياسات موحدة في مواجهة «ترامب»، ومن الأفضل أن تنتهج الدول الأخرى نفس سياسة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع هذه الرسوم؟
فيما تتمثل الصناعات الأكثر تأثراً بهذه الرسوم؟
السيارات والطاقة والتكنولوجيا وتكلفة السلع المستوردة والحديد والصلب والألومنيوم حتى المنتجات الزراعية.
وما هو الحل الأمثل للتعامل مع هذه الرسوم؟
على الدول الاتجاه إلى طاولة التفاوض الثنائي لوجود حلول وهذا ما يسعى إليه «ترامب»، وعلى الدول البحث عن شركاء تجاريين بدلاً من أمريكا وفتح أسواق جديدة خارج أمريكا كما تفعله الصين حالياً.