النهار
الخميس 6 مارس 2025 05:25 صـ 7 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

هل يجوز الصيام بدون صلاة في شهر رمضان؟

«هل يجوز الصيام في شهر رمضان بدون الصلاة؟» سؤال ضمن الأسئلة والاستفسارات الشائعة التي تتلقاها دار الإفتاء، حيث يأتي في أذهان المسلمين خلال شهر رمضان، العديد من الجوانب والأحكام الشرعية فيما يتعلق بآداب الصيام وأحواله وما قد يتسبب في إفساد الصيام.
ورداً على السؤال الشائع خلال شهر رمضان «هل يقبل الله صيام من لا يصلي؟» ، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن أداء جميع الفرائض أمر واجب على المسلم للوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك فإن ترك الصلاة لا يبطل الصيام، فلكل عبادة ثوابها وعقابها بشكل مستقل.
وقالت دار الإفتاء، في فتوى عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، إن الصيام صحيح حتى لمن لا يصلي، لكنه يأثم شرعًا لتركه الصلاة، حيث يعد ذلك كبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه التوبة والرجوع إلى الله.
وأوضحت دار الإفتاء الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلي؛ فهل ذلك يُفسِد صيامه ولا ينال عليه أجرًا؟ وقالت إنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط في شأنها، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»،
وتابعت : معنى «فقد كفر» في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التي في معناه: أي أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار في عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذًا بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.
وأضافت «الإفتاء» أن المسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا كما قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ} وجاء في تفسيرها أي التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: {أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖ} .
وأوضحت أن من صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي.