رحلة امرأة بدأت وأنتهت بالعذاب.. تعرف إلى قصص نعيمة عاكف مع هدى وفوزى والأطرش بـ”الصور”
![نعيمة عاكف](https://media.alnaharegypt.com/img/24/10/07/1082844.jpg)
ولدت فى يوم الـ7 من شهر أكتوبر لعام 1929، ولكن استقبلت أسرتها مجيئها إلى الحياة بالبكاء والعويل، فقد كانت أسرتها تطلب ولدا فجاءت بنتا، والدها أصدر أمرا إلى ولدتها بألا تغادر البيت ولا تظهر فى الحى الذى تعيش فيه، ولا تقيم احتفالا بسبوع الطفلة ولا تعلن أو تشير إلى أنها أنجبت طفلة، وظل الأمر هكذا ثلاث سنوات كاملات عاشت الأم ووليدتها فى ذلك البيت فى حارة من حوارى حى باب الخلق، وكان الأب يندب حظه بعد أن رزقه الله بأربع بنات كانت آخرهن وليدته الجديدة “نعيمة عاكف”.
وعلى الرغم من النجاح المادى الذى كان يحققه السيرك فى كل رحلاته إلا أن إيراداته الضخمة كانت تضيع فى مائدة القمار، ونتيجة لذلك تراكمت الديون على والد نعيمة وذات صباح فقد والدها السيرك وأدواته وكل الحيوانات، ولكن سرعان ما فرج الله الكرب ودخلت نعيمة مجال السينما، ونالت مجدا وشهرة عظيمة، ثم انتهت حياتها أيضا بالعذاب مثلما ولدت حينما أصيبت بالمرض الخبيث وظلت تصارع المرض لمدة ثلاث سنوات، ولازمت الفراش لمدة ستة أشهر تعانى آلاما شديدة وكانت آخر كلمة نطقتها هى “محمد.. محمد” وهو ابنها الوحيد الذى رزقت به من زوجها الأخير المحاسب صلاح عبد الحليم، وهكذا بدأت حياتها بالعذاب وانتهت بالعذاب نفسه، فى يوم 23 من أبريل لعام 1966، بعمر الـ36 عام.
رقصت على نغمات العديد من الفنانين مثل محمد فوزي وفايزة أحمد وسعد عبدالوهاب، ولكن العلاقة التي جمعت بين الراقصة خفيفة الظل نعيمة عاكف وبين الموسيقار السوري فريد الأطرش كانت الصداقة والمودة الخالصة، ولذلك ظهرت نعيمة في أكثر من صورة نادرة مع الأطرش، وفي إحدى الصور تمازحه بطلب يده للزواج وتقديم «خاتم الخطبة» بينما زوجها المخرج حسين فوزي بجوارها.
كانت الفنانة نعيمة عاكف من أشهر الفنانات اللواتى اشتهرن بممارستهن للألعاب الرياضية بطريقة جيدة، نظرا لكونها من ضمن اللاعبات الماهرات فى السيرك قبل توجها إلى عالم الفن، لذلك تطوعت نعيمة بإعطاء دروس فى الرشاقة لزميلتها الفنانة هدى سلطان، والمثير للضحك أن هدى كانت تلميذة غير نجيبة لأنها أخذت تتطلع إلى نعيمة بدهشة وفضول دون أن تحاول حتى تقليدها، وفى نهاية الدرس الرياضى وجهت هدى سؤالا لنعيمة وقالت: هل تستطيعين أداء هذه الحركة؟، وقد فعلت هدى أنها حركت يديها إلى الأعلى! فأجابت نعيمة بدهشة بالغة وقالت متهكمة: لا طبعا!
قالت نعيمة فى إحدى المجلات الفنية قديمًا، إن أجمل الأوقات عندها هى تلك الأوقات التى تقضيها بعيدا عن أضواء الاستوديوهات، حيث تمارس هوايتها المحببة، وهى الرسم بالألوان على قطع الصينى الجميلة التى تزين بها أركان منزلها، وأوضحت أنها طورت من هوايتها عندما أحضرت طبقا دقيق الصنع، ومعه أيضا مجموعة من الأطباق التى اشترتها من إسبانيا لتقوم بدراستها، لكى تصنع مثلها على الأطباق المصرية المصنوعة من الفخار.
عاكف كانت ترفض أن يتم تصويرها وهى على سجادة الصلاة، لكن استطاع أحد المصورين التقاط صوة لها وهى الصلاة، وعللت سبب رفضها لذلك لأنها تعتبر أن الصلاة عبادة لله لا تحتاج إلى أضواء وإعلام، وكانت تفضل قضاء ساعات طويلة فى مطبخها لتصنع أشهى أجمل المأكولات والمشروبات الرمضانية.