النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 12:39 مـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ميدو يطالب وزير الرياضة بالتحقيق في واقعة سقوط قاعدة درع الدوري: إزاي مكلف ملايين ومفكك؟ محافظ المنوفية يستقبل رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية لتدشين المبادرة الرئاسية ”صحة وطن” ”حزب الله” يستهدف مجمعات صناعات عسكرية إسرائيليةقرب مدينة حيفا 5 قرارات لإزالة مخالفات البناء بمناطق مختلفة بمدينة بني سويف الجديدة حملات متواصلة لغلق الأنشطة المخالفة ورفع الإشغالات والتعديات بعدة مدن تحت عنوان «فرص الشركات المصرية في مخططات التنمية الإقليمية»..وزير الإسكان يفتتح الدورة الـ 9 لملتقى بناة مصر ”أغسل صحون أو أبيع جرائد”.. كريم الحسيني يعلن اعتزاله الفن لهذا السبب وزير التموين يناقش آليات التعاون مع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي مدمن يشعل النار بنفسه أمام مبني البرلمان المغربي ضبط أحد الأشخاص لإدارته كيان تعليمي بدون ترخيص” بالقاهرة للنصب والإحتيال على المواطنين مصر تصدر 57 صنف خضراوات و 47 صنف فواكه في أسبوع «ملحقتش تفرح».. حزن بالإسماعيلية لوفاة عروس بعد 16 يومًا من زفافها

مقالات

محمد حبيب يكتب: المؤامرة

د . محمد حبيب
د . محمد حبيب
لا يمكن تصور أن يكون الفيلم الكريه مجرد محاولة للإساءة للنبي صلي الله عليه وسلم، من منطلق الحقد والكراهية والبغضاء لأعظم رمز في تاريخ المسلمين، بل في تاريخ البشرية كلها..ولو كان الأمر كذلك، لاتخذ المسؤولون عن الفيلم كل الأسباب المادية والمعنوية، ولا يعجزهم ذلك، التي تجعل الفيلم علي المستوي الفني والتقني مبهرا، بحيث يستطيع أن يحقق الهدف من إنتاجه داخل أمريكا وأوربا..لكن الذين شهدوا الفيلم، أو بالأحري 14 دقيقة منه، يؤكدون أن الفيلم المذكور رديء وتافه من كل النواحي..إن الكل يعلم مكانة النبي صلي الله عليه وسلم ومنزلته العالية في قلوب المسلمين جميعا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وأن هذه المكانة لا يمكن أن ينال منها أي عمل فني أو أدبي، مهما كانت درجة إجادته من الناحية الحرفية البحتة..أيضا يعلم الكل أن الشعوب العربية والإسلامية لديها حساسية كبري تجاه حرماتها ومقدساتها، وأنها لا يمكن أن تقبل الاقتراب من هذه المقدسات، فضلا عن المساس بها..ويأتي علي ذروة هذه المقدسات بطبيعة الحال شخص الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم..كما يعلم الكل كذلك أن هناك قطاعا من العرب والمسلمين لن يفكروا، كثيرا أو قليلا، في الوسائل والأساليب والأدوات التي يجب أن يتبعوها في التعبير عن رفضهم واحتجاجهم وغضبهم، وأن هذا القطاع سوف يستفز ويستثار للدرجة التي لا يستطيع فيها أن يضبط إيقاع حركته..ناهينا عن استثمار المزايدين للأزمة، والذين يريدون انتهاز الفرصة للتعبير عن غضبهم لأسباب ومشكلات ربما لا يكون لها علاقة أصلا بالفيلم الكريه، فضلا عن الذين يريدون الصيد في الماء العكر.ما أريد أن أصل إليه هو أن الفيلم الكريه لم يتم تصويره وتصديره إلينا هكذا عبثا، وإنما كان لقصد وهدف وغاية..وقد حقق الفيلم مراده، ولو جزئيا..أكاد أشعر بالأصابع الصهيونية وراء كل ما حدث..فهم المستفيدون من إيقاظ الفتن داخل الوطن العربي وتفكيك مفاصله وإثارة النزعات الطائفية بين أجزائه، علاوة علي إلهائه عن مواجهة مشكلاته الحقيقية..هذا فضلا عن إثارة شعوب الغرب ضد العرب واتهامهم بالهمجية وأنهم يمثلون بيئات خصبة للتطرف، ومحاولة ربط ذلك بالإسلام!! من المؤكد أن الانتخابات الأمريكية سوف تلعب دورا في المزايدة علي ضرورة اتخاذ عقوبات ضد بعض الدول العربية..وفي هذا الصدد، يجب ألا ننسي ما فعلته الإدارات الغربية في عالمنا العربي والإسلامي، وكثير منها يدخل في إطار جرائم حرب ضد الإنسانية، وأن هذه الإدارات كانت ـ ولازالت ـ أكثر همجية ووحشية، وأظن ما جري في أفغانستان والعراق، ناهينا عما جري ويجري علي أرض فلسطين خير شاهد ودليل علي ذلك..وأرجو ألا يفهم من هذا أنه تبرير لما حدث في القاهرة في الأيام القليلة الماضية من اقتحام للسفارة الأمريكية وإنزال علمها، أو ماحدث في ليبيا من قتل الأربعة الأمريكيين ومنهم السفير، أوما حدث في اليمن من قتل الأربعة الأمركيين..فهذا كله مرفوض قطعا.إن أي محب وغيور علي وطنه حريص علي أن تكون العلاقة بين الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الأخري مرتكزة علي التفاهم والتعاون من أجل تقدم البشرية، ولا يتم هذا إلا إذا كان هناك احترام لعقائد وثقافة الآخرين، وإذا كان هناك من يريد الاعتداء علي حرمات ومقدسات الآخرين، تحت زعم حق الحرية في التعبير، فلسنا معه بحال، ويجب أن تتم ملاحقته قانونيا وقضائيا..وليس من المعقول أن تكون هناك قوانين خاصة بملاحقة المعادين للسامية، ولا تكون هناك قوانين تجرم من يسيء للمقدسات الإسلامية..عموما، حسنا فعل النائب العام بوضع المسؤولين عن الفيلم الكريه علي قوائم ترقب الوصول، وضرورة ملاحقتهم قضائيا..وفي النهاية نحن لن نستطيع فرض احترامنا علي الآخرين، سواء كانوا صعاليكا أو ملوكا، شعوبا أو حكومات، إلا إذا كنا أقوياء حضاريا ومستقلين سياسيا واقتصاديا وعلميا..هذا هو المطلوب.