اسامة شرشر يكتب : خسرنا المباراة وكسبنا الشعب
لا شك أن استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى للفريق القومى المصرى لكرة القدم، مبادرة طيبة وذكية من القيادة السياسية لتوجيه رسالة إلى الشعب المصرى بكل أطيافه، خاصة الشباب والمرأة، أن المجتهد، الذى يؤدى دوره وواجبه، تساعده الدولة وتمنحه كل الدعم اللوجيستى والمعنوى، وهذه أيضاً رسالة للجميع أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح.
فبالرغم من أننا خسرنا المباراة النهائية للبطولة فإننا كسبنا توحد الشعب المصرى خلف علم بلاده، وعادت مصر من خلال البوابة الإفريقية بقوة من خلال الرياضة وستكون أكثر قوة من خلال الاقتصاد والاستثمار؛ لأن إفريقيا هى الرئة والمتنفس الحقيقى لمصر، التى تم نسيانها بفعل فاعل خلال العقود الماضية.
وما لفت نظرى فى هذه الدورة الإفريقية أن الشعب المصرى عاد ليفرح فى الشوارع وفى كل المحافظات رغم أنف الإخوان والمدعين الجدد الذين حاولوا تشويه الدولة المصرية، فنزول ملايين المصريين للشوارع هو رسالة واقعية للعالم أن مصر آمنة ومستقرة سياسياً، ورياضياً، واقتصادياً، وهذا هو المعنى الحقيقى لهذه الدورة التى وحدت المصريين، وأعادت الفرحة والبسمة لشفاه الجميع، ورفعت علم مصر فى أغلب شوارعها ومقاهيها وبيوتها، وكانت الكافيهات المنتشرة فى أرجاء مصر هى نقطة تجمع وتوحد للمصريين خلف فريقهم لإعادة أمجاد المصريين والفراعنة فى إفريقيا.
وكان القبول والرضا بنتيجة المباراة النهائية دليلاً قوياً على أن الشعب المصرى يعى ويفهم أن المنتخب المصرى أدى دوره بمنتهى الرجولة والوطنية، لأن الوصول للدور النهائى، فى حد ذاته، كان مفاجأة لكل النقاد والخبراء والمحللين الرياضيين.
كان عصام الحضرى رمزاً للكبرياء المصرى والروح التى افتقدناها، وقيم الإصرار على الاستمرار فى العمل مهما كانت المعوقات، فهو يستمر فى اللعب برغم الأقاويل والتكهنات حول مستواه، وما زال محافظاً على مستواه برغم وصوله سن 44 عاماً، وهذه هى المعادلة الصعبة التى يقدمها أبناء الشعب المصرى، فى كل المجالات، أن الإخلاص وحب الوطن يسرى فى شرايين هذا الشعب العبقرى، وأن إنكار الذات والإيثار لتحقيق الهدف هو الطريق لبناء مصر الجديدة، وليس الشعارات والكلمات الرنانة.
لن أقول إن محمد صلاح والننى ورمضان صبحى وكهربا فحسب هم نجوم الفريق، بل إن أعضاء المنتخب بالكامل كانوا على قدر المسئولية بروحهم الجماعية التى فاجأت الأصدقاء قبل المنافسين.. ويكفى أن مصر هى الفريق العربى الوحيد الذى وصل لخط نهاية الماراثون، وتصدر اسم مصر النشرات الإخبارية والمواقع الإلكترونية وكافة وسائل الإعلام على المستوى العربى والمحلى والدولى.
ولذلك أعتقد أن هذه الروح الجديدة هى بداية للشعب المصرى الذى تعايش مع هذه البطولة بكل حماس، ودعم ممثل الدولة المصرية بحماس بلا حدود، وهذا هو المغزى الحقيقى وراء البطولات الرياضية عموماً، وهذه البطولة بالذات، خاصة أنها تعيد لمصر الأمل فى العودة لوضعها الطبيعى وتفتح الطريق أمام الوصول لكأس العالم 2018 كبداية لعودة مصر للساحة العالمية.
فلن يخفق صوت مصر فى كل المحافل الرياضية والسياسية والبرلمانية طالما بقى أبناؤها المخلصون الذين يعملون لوجه الله والوطن.