النهار
الجمعة 21 فبراير 2025 04:52 مـ 23 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ندى معوض لاعبة الطائرة: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك وهذا موقفي.. ومريم متولي تستحق الاحتراف اتحاد الخماسي يعلن قائمة المنتخب المشاركة في كأس العالم بالقاهرة الأهلي يختتم اليوم استعداداته لمباراة الزمالك صوروها.. إحالة أولاد العم للمحاكمة في تهمة خطف عرض وهتك عرض فتاة بالمنوفية كولر يحاضر لاعبي الأهلي بالفيديو استعدادا للقمة أمام الزمالك الزمالك يختتم تدريباته بالإسماعيلية ويعود للقاهرة استعدادًا للقمة «عبداللطيف»: التعليم الفني بوابة مصر نحو المستقبل..وندعم تطويره بالشراكة مع اليابان البنا حكما لمباراة جامبيا والجابون في تصفيات أمم إفريقيا للمحليين فريق كلية الهندسة بجامعة المنوفية (MRT) يحرز المركز السابع بمسابقة” شل إيكو” ماراثون السيارات الكهربية بدولة قطر ضبط 6000 عبوة من حلوى الأطفال منتهية الصلاحيه بأحد مخازن المواد الغذائية بقرية برشوم بطوخ وزير السياحة يفتتح فندق الباتروس” في مكادي بالغردقة بطاقة ٩٠٠ غرفة تعرف مواعيد قطع المياه بالدقهلية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: قمة الوجود فى الرياض

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

أعتقد أن القمة الخماسية التى تضم مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات، فى الرياض يوم الخميس- أوالجمعة إذا تم تأجيلها لمدة يوم- هى فى حقيقتها (قمة الوجود) التى تمثل بداية لأن نكون أو لا نكون، بتقديم مشروع وخطة عربية تفصيلية لتفكيك قنبلة ترامب، عدم تهجير أو تصفير أهل غزة وحماية القضية الفلسطينية من التصفية.
فتفاصيل المشروع العربى ستكون هى محور ارتكاز ما ستقدمه مصر من (خطة التعافى)، وهذا المصطلح الدبلوماسى أطلقه الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية المصرى، خلال دعوته لإعادة إعمار غزة مع بقاء أهلها فى أرضهم، وهى خطة قد يستغرق تنفيذها من 18 إلى 24 شهرًا لإفشال المشروع الترامبى أو ما يسمى خطة الترانسفير أو التهجير القسرى التى تمثل جريمة حرب مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية.
فقمة الوجود التى يستضيفها الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد ورئيس الوزراء السعودى، تؤكد على ثبات الموقف السعودى بأنه لن يكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيونى أيًا كانت الضغوطات والإغراءات أو التلويحات والتهديدات إلا بمنع التهجير للشعب الفلسطينى وحل الدولتين.
وأعتقد أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تحمل مسئولية المواجهة بكل أبعادها ومحاذيرها، مع تأجيل زيارته إلى واشنطن، يؤكد أن مصر هى رأس الخيمة العربية وهى التى تقود خط الدفاع عن القضية الفلسطينية وتمنع انتزاع الشعب الفلسطينى من أرضه، فهو دور مصر التاريخى، ناهيك عن أنه تهديد مباشر للأمن القومى المصرى والحدود المصرية، فأرض سيناء الطاهرة بالنسبة لمصر خط أحمر لن يقبل الشعب المصرى استضافة أحد عليها بعدما ارتوت بدماء خير أجناد الأرض.
فهذا ليس قرارًا اختياريًا ولكنه قرار إجبارى قرره الرئيس السيسى وهو يعرف ويعلم مدى خطورته، رغم الشائعات والأكاذيب طوال 16 شهرًا والتى تحاول من خلالها الجماعات الظلامية وأجهزة الإعلام الممولة من أجهزة استخبارات عالمية أن تشوه من خلالها صورة مصر، ولكن ظهرت الحقيقة أن القاهرة تقود (جبهة الإنقاذ العربية) فى هذه القضية الوجودية لمصر والعالم العربى.
وقد أثبتت القيادة السياسية- بلا مجاملة أو مبالغة- موقفها التاريخى الرافض لأى شكل من أشكال التنازل عن مبادئ مصر بتصفية القضية الفلسطينية، وجاء التحرك المصرى فى كل الاتجاهات عربيًا وإسلاميًا ودوليًا ليلقى قبولً ودعمًا وترحابًا دوليًا، بتأييد المشروع المصرى العربى لإعادة إعمار غزة لمواجهة المشاريع الاستيطانية الصهيونية التى أعدها باحترافية اليمين المتطرف الإسرائيلى، لتكون المواجهة المصرية ليست بالرفض فحسب، ولكن باتخاذ خطوات على أرض الواقع وتدشين خطة ستُعرض على قمة الوجود فى الرياض لتنال الموافقة العربية المبدئية تمهيدًا لقمة القاهرة المقرر انعقادها فى 27 فبراير الجارى إذا لم يتم تأجيلها لعدة أيام.
ولا شك أن دولة قطر لعبت دورًا رائعًا بقيادة الأمير تميم بن حمد، وبجهد كبير من الدبلوماسية القطرية التى نسقت تنسيقًا كاملًا مع مصر لإتمام مراحل الهدنة بامتياز، رغم محاولات الكيان الصهيونى وضع ألغام ومتفجرات سياسية لمنع إتمام تبادل الدفعة السادسة من الرهائن والسجناء.
فكان التحرك المصرى القطرى الذى قامت به أجهزة المعلومات المصرية بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية العظيم ورجاله الذين يعملون ليل نهار بعيدًا عن الإع ان أو الإعلام، مستبقًا للأحداث، بوضع سيناريوهات لحل كل الأزمات التى حاول نتنياهو وضعها.
ونجحت مصر وقطر فى إتمام خروج الأسرى الفلسطينيين وهذا إنجاز فى حد ذاته، وكان الإعلان المصرى عن المرحلة التالية من
الهدنة مستبقًا لمحاولات إسرائيل تأجيلها بكل الطرق من خلال عدم الالتزام بإدخال الخيام والمعدات الثقيلة أملً فى تحقيق المشروع الترامبى بتهجير أهل غزة.
فجاء الرد المصرى القوى والواقعى مفاجئًا للجانب الأمريكى والإسرائيلى (أن حماس لن تكون موجودة فى إدارة قطاع غزة أو إدارة
المشهد فى الفترة القادمة)
وهذه القنبلة المصرية القطرية أزعجت وفككت المشروع الترامبى- النتنياهوى، ووضعت أول مسمار دبلوماسى حقيقى فى نعش فكرة تهجير أهل غزة، ولكن كما قلنا مرارًا وتكرارًا إن البداية تكون بوحدة الصف الفلسطينى والتخلى عن التشبث السلطة لأن أهل غزة قالوها بأعلى أصواتهم إنهم لن يتركوا أرضهم وإنه (إما الأرض أو القبر).
كما جاء الموقف الإماراتى بقيادة الشيخ محمد بن زايد ليعلن تضامنه مع الموقف المصرى والعربى، وأن أبوظبى حاضرة بقوة فى (قمة الوجود) فى الرياض، ليكتمل المشهد العربى.
ناهيك عن الموقف الوطنى القومى العروبى الذى اتخذه الملك عبدالله بن الحسين، ملك الأردن، عندما أعلن أمام ترامب بحكمة وقوة ودهاء سياسى، أن الأردن ينتظر المشروع المصرى لإعادة إعمار غزة فى وجود أهلها.
وأخيرًا على الرئيس محمود عباس أن يتنهز هذه الفرصة الاستثنائية لتوحيد القرار الفلسطينى وهو الأهم، لاحتواء كل العناصر والفصائل على أن يكون التوافق والتنازل لمصلحة بقاء القضية الفلسطينية، حتى لا يستغل الكيان الصهيونى خلاف الفصائل مع منظمة التحرير ذريعة لوقف إتمام الاتفاق.
وأقترح أن تتشكل لجنة (لجنة الوجود أو اللا وجود العربى) لتلتقى مع ترامب فى واشنطن بعد قمة القاهرة، وتبلغه بالقرار العربى الموحد.
فالتوحد العربى والقرار الجماعى ودعم مصر أمام هذا الطوفان الصهيونى هو حجر الزاوية والقاعدة التى سينطلق من خلالها تنفيذ المشروع المصرى بإعادة إعمار غزة وعدم تهجير أهلها، وهذه ستكون صفعة سياسية قوية لترامب ونتنياهو.
فعندما تعود مصر فإنها تعود بقوة، خاصة عندما تتوحد خلفها المصالح العربية والموقف العربى، ويتم الحفاظ على ما تبقى من الأراضى الفلسطينية فى غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وها نحن الآن عندما تحركت مصر والسعودية والدول العربية الفاعلة، بدأت مرحلة جديدة، إذا استمررنا فيها، سيعمل العالم بأسره حسابًا لنا، لأننا نمتلك أدوات القوة والمواجهة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، ما يجعل الجميع يعتبر المصالح العربية ومصلحة الشعب الفلسطينى خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
ونذكّر القادة المجتمعين فى الرياض بأن يوم 4فبراير هو (اليوم الأسود) فى تاريخ البشرية، الذى أعلن فيه ترامب أنه سيشترى غزة ويهجر أهلها، كأنها ملك له.
فالقضية الفلسطينية التى بقيت فى ذاكرة ووجدان كل عربى ومسلم على مدار ما يقرب من 80 عامًا لن تسقط بقرار شيطانى من ترامب ونتنياهو؛ لأن الشعوب هى الباقية بحكم التاريخ والجغرافيا، أما الشياطين فإلى زوال مهما كانت قوتهم.
علمتنا الأيام والأحداث والتاريخ أن البقاء دائمًا للشرفاء والأحرار وحركات المقاومة وشعوب العالم الحرة.