اسامة شرشر يكتب : تضليل الرئيس!!
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأسوان وما جرى فيها يمثل تحولاً خطيراً ومهماً فى زيارة المسئول الأول فى الدولة للمحافظات.. لقد كانت رسالة فارقة بأن عصر تضليل الرئيس انتهى.. وما كان يحدث فى الماضى لن يتكرر.. لأن الرئيس قرر كسر الحاجز الذى تعود المسئولون فى السابق وضعه بين الرئيس والشباب.. ولم يكتف بالسماع بل ذهب على الطبيعة ليرى الصدق من الكذب.
لقد كشف الشاب الصعيدى، ابن محافظة أسوان، بل ابن مصر، تفاصيل الجريمة التى ارتكبها المسئولون بالمحافظة، حيث ألقوا بمخلفات الصرف الصحى فى مياه النيل؛ خشية انبعاث روائح كريهة منها أثناء زيارة الرئيس للمحافظة لحضور مؤتمر الشباب.
وكشف أن المحافظ قام بتجميل طرق المحافظة تزامنا مع زيارة الرئيس للمحافظة التى احتضنت مؤتمر الشباب منذ أيام قلائل بينما فى الأيام العادية لا يكون الوضع هكذا.
إن الشاب مصطفى وما جرى من زيارة الرئيس بنفسه ليرى على الطبيعة مصرف «كيما»، وتلويثه مياه النيل- تطور نوعى جديد لمعنى الحكم الرشيد الذى كنا نفتقده فى الماضى وهو القائم على الشفافية والنزاهة والمساءلة.
إن احتضان الرئيس الشاب الأسوانى وشكره، ثم اصطحابه برفقة عدد من المسئولين للموقع لمعرفة الحقيقة- لهى رسالة للحكومة والمحافظين بأن زمن التضليل ولّى، ولن ينطلى على الرئيس السيسى الذى قرر أن يمد جسور التواصل المباشر مع الشباب؛
ولهذا أدعو الرئيس لزيارات مماثلة ومشابهة لمحافظات الصعيد الأخرى ولمحافظات الوجه البحرى ليسمع مباشرة من الشباب عن الخداع والإهمال الذى آن الأوان لمواجهته والقضاء عليه بل أدعوه لزيارة محافظة المنوفية ليسمع ويرى على الطبيعة من شباب محب لوطنه لم يجد من يسمع منه ويلبى مطالبه فى القضاء على التلوث والفساد والإهمال.
ما جرى درس للحكومة وللبرلمان الذى عليه أن يقوم بتفعيل لجان تقصى الحقائق فى كل المحافظات لكشف الخلل والتصدى له؛ فهذا دوره الرقابى الذى من شأنه أن يردع الفساد ويقضى على الإهمال ويدفع الحكومة والمحافظين لأداء أفضل يليق بمصر وشعبها، فقد طفح الكيل بالمواطن من الخداع والتضليل الموروث والتى جاءت واقعة الشاب الصعيدى وتفاعل الرئيس السيسى معها فى لافتة عظيمة لتكون رسالة للجميع بأن المرحلة المقبلة ستعود المساءلة والمحاسبة ولا مجال للخداع والتضليل.
وإنى لأعجب من حال الحكومة التى تتقدم بمشروع قانون لرفع مرتبات الوزراء والمحافظين واعتماد 80% من مرتباتهم كمعاش فى وقت لا تسعى فيه بل لا تهتم بما يعانيه المواطن المصرى، خاصة أصحاب المعاشات التى يحصل نسبة كبيرة منهم على أقل من ألف جنيه، وقد بُحّ صوتهم من المطالبة بتحسين معاشاتهم والحكومة لا تستجيب بل تمارس البذخ والإنفاق الذى لا يتناسب مع أحوال الوطن والظروف التى يمر بها.
آن الأوان لتفعيل الحكم الرشيد لتقوم كل المؤسسات بدورها فى التصدى للفساد والإهمال والتضليل والخداع الذى كاد يتحول إلى طقوس يومية فى حياتنا من جانب المسئولين، ظناً منهم أن أحداً لن يجرؤ على قول الحقيقة أو أن الرئيس إن سمع سوف يتجاهل الأمر، لكن واقعة الشاب الصعيدى أعادت الأمور لنصابها لنشهد حدثاً فارقاً يجب أن يكون فاصلاً بين عهدين: عهد التضليل والخداع والكذب وعهد الشفافية والنزاهة والمساءلة حتى ينجو الوطن من أهل الشر الذين حرص الرئيس خلال زيارته لأسوان على التحذير منهم وممن يريدون شراً بالوطن.. حفظ الله مصر منهم ومن شرورهم.