باحث بمرصد الأزهر يكشف حيل المتطرفين لتبرير أفكارهم

أكد محمود كامل، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التعامل مع نصوص السنة النبوية يحتاج إلى فهم دقيق، إذ إنها ليست جميعها على درجة واحدة من الصحة، بل تتفاوت بين الصحيح والحسن والضعيف، وهناك أيضًا أحاديث موضوعة لا يجوز الاستدلال بها، خاصة في باب العقيدة.
وأشار الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، إلى أن العلماء وضعوا مناهج دقيقة للتحقق من صحة الأحاديث، مثل علم الرجال وعلم الجرح والتعديل، مما يجعل علم الحديث من أكثر العلوم توثيقًا ودقةً عبر التاريخ.
وأوضح أن هناك كتبًا مخصصة للأحاديث الصحيحة، مثل صحيح البخاري ومسلم، وأخرى تجمع بين الصحيح وغيره، مثل كتب السنن والمسانيد، بينما توجد كتب خاصة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة لتحذير الناس منها.
كما حذر من "القراءة الانتقائية" للسنة النبوية، التي تُمارَس من قبل بعض التنظيمات المتطرفة، حيث يركزون على أحاديث الغزوات والفتن ويهملون الأحاديث التي تدعو للصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد، مؤكدا أن هذه الطريقة تهدف إلى تبرير أفكارهم المنحرفة وتشويه صورة الإسلام.
وشدد على أهمية الرجوع إلى العلماء المتخصصين لفهم السنة النبوية بشكل صحيح، محذرًا من الاعتماد على تفسيرات سطحية أو مغلوطة. وأوضح أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع، ومن خلالها نعرف تفاصيل العبادات والمعاملات التي لم ترد في القرآن الكريم، مثل عدد ركعات الصلاة وأحكام الزكاة وغيرها.
أكد أن السنة النبوية نور لمن اهتدى، وليست سلاحًا لمن اعتدى، داعيًا الجميع إلى الوعي والرجوع إلى أهل العلم عند الشك في أي حديث، حتى لا تُستغل النصوص الدينية في غير مواضعها.