النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 06:29 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: ماذا يحدث لو خسر ترامب الانتخابات الأمريكية؟!

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

ماراثون‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬الساعة؛‭ ‬ويمثل‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بالذات،‭ ‬نظرًا‭ ‬للحروب‭ ‬والأحداث‭ ‬والأمور‭ ‬التى‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬والسؤال‭: ‬من‭ ‬الذى‭ ‬سيتربع‭ ‬على‭ ‬كرسى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة؟‭ ‬
فالسنوات‭ ‬الأربع‭ ‬القادمة‭ ‬ستكون‭ ‬عجافًا‭ ‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬الفائز،‭ ‬فترامب‭ ‬ينشر‭ ‬الخوف‭ ‬والانقسام‭ ‬والعنف،‭ ‬وكامالا‭ ‬هاريس (‬مرشحة‭ ‬الصدفة)‭‬،‭ ‬فهى‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬ترشيحها‭ ‬نتيجة‭ ‬إخفاق‭ ‬بايدن‭ ‬الكارثى‭ ‬فى‭ ‬المناظرة‭ ‬الأولى‭ ‬أمام‭ ‬ترامب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انسحاب‭ ‬بايدن،‭ ‬ولكن‭ ‬السيناريو‭ ‬الأقرب‭ ‬للحقيقة‭ ‬والواقع،‭ ‬والذى‭ ‬سيُحدث‭ ‬زلزالًا‭ ‬انتخابيًّا‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬هو‭ ‬خسارة‭ ‬ترامب،‭ ‬وفوز‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬سوداء‭ ‬تحظى‭ ‬بمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكا‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬وليستمر‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لولاية‭ ‬جديدة،‭ ‬فهل‭ ‬تنجح‭ ‬المرأة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬بـ‮«‬هاريس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم؟‭!‬
وهل‭ ‬سيمثل‭ ‬سقوط‭ ‬ترامب‭- ‬إذا‭ ‬حدث‭- ‬مشكلة‭ ‬كبرى‭ ‬لـ«هاريس‮»‬‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬ويفتح‭ ‬باب‭ ‬الفوضى‭ ‬والعنف،‭ ‬والخوف‭ ‬والانقسام‭ ‬والاقتتال‭ ‬الداخلى،‭ ‬وتحدث‭ ‬مواجهة‭ ‬تكون‭ ‬نواة‭ ‬لحرب‭ ‬أهلية؟‭!‬
وهل‭ ‬يتكرر‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ويعلن‭ ‬ترامب‭ ‬وأنصاره‭ (‬سرقة‭ ‬الانتخابات‭) ‬مرة‭ ‬أخرى؟‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬زاوية‭ ‬جديدة‭ ‬وهامة‭ ‬وخطيرة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إشارات‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬فى‭ ‬سير‭ ‬ونتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهذا‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬تشرنوبل‭ ‬انتخابى‮»‬‭ ‬سينفجر‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬لحظة‭.‬

ترامب‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬فرقًا‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬تم‭ ‬تجهيزهم‭ ‬للطعن‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬خسارته،‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬الخسارة‭ ‬لن‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬تزوير‭ ‬وتلاعب‭ ‬إلكترونى‭ ‬فى‭ ‬النتائج،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتجهز‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬للاستدلال‭ ‬به‭ ‬والطعن‭ ‬عليه‭.‬
هل‭ ‬يحدث‭ ‬المستحيل،‭ ‬وتحسم‭ ‬الولايات‭ ‬السبع‭ ‬المتأرجحة‭ ‬بين‭ ‬اللونين‭ ‬الأزرق‭) ‬الديمقراطى)‭ ‬والأحمر‭ ‬(الجمهورى)‭ ‬النتيجة‭ ‬وتحدث‭ ‬المفاجأة‭ ‬بفوز‭ ‬هاريس‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الولايات‭ ‬الحاسمة،‭ ‬وهى‭ ‬بنسلفانيا‭ ‬وجورجيا‭ ‬وكارولينا‭ ‬الشمالية‭ ‬وميشيجان‭ ‬وأريزونا‭ ‬وويسكونسن‭ ‬ونيفادا،‭ ‬وستلعب‭ ‬الأقليات،‭ ‬مثل‭ ‬السود‭ ‬والآسيويين‭ ‬والعرب،‭ ‬والمستقلون‭ ‬الذين‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبتهم‭ ‬15‭% ‬دورًا‭ ‬حاسما‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬المرشح‭ ‬الفائز،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬ستحدث‭ ‬هزة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى،‭ ‬وستقود‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التصويت‭ ‬والمستقبل‭.
ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الأقليات‭ ‬والمستقلين‭ ‬سيلعبون‭ ‬الدور‭ ‬الحاسم‭ ‬فى‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الماراثون‭ ‬الانتخابى‭ ‬بالضربة‭ ‬القاضية‭ ‬لترامب،‭ ‬فكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬والاستبيانات‭ ‬المبدئية‭ ‬تؤكد‭ ‬تفوق‭ ‬هاريس،‭ ‬ولكن‭ ‬يوم‭ ‬الحسم‭ ‬الحقيقى‭ ‬هو‭ ‬الثلاثاء‭ ‬5‭ ‬نوفمبر،‭ ‬حيث‭ ‬سيظل‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬الشاشات‭ ‬يشاهد‭ ‬وقائع‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬واتهامات‭ ‬ووقاحة‭ ‬انتخابية،‭ ‬وشائعات‭ ‬وأكاذيب‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وهاريس‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬الغريبة‭ ‬والعجيبة‭. ‬
سيكون‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكى‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬وسيد‭ ‬القرار،‭ ‬وحتى‭ ‬الأحزاب‭ ‬المستقلة،‭ ‬مثل‭ ‬حزب‭ ‬الخضر،‭ ‬ستلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬الحسم‭ ‬الانتخابى‭. ‬
ولكن‭ ‬ما‭ ‬أتخيله‭ ‬وأتوقعه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬سقوط‭ ‬وخسارة‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬عدم‭ ‬اعترافه‭ ‬بالانتخابات،‭ ‬وتبدأ‭ ‬بوادر‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬داخل‭ ‬أمريكا‭ ‬يستخدم‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الشعبويين‭ ‬واليمينيين‭ ‬العنف،‭ ‬وميليشيات‭ ‬العنف‭ ‬والقتل‭ ‬جاهزة،‭ ‬وتكون‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬الأزمة‭ ‬الكبرى‭ ‬والزلزال‭ ‬الانتخابى‭ ‬الذى‭ ‬سيهز‭ ‬أركان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬تصاعد‭ ‬الأمر‭ ‬لمواجهة‭ ‬كبرى‭ ‬بين‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطى‭ ‬والجمهورى،‭ ‬مما‭ ‬سيضع‭ ‬هاريس‭ ‬فى‭ ‬مأزق‭ ‬يذكرنا‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬بين‭ ‬آل‭ ‬جور‭ ‬وبوش‭ ‬الابن،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬وحسمتها‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭. ‬
فماذا‭ ‬لو‭ ‬خرج‭ ‬ترامب‭ ‬وأنصاره‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬والقانون،‭ ‬هل‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه؟‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬دعوات‭ ‬أنصاره‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والمكتب‭ ‬البيضاوى،‭ ‬واستدعاء‭ ‬ترامب‭ ‬ليخاطب‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفعلى‭ ‬لأمريكا‭. ‬
تخيلوا‭ ‬معنا‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬هذا،‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬مصير‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬مجموعات‭ ‬تتقاتل‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬فى‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬تدعى‭ ‬أنها‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وتحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتصويت‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات؟‭! ‬أم‭ ‬سيتحول‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬ديكتاتور‭ ‬جديد‭ ‬يسمح‭ ‬لأنصاره‭ ‬بغزو‭ ‬واحتلال‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والكونجرس‭ ‬الأمريكى‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الماضية‭ ‬عندما‭ ‬خسر‭ ‬الانتخابات‭ ‬ودخل‭ ‬أنصاره‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬وأعلنوا‭ ‬رفضهم‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات؟‭! ‬
إن‭ ‬ترامب‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬بالجيش‭ ‬الأمريكى،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الجيش‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬أى‭ ‬انتصار‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬واعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬الإنسان‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬انتشال‭ ‬أمريكا‭ ‬مما‭ ‬يعتبره‭ ‬(نصب‭ ‬واحتيال‭ ‬هاريس‭(‬ وما‭ ‬يسميه‭ ‬اليسار‭ ‬المتطرف‭ ‬الذى‭ ‬أغرق‭ ‬أمريكا‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وكلف‭ ‬المواطن‭ ‬والخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬خلاف‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمعدات‭ ‬العسكرية،‭ ‬ويزعم‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬تم‭ ‬احتلالها‭ ‬بالهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وفتح‭ ‬الحدود؛‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكى‭ ‬لاجئًا‭ ‬فى‭ ‬وطنه،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬شكك‭ ‬فى‭ ‬أصول‭ ‬هاريس،‭ ‬بل‭ ‬زاد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬السود (العنصريين!) ‬لن‭ ‬يحكموا‭ ‬أمريكا‭ ‬مجددًا‭. ‬
كل‭ ‬هذه‭ ‬السيناريوهات‭ ‬نتوقع‭ ‬حدوثها‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬فوز‭ ‬هاريس‭ ‬وهزيمة‭ ‬ترامب،‭ ‬وكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬المبدئية‭ ‬والدلالات‭ ‬الانتخابية‭ ‬تؤكد‭ ‬تفوقها‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬الحمراء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬ترامب‭ ‬يفقد‭ ‬عقله‭ ‬وصوابه،‭ ‬وقد‭ ‬يجعل‭ ‬الانتقام‭ ‬الترامبى‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭. ‬
فهل‭ ‬استعدت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والعنف‭ ‬واستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬وحرق‭ ‬المؤسسات‭ ‬التى‭ ‬يهدد‭ ‬بها‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬حالة‭ ‬خسارته؟‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬سنشاهد‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬حربًا‭ ‬أهلية‭ ‬فى‭ ‬أمريكا؟‭! ‬
صدقونى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬لكانت‭ ‬أمريكا‭ ‬تتدخل‭ ‬وتدعى‭ ‬أنها‭ ‬ضامن‭ ‬للحريات‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وترفع‭ ‬شعارات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬وتعطى‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬دروسًا‭ ‬فى‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬واحترام‭ ‬إرادة‭ ‬الناخبين،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يحدث‭ ‬التهديد‭ ‬بحرب‭ ‬أهلية‭ ‬واقتتال‭ ‬داخلى‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يصمت،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه ‭)‬الاسطمبات) ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬تأثير،‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬أن‭ (‬فاقد‭ ‬الشىء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‭) ‬ولا‭ ‬يُعلِّم‭ ‬الآخرين‭ ‬ولا‭ ‬يعطى‭ ‬دروسًا‭ ‬فى‭ ‬الوطنية‭.‬
ومن‭ ‬المفارقات‭ ‬الغريبة‭ ‬جدًّا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬انقسام‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكى‭ ‬من‭ ‬صحف‭ ‬وقنوات‭ ‬تلفزيونية،‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬مؤيد‭ ‬لترامب‭ ‬وآخر‭ ‬لهاريس،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المهنية‭ ‬والحيادية‭ ‬والمصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن،‭ ‬وكذلك‭ ‬صراع‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬للتبرع‭ ‬وتوجيه‭ ‬الآخرين‭ ‬للتبرع،‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬إيلون‭ ‬ماسك‭ ‬الذى‭ ‬يتبرع‭ ‬بمليون‭ ‬دولار‭ ‬يوميًّا‭ ‬لترامب،‭ ‬بينما‭ ‬زوجته‭ ‬تبرعت‭ ‬لحملة‭ ‬هاريس‭ ‬بـ50‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬فالتبرعات‭ ‬للحزبين‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬العقل،‭ ‬وكل‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬مصالحهم‭ ‬ومشاريعهم،‭ ‬ولكن‭ ‬أغلب‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬يميلون‭ ‬لترامب‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬تحارب‭ ‬الأغنياء‭ ‬وتدعم‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭. ‬
وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬بداية‭ ‬النهاية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فخسارة‭ ‬ترامب‭ ‬ستظهر‭ ‬الوجه‭ ‬القبيح‭ ‬لأمريكا‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.‬
أفيقوا‭ ‬يا‭ ‬عرب،‭ ‬فالمتغطى‭ ‬بترامب‭ ‬أو‭ ‬هاريس‭ ‬عريان،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬هى‭ ‬الابن‭ ‬الشرعى‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أفيقوا‭ ‬يا‭ ‬عرب‭.. ‬فلماذا‭ ‬ستظلون‭ ‬تابعين‭ ‬ومنقادين‭ ‬للساكن‭ ‬الجديد‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض؟‭!‬
فيا‭ ‬حكام‭ ‬العرب‭ ‬المتأمركين،‭ ‬حكّموا‭ ‬ضمائركم‭ ‬ولو‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة،‭ ‬وانحازوا‭ ‬لشعوبكم؛‭ ‬فهم‭ ‬سر‭ ‬بقائكم‭ ‬فى‭ ‬الحكم‭ ‬وليس‭ ‬ماما‭ ‬أمريكا،‭ ‬ولا‭ ‬تحجوا‭ ‬وتقدموا‭ ‬الولاءات‭ ‬والقرابين‭ ‬إلى‭ ‬حاكم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬وتوجهوا‭ ‬يا‭ ‬حكامنا‭ ‬إلى‭ ‬كعبتنا‭ ‬المشرفة،‭ ‬فهى‭ ‬الأبقى‭ ‬والأجدى‭ ‬والحقيقة‭. ‬
يرحمكم‭ ‬الله‭.‬