أسامة شرشر يكتب : التعديل الحكومى الكبير ضرورى
ليس الخطر فى أن تخطئ الحكومة، لكن الخطر كل الخطر فى إدمانها الخطأ حتى يتحول إلى فشل متواصل فى التواصل مع الشعب ومع المؤسسة التى تعبر عن هذا الشعب والتى اختارها بإرداته الحرة وهى مجلس النواب... فيزداد الغضب فى الشارع وتستثمر العناصر التخريبية والإرهابية هذا الغضب وتوجهه ضد النظام ورأسه.. ولهذا أعتقد يقيناً أن هناك تعديلاً حكومياً فى الطريق يعالج هذه الإخفاقات فى التعامل مع المواطن ومع المؤسسات المعبرة عنه وغياب التواصل مع الشعب والإحساس بنبضه ومعاناته، وأعتقد أننا بصدد تغيير كبير سيشمل 15 وزيراً على الأقل ليس فقط بهدف امتصاص غضب الشعب وتهدئة الاحتقان الناتج عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية ومشتقات الوقود دون دراسة شاملة ووافية للقرار وتوقيته، فضلاً عن مخاطره، ولكن لحاجة البلاد إلى وزراء يتسمون بالكفاءة والحس السياسى الذى، للأسف، غاب عن الكثير من وزراء هذه الحكومة التى كان يجب عليها التواصل مع نواب الشعب حتى ينقلوا للشعب الظروف التى تمر بها البلاد وضرورة مواجهته بالصورة المناسبة، ولكن من المؤسف أنه تم تخطى المؤسسة التشريعية والرقابية الممثلة فى البرلمان، وتجاهلها، مما تسبب فى غضب شعبى سيكون له مردود خطير فى الشارع المصرى إذا لم يتم تداركه والتعامل معه من منطلق سياسى وشعبى يعكس احترام الشعب ومؤسساته المعبرة عنه.
لقد كان من المهم أن تتواصل الحكومة مع النواب وإبلاغهم بما تعتزم اتخاذه من قرارات قاسية للتمهيد لهذه القرارات الاقتصادية ومناقشتها، وتخفيف العبء عن الرئيس، بعيداً عن دعوات 11/11 و12/12، لأن التنظيم الدولى للإخوان يحاول الآن فى القرى والأرياف أن يهيج الشعب على الرئيس السيسى، والادعاء أنه هو السبب فى زيادة الأسعار وفى كل أوجه المعاناة التى يتعرض لها المواطن بفضل الفساد وترهل الإدارة المحلية .. وهذه إشارات خطر لا يجب تجاهلها.. وهى قنبلة قابلة للانفجار لا بد أن يتم نزع فتيلها بحكمة.. فمعاناة الناس يجب أن تواجه بمشرط جراح لا بسنجة بلطجى.
*****
ترامب.. ومأزق الانتخابات الأمريكية
فى سابقة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تدعى أمريكا أنها رمز للديمقراطية فى العالم، أعلن المرشح الجمهورى دونالد ترامب رفضه الاعتراف بنتيجة الانتخابات حال عدم فوزه بمنصب الرئيس، وهذه سابقة خطيرة كانت تحدث فقط فى بعض دول العالم الثالث، والدول غير الديمقراطية، ولكن أن تحدث فى بلد يعتبر نفسه مهداً للديمقراطية وحامياً حماها فى العالم- فهذا مؤشر خطير جداً، خاصة أن تصريحات ترامب لم تكن مجرد تسريبات صحفية أو إعلامية وإنما كانت على الهواء مباشرة وأمام ملايين المشاهدين والمتابعين حول العالم.. فهذه كارثة كبرى وتشرنوبل انتخابى وسياسى سيفتح الباب لجدل ضخم فى أمريكا .. فقد سبق أن واجهت أمريكا أزمة قريبة من ذلك عندما لم يسلم آل جور بفوز بوش الابن، عليه، بالفارق الهزيل الذى تم إعلانه، وتم تعليق النتيجة، وأدرك آل جور بحسه السياسى مخاطر هذا على أمريكا والكوارث الناجمة عنه، فاعترف بالهزيمة وتم حل الأزمة. لكن ماذا لو فعلها ترامب الذى لا يملك الحس السياسى الذى يمتلكه آل جور؟! أعتقد أنها ستكون كارثة فى أمريكا بكل المقاييس.