النهار
الإثنين 3 مارس 2025 09:33 مـ 4 رمضان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تكنولوجيا وانترنت

«وراء كل طماع كبير نصاب محترف» .. كيف وقع ضحايا FBC في فخ الثراء السريع بـ «مصباح علاء الدين»؟

منصات النصب الالكتروني -صورة أرشيفية
منصات النصب الالكتروني -صورة أرشيفية

خيوط متشابكة وأصابع أتهام جديدة حول طرق النصب على المواطنين عبر تطبيقات المراهنات والتسويق الشبكي والرقمي، وظهور تطبيقات على غرار FBC بالرغم من ضبط المتورطين في القضية والتي تضم اثني عشر متهمًا مصري الجنسية، ومتهمًا صيني الجنسية، وأخري يابانية الجنسية، وضبط مبالغ مالية تتجاوز المليون جنيه مصري، وعدد من الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب الآلي المستخدمة فى إدارة المنصة، وعدد 1135 شريحة تليفون محمول معدة لتفعيل محافظ إلكترونية لتلقي الأموال.

وفي ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي نعيشه انتشرت في الآونة الأخيرة، التحذيرات من المشاركة في تطبيقات النصب الالكتروني إلا أن الكثير من المواطنين لا يزالون في مرمي تلك التطبيقات والبرامج التي تقوم في الأساس على تجميع الباحثين عن الثراء السهل السريع وسحب أموالهم بالتدريج لإيهامهم بتحقيق ثروات كبيرة وفى النهاية يختفي أصحاب تلك المنصات ويعيدون الكرة من جديد بأسماء جديدة وهويات مختلفة وضحايا جدد.

وفي هذا السياق حذر خبراء تكنولوجيا المعلومات من المشاركة في منصات النصب الالكتروني التي تعتمد علي التسويق الهرمي وهي باختصار نماذج عمل غير مستقرة هدفها جمع المال من أكبر عدد من المشتركين، بينما يكون المستفيد الأكبر هو المتربع على رأس الهرم، وهو ما حدث مع منصة FBC.

«طالما فيه طماع فيه نصاب»

وحذر خبراء أمن المعلومات من ظهور منصات شبيهة لـ FBC تعد المواطنين بأرباح مرتفعة في وقت سريع، على طريقة «مصباح علاء الدين» السحري الذي يحقق الامنيات والاحلام المالية لكل مستخدميها ولكن سرعان ما تتبدد احلام الثراء وتتحول الي كابوس يفيقون عليه بمجرد غلق هذه المنصات وعجزهم عن استرداد أموالهم المنهوبة.

وأوضح الخبراء إن تطبيقات المراهنات والتسويق الهرمي تتفنن وتنوع من أساليبها الاحتيالية فتارة تستخدم عمليات الترويج عبر منصات التواصل الاجتماعي للادعاء بأنها منصات مرخصة مثل فيس بوك وإنستجرام وذلك من خلال حملات أعلانية مكثفة وايهام المواطنين بأن الذكاء الاصطناعي هو المسؤول عن تحقيق الأرباح، وتارة توفر عوائد مالية مرتفعة في البداية لإقناع المستخدمين لإقناع ضحاياهم بالاستثمار لمزيد من الأرباح.

من جانبه حذر المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات وعضو الهيئة الاستشارية العليا لأمن المعلومات، من خطر الوقوع فريسة لمنصات النصب على المواطنين عقب واقعة FBC، لافتًا إلى انتشار العديد من المنصات أبرزها GME وRGA التي تدّعي تقديم فرص استثمارية مضمونة بأرباح خيالية، لكنها في الحقيقة عملية احتيال جديدة تهدف إلى سرقة أموال المواطنين وقال ": هذه المنصات ماهي الا نصباية جديدة قادمة.. خلو بالكم ".

وحذر «حجاج» من خطورة التعامل مع المنصات الغير موثوق فيها مطالبين في الوقت ذاته المواطنين بعدم الانسياق وراء دعوات الربح السريع عبر تطبيقات المراهنات والقمار والتسويق الرقمي والهرمي.

وطالب خبير أمن المعلومات ضحايا منصة FBC بضرورة استبدال شرائح المحمول الخاصة بهم لضمان عدم استخدمها بطرق غير مشروعة وكذلك لضمان توقف سرقة أموالهم عبر المنصات الغير موثوق فيها.

وفى السياق ذاته حذر حجاج من «تأجير المحافظ الالكترونية» والتي يتم عن طريقها النصب على المواطنين عبر استخدام المحافظ الالكترونية وتحويل الأموال عليها مقابل الحصول على عمولة أو مبلغ شهري ثابت، وهو ما يضع المواطنين أصحاب تلك المحافظ تحت طائلة القانون بسبب استخدام تلك الحسابات في أعمال غير مشروعة.

وقال :" يجب على من تعامل مع تطبيقات المراهنات والتسويق الشبكي والهرمي بضرورة تنزيل تطبيق My NTRA والذى أطلقه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لمستخدمي المحمول لتيسير خدمات الاتصالات الأساسية للمستخدمين من الأفراد والشركات، والذي يمكن من خلاله الحصول على مجموعة من الخدمات التفاعلية من خلال استخدام الهاتف المحمول والتي من بينها المعرفة والتحكم في المحافظ الالكترونية المسجلة بأسمائهم ،وكذلك الكشف على ارقام المحمول المسجلة بأسمائهم، خاصة أن أصحاب تطبيقات المراهنات يمكن أن يستغلوا صور بطاقات الرقم القومي بالضحايا في استخراج شرائح جديدة وعمل محافظ الكترونية عليها دون علمهم".

كما حذر حجاج من التعامل مع هذه المنصات موضحاً انها لا تمتلك أي ترخيص رسمي أو مقر واضح. لافتاً الي انها تعتمد على الاحتيال الهرمي «نظام بونزي» حيث تعتمد على خداع الضحايا وجذب مستثمرين جدد لدفع أموال القدامى وبمجرد توقف تدفق الأموال، تنهار المنصة ويفقد الجميع أموالهم.

موضوعات متعلقة