النهار
الأربعاء 8 يناير 2025 04:42 مـ 9 رجب 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مكتبة الإسكندرية تطلق «العوامل المحددة لحاضر المدينة العربية ومستقبلها» لدعم العلاقات الإفريقية الحماية المدنية تسيطر على حريق مصنع قطن بالخانكة بـ6 سيارات إطفاء توقيع الكشف الطبى على 1380مريضاً ضمن قافلة شاملة بقرية ميت دمسيس القبض على عامل ذبح شقيق زوجته بسكين بسوهاج بطريقة إعادة النشر.. تامر حسني يستعرض ردود أفعال متابعيه علي أحدث أعماله ”فعلا مبيتنسيش” مغادرة الفوج الرابع من الأشقاء السوريين ميناء نويبع البحري وعددهم 132 شخص على متن العبارة ”آيلة” كشافة السويس تحقق المركز الأول في المهرجان الكشفي الثاني بالأسكندرية مساعدة هالة صدقي تطعن على قرار حفظ دعوى قضائية ضد الفنانة الشهيرة لاتهامها بالنصب فى 150 ألف ريال الشاعر” أحمد المالكي” يعلن عن موعد طرح ”حبيبي القديم” لتامر عاشور علي طريقته الخاصة محافظ الدقهلية يستقبل مفتي الجمهورية ويشهدان تسليم الموقع الخاص بإنشاء فرع دار الإفتاء بالمنصورة وكيل ”تعليم البحيرة”: الالتزام بالتعليمات والقرارات الوزارية المنظمة لأعمال امتحانات الشهادة الإعدادية إصطفاف معدات النقل الثقيل بمدينة طور سيناء لمجابهة الأزمات

تكنولوجيا وانترنت

كارثة .. الذكاء الاصطناعي يحرف القرآن الكريم

سادت حالة من الغضب الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عمليات تحريف المصحف الشريف وتبديل آياته عبر مساعد الذكاء الاصطناعي، Meta AI وهو التعديل الجديد الذي طرحته شركة ميتا، أحد أكبر الشركات التكنولوجية في العالم والمالكة لمنصات فيسبوك، إنستجرام، واتساب، ماسنجر، وثريدز، بما ينبئ بأزمة جديدة بالشرق الأوسط ومحاولة إسقاط باقي الدول عبر فخ الذكاء الاصطناعي خاصة بعد سقوط سوريا وما سبقها من أحداث في غزة ولبنان وثورات الربيع العربي التي استهدفت الاطاحة بالأنظمة العربية بالشرق الأوسط.

وحذر خبراء تكنولوجيا المعلومات من خطورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالبحث عن النصوص الدينية بسبب مشاركة رواد السوشيال ميديا تجاربهم معMeta AI مساعد الذكاء الاصطناعي في «ماسنجر» والتي كشفت عن تحريف لنصوص آيات من القرآن الكريم وهو ما أثار المخاوف والتساؤلات حول ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله في المستقبل من التلاعب بعقول البشر، مؤكدين في الوقت ذاته أن تحريف القرآن الكريم ما هو إلا بداية لأزمة جديدة بالشرق الأوسط، لتشكيك الشعوب الإسلامية في الثوابت الدينة، معتبرين أن إيقاف الاستشارات الدينية لـ Meta AI ما هي إلا بلونة اختبار لبدء جولة جديدة من تحريف القرآن الكريم بنماذج أكثر احترافية.

كما طالب الخبراء بتوخي الحذر من التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي بمنصات السوشيال ميديا الشهيرة واستخدامها كمساعد ذكي للرد على أسئلة المستخدمين الذين قاموا بالفعل بتجربته في ماسينجر والسؤال عن سور ونصوص من القرآن الكريم ولكن النتيجة كانت صادمة حيث جاءت إجاباتMeta AI تحتوي على كلمات وجمل ليست من القرآن الكريم والغريب في الامر أن المستخدمين عندما ذكرو في محاثتهم مع Meta AI أن الإجابة على أسئلتهم خاطئة يعتذر ويعطي الإجابة الصحيحة.

Meta AI توقف خدمات الاستشارات الدينية

من جانبها أجرت «النهار» اختباراً عبر محادثة مع Meta AI عن سورة من القرآن الكريم للتأكد من الامر امتنع التطبيق عن الإجابة وكان الرد "لا يمكنني الاقتباس من النصوص الدينية في الوقت الحالي " وأعترف Meta AI أنه كان يعطي نصوص خاطئة كاردود للمستخدمين لأسئلتهم عن آيات وسور القرآن الكريم .

من جانبه أكد المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات وعضو الهيئة الاستشارية العليا للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات الملقب اعلامياً بـ«صائد الهاكرز» أن تحريف منصة الذكاء الاصطناعي Meta AI، لنصوص آيات وسور القرآن الكريم أمر مرفوض تمامًا وغير مقبول بأي شكل من الأشكال سواء كان هذا التحريف متعمد من ميتا أو غيرها من شركات التكنولوجيا العالمية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الاعتماد على منصات الذكاء الاصطناعي في البحث عن النصوص الدينية أمر غير موثوق يؤدي الي كوارث كبيرة.

وأوضح خبير أمن المعلومات في تصريحات خاصة لـ «النهار» أن تحريف Meta AI لنصوص القرآن الكريم من خلال الـ Messenger قد يكون نتيجة لعدة عوامل منها بيانات التدريب غير الموثوقة حيث تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على البيانات التي تُستخدم لتدريبها "Machine Learning"إذا كانت هذه البيانات تحتوي على أخطاء أو مصادر غير موثوقة، فمن المحتمل أن تنتج الأداة نصوصًا محرفة أو غير دقيقة. كما أنه أحيانًا، يتم جمع البيانات تلقائيًا من الإنترنت دون مراجعة دقيقة، مما يؤدي إلى تضمين محتوى غير صحيح.

وقال «صائد الهاكرز»:" يعد سوء الفهم الثقافي أو الديني من العوامل التي تؤدي أيضاً الي نصوص دينية محرفة فبعض أدوات الذكاء الاصطناعي تُطورها شركات أو فرق تقنية غير ملمة بالحساسية الدينية أو الثقافية، وقد لا يُدرك المطورون أهمية الدقة عند التعامل مع النصوص الدينية".

وتابع «وليد حجاج» قائلاً:" قد يكون هناك ثغرات برمجية تؤدي الي أخطاء في الخوارزميات أو النظام البرمجي للأداة تجعلها تُخطئ في تحليل النصوص أو عرضها، فمثلا أداة تُحاول "إكمال" النصوص بشكل تلقائي قد تُفسد النص القرآني عند محاولة تقديم اقتراحات كما أن كثير من أدوات الذكاء الاصطناعي تعتمد على العمل الآلي بالكامل دون تدخل بشري، مما يجعل الأخطاء تمر دون اكتشاف أو تصحيح."

وكشف «صائد الهاكرز» أن التحريف قد يكون مقصودًا من قبل جهة معينة تهدف للإساءة إلى النصوص الدينية أو إثارة الجدل، لافتاً الي أن هذا النوع من الاستهداف قد يكون ضمن حملات مغرضة، مطالباً بضرورة التعامل مع مثل هذه الأمور فورًا لخطورتها التي تستوجب التعامل بحزم عن طريق ابلاغ الجهات المسؤولة في حالة وجود تحريف خلال استخدام منصة الذكاء اصطناعي عن طريق استخدام خاصية الإبلاغ داخل Messenger للإشارة إلى المشكلة وتحديد أن المحتوى يتعلق بالإساءة إلى النصوص الدينية.

كما طالب «حجاج» بضرورة مراجعة المصادر والتأكد من أن الأداة تعتمد على مصادر موثوقة للنصوص الدينية، بجانب التواصل مع الجهات المختصة وابلاغ المؤسسات الدينية مثل الأزهر الشريف أو دار الإفتاء المصرية ليقوموا بمتابعة الأمر والتأكد من تصحيح أي أخطاء.

كما حذر خبير أمن المعلومات من استخدام أي أداة للذكاء الاصطناعي إذا كانت تنشر محتوى غير دقيق، حتى يتم التحقق من محتواها مع تشجيع الناس على استخدام مصادر موثوقة فقط عند التعامل مع النصوص الدينية، مطالباً الجهات الحكومية بالتدخل والتواصل مع الجهات الرقابية مثل وزارة الاتصالات أو هيئة تنظيم الاتصالات لطلب مراجعة الأداة ووقفها إذا تبين وجود إساءة.

وأوضح عضو الهيئة الاستشارية العليا للأمن السيبراني أنه لابد من ضبط بيانات التدريب واعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي على مصادر معتمدة وموثوقة لمنع تحريف النصوص الدينية، وإشراك علماء دين ومتخصصين في المراجعة الدينية والثقافية قبل إطلاق الأدوات، فضلاً عن مراقبة المحتوى الذي تنتجه هذه الأدوات بشكل مستمر من قبل الجهات الرقابية.

وفى أول رد فعل على حالة الغضب من تحريف آيات القرآن الكريم كشفت تجربة «النهار» أن «ميتا» أوقفت خدمة الاستشارات الدينية في مساعدها الذكي Meta AI بعد تحريف نصوص القرآن وأمتنع المساعد الذكي عن الرد عن أي أسئلة تخص القرآن الكريم بحجة أنه تم تعديله مؤخراً وفقاً لسياسات تحديثية وتطويرية.

موضوعات متعلقة