النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 12:59 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
خلافات مع صديقها..تحقيقات موسعة فى واقعة مصرع فتاة سقطت من الطابق الثالث ببولاق أبو العلا د.هدى يسي : بحضور رفيع المستوى ..انطلاق قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي الاثنين المقبل مصر للزيوت والصابون تتحول للخسارة خلال الربع الأول من 2023/24 جهات التحقيق تستمع لأقوال ربة منزل حاول التخلص من حياتها: في مشاكل بيني وبينه ورافض يطلقني بطولة شيرين رضا.. عرض فيلم «وداعا حمدي» في السينمات غدًا الركوب مجانا.. زيادة عدد أتوبيسات نقل ضيوف المنتدى الحضري العالمي إلى 130 تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام ميلان بدوري أبطال أوروبا محافظ القاهرة: تغيير حياة نصف مليون مواطن بالمجتمعات العمرانية الجديدة المشاط تبحث مع سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة تطوير العلاقات الاقتصادية المُشتركة على المستويين الثنائي والإقليمي توقيع وثيقة مشروع القطن المصري (المرحلة الثانية) بين وزارتي الصناعة والزراعة ومنظمة اليونيدو وزيرة البيئة تستعرض تجربة مصر في دمج ملف تغير المناخ في المجتمعات العمرانية الجديدة وزير التعليم العالي يستقبل سفير المغرب لبحث تعزيز العلاقات الأكاديمية والبحثية بين الجانبين

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: ماذا يحدث لو خسر ترامب الانتخابات الأمريكية؟!

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

ماراثون‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬الساعة؛‭ ‬ويمثل‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بالذات،‭ ‬نظرًا‭ ‬للحروب‭ ‬والأحداث‭ ‬والأمور‭ ‬التى‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬والسؤال‭: ‬من‭ ‬الذى‭ ‬سيتربع‭ ‬على‭ ‬كرسى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة؟‭ ‬
فالسنوات‭ ‬الأربع‭ ‬القادمة‭ ‬ستكون‭ ‬عجافًا‭ ‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬الفائز،‭ ‬فترامب‭ ‬ينشر‭ ‬الخوف‭ ‬والانقسام‭ ‬والعنف،‭ ‬وكامالا‭ ‬هاريس (‬مرشحة‭ ‬الصدفة)‭‬،‭ ‬فهى‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬ترشيحها‭ ‬نتيجة‭ ‬إخفاق‭ ‬بايدن‭ ‬الكارثى‭ ‬فى‭ ‬المناظرة‭ ‬الأولى‭ ‬أمام‭ ‬ترامب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انسحاب‭ ‬بايدن،‭ ‬ولكن‭ ‬السيناريو‭ ‬الأقرب‭ ‬للحقيقة‭ ‬والواقع،‭ ‬والذى‭ ‬سيُحدث‭ ‬زلزالًا‭ ‬انتخابيًّا‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬هو‭ ‬خسارة‭ ‬ترامب،‭ ‬وفوز‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬سوداء‭ ‬تحظى‭ ‬بمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكا‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬وليستمر‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لولاية‭ ‬جديدة،‭ ‬فهل‭ ‬تنجح‭ ‬المرأة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬بـ‮«‬هاريس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم؟‭!‬
وهل‭ ‬سيمثل‭ ‬سقوط‭ ‬ترامب‭- ‬إذا‭ ‬حدث‭- ‬مشكلة‭ ‬كبرى‭ ‬لـ«هاريس‮»‬‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬ويفتح‭ ‬باب‭ ‬الفوضى‭ ‬والعنف،‭ ‬والخوف‭ ‬والانقسام‭ ‬والاقتتال‭ ‬الداخلى،‭ ‬وتحدث‭ ‬مواجهة‭ ‬تكون‭ ‬نواة‭ ‬لحرب‭ ‬أهلية؟‭!‬
وهل‭ ‬يتكرر‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ويعلن‭ ‬ترامب‭ ‬وأنصاره‭ (‬سرقة‭ ‬الانتخابات‭) ‬مرة‭ ‬أخرى؟‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬زاوية‭ ‬جديدة‭ ‬وهامة‭ ‬وخطيرة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إشارات‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‭ ‬فى‭ ‬سير‭ ‬ونتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهذا‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬تشرنوبل‭ ‬انتخابى‮»‬‭ ‬سينفجر‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬لحظة‭.‬

ترامب‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬فرقًا‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬تم‭ ‬تجهيزهم‭ ‬للطعن‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬خسارته،‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬الخسارة‭ ‬لن‭ ‬تحدث‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬تزوير‭ ‬وتلاعب‭ ‬إلكترونى‭ ‬فى‭ ‬النتائج،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتجهز‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬للاستدلال‭ ‬به‭ ‬والطعن‭ ‬عليه‭.‬
هل‭ ‬يحدث‭ ‬المستحيل،‭ ‬وتحسم‭ ‬الولايات‭ ‬السبع‭ ‬المتأرجحة‭ ‬بين‭ ‬اللونين‭ ‬الأزرق‭) ‬الديمقراطى)‭ ‬والأحمر‭ ‬(الجمهورى)‭ ‬النتيجة‭ ‬وتحدث‭ ‬المفاجأة‭ ‬بفوز‭ ‬هاريس‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الولايات‭ ‬الحاسمة،‭ ‬وهى‭ ‬بنسلفانيا‭ ‬وجورجيا‭ ‬وكارولينا‭ ‬الشمالية‭ ‬وميشيجان‭ ‬وأريزونا‭ ‬وويسكونسن‭ ‬ونيفادا،‭ ‬وستلعب‭ ‬الأقليات،‭ ‬مثل‭ ‬السود‭ ‬والآسيويين‭ ‬والعرب،‭ ‬والمستقلون‭ ‬الذين‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبتهم‭ ‬15‭% ‬دورًا‭ ‬حاسما‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬المرشح‭ ‬الفائز،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬ستحدث‭ ‬هزة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكى،‭ ‬وستقود‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التصويت‭ ‬والمستقبل‭.
ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الأقليات‭ ‬والمستقلين‭ ‬سيلعبون‭ ‬الدور‭ ‬الحاسم‭ ‬فى‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الماراثون‭ ‬الانتخابى‭ ‬بالضربة‭ ‬القاضية‭ ‬لترامب،‭ ‬فكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬والاستبيانات‭ ‬المبدئية‭ ‬تؤكد‭ ‬تفوق‭ ‬هاريس،‭ ‬ولكن‭ ‬يوم‭ ‬الحسم‭ ‬الحقيقى‭ ‬هو‭ ‬الثلاثاء‭ ‬5‭ ‬نوفمبر،‭ ‬حيث‭ ‬سيظل‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬الشاشات‭ ‬يشاهد‭ ‬وقائع‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬واتهامات‭ ‬ووقاحة‭ ‬انتخابية،‭ ‬وشائعات‭ ‬وأكاذيب‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وهاريس‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬الغريبة‭ ‬والعجيبة‭. ‬
سيكون‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكى‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬وسيد‭ ‬القرار،‭ ‬وحتى‭ ‬الأحزاب‭ ‬المستقلة،‭ ‬مثل‭ ‬حزب‭ ‬الخضر،‭ ‬ستلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬الحسم‭ ‬الانتخابى‭. ‬
ولكن‭ ‬ما‭ ‬أتخيله‭ ‬وأتوقعه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬سقوط‭ ‬وخسارة‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬عدم‭ ‬اعترافه‭ ‬بالانتخابات،‭ ‬وتبدأ‭ ‬بوادر‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬داخل‭ ‬أمريكا‭ ‬يستخدم‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الشعبويين‭ ‬واليمينيين‭ ‬العنف،‭ ‬وميليشيات‭ ‬العنف‭ ‬والقتل‭ ‬جاهزة،‭ ‬وتكون‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬الأزمة‭ ‬الكبرى‭ ‬والزلزال‭ ‬الانتخابى‭ ‬الذى‭ ‬سيهز‭ ‬أركان‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬تصاعد‭ ‬الأمر‭ ‬لمواجهة‭ ‬كبرى‭ ‬بين‭ ‬الحزبين‭ ‬الديمقراطى‭ ‬والجمهورى،‭ ‬مما‭ ‬سيضع‭ ‬هاريس‭ ‬فى‭ ‬مأزق‭ ‬يذكرنا‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬بين‭ ‬آل‭ ‬جور‭ ‬وبوش‭ ‬الابن،‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬وحسمتها‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭. ‬
فماذا‭ ‬لو‭ ‬خرج‭ ‬ترامب‭ ‬وأنصاره‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬والقانون،‭ ‬هل‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه؟‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬دعوات‭ ‬أنصاره‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬تحرض‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والمكتب‭ ‬البيضاوى،‭ ‬واستدعاء‭ ‬ترامب‭ ‬ليخاطب‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفعلى‭ ‬لأمريكا‭. ‬
تخيلوا‭ ‬معنا‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬هذا،‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬مصير‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬مجموعات‭ ‬تتقاتل‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬فى‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬تدعى‭ ‬أنها‭ ‬ديمقراطية‭ ‬وتحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتصويت‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات؟‭! ‬أم‭ ‬سيتحول‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬ديكتاتور‭ ‬جديد‭ ‬يسمح‭ ‬لأنصاره‭ ‬بغزو‭ ‬واحتلال‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والكونجرس‭ ‬الأمريكى‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الماضية‭ ‬عندما‭ ‬خسر‭ ‬الانتخابات‭ ‬ودخل‭ ‬أنصاره‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬وأعلنوا‭ ‬رفضهم‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات؟‭! ‬
إن‭ ‬ترامب‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬بالجيش‭ ‬الأمريكى،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الجيش‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬أى‭ ‬انتصار‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬واعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬الإنسان‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬انتشال‭ ‬أمريكا‭ ‬مما‭ ‬يعتبره‭ ‬(نصب‭ ‬واحتيال‭ ‬هاريس‭(‬ وما‭ ‬يسميه‭ ‬اليسار‭ ‬المتطرف‭ ‬الذى‭ ‬أغرق‭ ‬أمريكا‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وكلف‭ ‬المواطن‭ ‬والخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬خلاف‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمعدات‭ ‬العسكرية،‭ ‬ويزعم‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬تم‭ ‬احتلالها‭ ‬بالهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وفتح‭ ‬الحدود؛‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكى‭ ‬لاجئًا‭ ‬فى‭ ‬وطنه،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬شكك‭ ‬فى‭ ‬أصول‭ ‬هاريس،‭ ‬بل‭ ‬زاد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬السود (العنصريين!) ‬لن‭ ‬يحكموا‭ ‬أمريكا‭ ‬مجددًا‭. ‬
كل‭ ‬هذه‭ ‬السيناريوهات‭ ‬نتوقع‭ ‬حدوثها‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬فوز‭ ‬هاريس‭ ‬وهزيمة‭ ‬ترامب،‭ ‬وكل‭ ‬المؤشرات‭ ‬المبدئية‭ ‬والدلالات‭ ‬الانتخابية‭ ‬تؤكد‭ ‬تفوقها‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬الحمراء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬ترامب‭ ‬يفقد‭ ‬عقله‭ ‬وصوابه،‭ ‬وقد‭ ‬يجعل‭ ‬الانتقام‭ ‬الترامبى‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭. ‬
فهل‭ ‬استعدت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للفوضى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والعنف‭ ‬واستخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬وحرق‭ ‬المؤسسات‭ ‬التى‭ ‬يهدد‭ ‬بها‭ ‬أنصار‭ ‬ترامب‭ ‬حالة‭ ‬خسارته؟‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬سنشاهد‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬حربًا‭ ‬أهلية‭ ‬فى‭ ‬أمريكا؟‭! ‬
صدقونى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬لكانت‭ ‬أمريكا‭ ‬تتدخل‭ ‬وتدعى‭ ‬أنها‭ ‬ضامن‭ ‬للحريات‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وترفع‭ ‬شعارات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬وتعطى‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬دروسًا‭ ‬فى‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬واحترام‭ ‬إرادة‭ ‬الناخبين،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يحدث‭ ‬التهديد‭ ‬بحرب‭ ‬أهلية‭ ‬واقتتال‭ ‬داخلى‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يصمت،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه ‭)‬الاسطمبات) ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬تأثير،‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬أن‭ (‬فاقد‭ ‬الشىء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‭) ‬ولا‭ ‬يُعلِّم‭ ‬الآخرين‭ ‬ولا‭ ‬يعطى‭ ‬دروسًا‭ ‬فى‭ ‬الوطنية‭.‬
ومن‭ ‬المفارقات‭ ‬الغريبة‭ ‬جدًّا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬انقسام‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكى‭ ‬من‭ ‬صحف‭ ‬وقنوات‭ ‬تلفزيونية،‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬مؤيد‭ ‬لترامب‭ ‬وآخر‭ ‬لهاريس،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المهنية‭ ‬والحيادية‭ ‬والمصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن،‭ ‬وكذلك‭ ‬صراع‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬للتبرع‭ ‬وتوجيه‭ ‬الآخرين‭ ‬للتبرع،‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬إيلون‭ ‬ماسك‭ ‬الذى‭ ‬يتبرع‭ ‬بمليون‭ ‬دولار‭ ‬يوميًّا‭ ‬لترامب،‭ ‬بينما‭ ‬زوجته‭ ‬تبرعت‭ ‬لحملة‭ ‬هاريس‭ ‬بـ50‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬فالتبرعات‭ ‬للحزبين‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬العقل،‭ ‬وكل‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬مصالحهم‭ ‬ومشاريعهم،‭ ‬ولكن‭ ‬أغلب‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬يميلون‭ ‬لترامب‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬تحارب‭ ‬الأغنياء‭ ‬وتدعم‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭. ‬
وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬بداية‭ ‬النهاية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فخسارة‭ ‬ترامب‭ ‬ستظهر‭ ‬الوجه‭ ‬القبيح‭ ‬لأمريكا‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.‬
أفيقوا‭ ‬يا‭ ‬عرب،‭ ‬فالمتغطى‭ ‬بترامب‭ ‬أو‭ ‬هاريس‭ ‬عريان،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬هى‭ ‬الابن‭ ‬الشرعى‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أفيقوا‭ ‬يا‭ ‬عرب‭.. ‬فلماذا‭ ‬ستظلون‭ ‬تابعين‭ ‬ومنقادين‭ ‬للساكن‭ ‬الجديد‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض؟‭!‬
فيا‭ ‬حكام‭ ‬العرب‭ ‬المتأمركين،‭ ‬حكّموا‭ ‬ضمائركم‭ ‬ولو‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة،‭ ‬وانحازوا‭ ‬لشعوبكم؛‭ ‬فهم‭ ‬سر‭ ‬بقائكم‭ ‬فى‭ ‬الحكم‭ ‬وليس‭ ‬ماما‭ ‬أمريكا،‭ ‬ولا‭ ‬تحجوا‭ ‬وتقدموا‭ ‬الولاءات‭ ‬والقرابين‭ ‬إلى‭ ‬حاكم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬وتوجهوا‭ ‬يا‭ ‬حكامنا‭ ‬إلى‭ ‬كعبتنا‭ ‬المشرفة،‭ ‬فهى‭ ‬الأبقى‭ ‬والأجدى‭ ‬والحقيقة‭. ‬
يرحمكم‭ ‬الله‭.‬