أسامة شرشر يكتب: مبروك للشعب المصرى.. «مدبولى» رئيسًا للوزراء!
مع ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع الأسعار، واللعب فى (طبلية المواطن المصرى الغلبان) فى رغيف العيش الذى يُعتبر هو عكاز المواطن المصرى الشقيان بالنسبة لمعظم المواطنين، «مبروك للشعب المصرى إعادة تكليف الدكتور مصطفى مدبولى رئيسًا للوزراء»!.. وكأن الحياة وردية، وكأن كل شىء تحت السيطرة، وكأن ما عانى منه شعب مصر الكريم والأبىّ فى الفترات الماضية وحتى الآن أصبح فى خبر كان ولا وجود له.
أعتقد أن هذه الحكومة هى أخطر حكومة فى تاريخ مصر؛ لأنها تفننت فى تعذيب المواطن المصرى حتى أصبح خارج الخدمة من ناحية قدرته على مواكبة ارتفاع أسعار السلع والخدمات والكهرباء والوقود والعلاج والتعليم بل حتى رغيف العيش.
فهذه الحكومة تستحق من الشعب المصرى الأصيل والعظيم جائزة نوبل للدمار الإنسانى والاجتماعى والبشرى فى منع الخدمات الرئيسية عن شعب مصر؛ لأنها بكل المقاييس حكومة لا مثيل لها، فهى الحكومة التى ضاعفت سعر رغيف العيش 300% منذ أيام رغم أن رغيف العيش يستفيد منه حوالى 70 مليون مواطن مصرى، وهى الحكومة التى لم تعد تضيف المواليد على بطاقات تموين الغلابة، وهى الحكومة التى وصل عدد الفقراء فى عهدها إلى 37 مليون مواطن مصرى، وهى الحكومة التى بدأت تتخلى عن دورها فى تقديم رعاية صحية حكومية مضمونة ورخيصة للمواطن بمنح القطاع الخاص حق إدارة المنشآت الصحية رغم أن القطاع الخاص هدفه ربحى بحت، وهى الحكومة التى ترفع أسعار الوقود كل عدة أشهر، وتسببت فى أزمة الدولار وتقنين السوق السوداء للعملات الأجنبية وتحرير سعر العملة، وظهر تحت أعينها حيتان سوق الذهب، وحدث اضطراب فى سوق الأدوية، وارتفعت أسعار الكهرباء رغم أنها تنقطع يوميًا عن معظم بيوت مصر، وارتفع الدين الخارجى والمحلى إلى 5 أضعافه، وأخشى ما أخشاه أن تقوم الحكومة بتسعير الهواء الذى يتنفسه الناس!
ورغم اعتراضات بعض زملائى من النواب المستقلين الذين يعدّون على أصابع اليد الواحدة تحت قبة البرلمان، على الموازنة العامة المقدمة من الحكومة، لأنها أسوأ موازنة قدمتها حكومة الجباية وتدمير الشعب، فإن هذه الاعتراضات وكأنها لم تكن، فتعويضات المواطنين عن بعض المشاريع القومية لا يتم صرفها فى موعدها، وزاد حجم الديون المحلية والفوائد بشهر يوليو الحالى لتصل نحو 7119 مليار جنيه مقارنة بيوليو 2023 والتى وصلت فيها لنحو 3794 مليار جنيه بزيادة تُقدر بنحو 3324 مليار جنيه، بالإضافة إلى أن هناك ما يقرب من 42 مليار دولار أقساطًا وفؤاد ديون سيتم دفعها فى عام 2024.
وهذا ليس كلامنا ولكنه قيل تحت قبة البرلمان الذى أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحكومة.
فهل يستطيع البرلمان إذا كان رافضًا هذه الموازنة أن يسحب الثقة من الحكومة، أم أنه يصفق ويصفق فقط لهذه الحكومة؟!.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع ضغط الدم عند المواطن بسبب الأسعار، أعتقد أن هذه الحكومة عندها فرصة خطيرة جدًّا وخارج الصندوق أن ترسل شعب مصر، 120 مليون مواطن، إلى غزة ليدافع عن أهلها أمام الطوفان الصهيونى، على الأقل ينال الشهادة فى الدنيا أفضل من أن يموت غيظًا بسبب تصرفات هذه الحكومة!.
لا أملك الكلمات التى تعبر ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، ولكن طالما تمت التضحية بالشعب قربانًا لحكومة مدبولى فلا نملك إلا الدعاء والتأكيد على أن مصر ستظل فى رباط إلى يوم الدين فادخلوها بسلام آمنين.
كفانا كلامًا وكفانا نقدًا وكفانا تنبؤات عن رحيل الحكومة، فهى باقية إلى يوم الساعة!
ارحموا من فى الأرض
يرحمكم من فى السماء.