”وقف إطلاق النار وحل الدولتين”.. السكرتير السابق لـ”بابا الفاتيكان”.. يكشف فى حوار مع النهار موقف ”الفاتيكان” من القضية الفلسطينية
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة لم تتواني الدولة المصرية وكل المؤسسات العاملة فى المجال الخدمي عن تقديم يد الدعم والمساندة لأهالي القطاع، وكان للفاتيكان أيضًا موقف واضح فى دعم ومساندة وقف إطلاق النار، وقدمت مؤسسة "الأخوة الإنسانية" التى يرأسها المونسنيور يوأنس لحظي السكرتير السابق لبابا الفاتيكان، العديد من أوجه الدعم والمساندة.
أجرت جريدة "النهار المصرية" حوار مع المونسنيور يوأنس لحظي السكرتير السابق لبابا الفاتيكان حول موقف الفاتيكان من حرب غزة، ودور مؤسسة "الأخوة الإنسانية" التى يرأسها في تقديم الدعم والمساعدة لأهالي القطاع.
وإلى نص الحوار..
ما هو موقف الفاتيكان من حرب غزة؟
موقف الفاتيكان معلن وواضح منذ البداية، وتقدم قداسة البابا بنداء لوقف إطلاق النيران والحرب، والعودة للحوار وحل الدولتين، والفاتيكان قدم نفسه وأعلن استعداده لأن يلعب دور بين الطرفين لتقريب وجهات النظر، والوصول إلي الهدف المنشود بوقف الحرب وحل الدولتين.
ما هي المساعدات التي يتم تقديمها لأهالي قطاع غزة من قبل المؤسسة في ظل الحرب؟
أنا كرئيس مجلس أمناء مؤسسة الأخوة الإنسانية، وكمؤسسة منذ بداية الصراع بفترة طويلة نحاول تقديم مساعدات إغاثة لأهالينا في غزة، وعملنا مع الجهات المختصة في إخراج بعض الأسر المنكوبة من غزة، بالتنسيق مع المسؤلين، وبيتم تقديم أوجه الدعم والمساعدات كافة، فى محاولة للتخفيف عن سكان القطاع.
ما هو دور مؤسسة "الأخوة الإنسانية" في دعم أهل غزة؟
المؤسسة كباقي المؤسسات التي تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية وفي مجال الإغاثة جمعت منذ بداية الحرب التبرعات وقدمت المساعدات لأهالي قطاع غزة، وذلك بعد الحصول علي التصريحات اللازمة، والأن نحاول مع الهلال الأحمر لتوصيل الأدوية والبطاطين والخيم؛ لمساعدة أهالينا في غزة، وبالتعاون مع المؤسسات الأخري نسعي من أجل إخراج بعض الأسر من غزة واستقبالها من أجل تقديم العلاج لها.
وماذا عن دور مؤسسة "الأخوة الإنسانية" بعد نهاية الحرب وفي مرحلة الإعمار؟
دور المؤسسة لن ينتهى مع نهاية الحرب التى نتمني أن تنتهي اليوم قبل غدًا، ولكن دورنا مستمر ومستعدين لعمل أي شئ لنقدمه لأهالينا في قطاع غزة؛ وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، ونحن نحاول بالإمكانيات المتاحة تقديم الدعم والمساعدة منذ بداية الحرب، وسيستمر ذلك حتى بعد انتهائها.
كيف يتم التنسيق بين الجهات لإيصال المساعدات إلي أهالي غزة في ظل تعنت الجانب الاسرائيلي؟
يتم ذلك من خلال التنسيق مع المؤسسات المصرية، مثل مؤسسة الهلال الأحمر، الذين قاموا بدور كبير وما زال متواصل حتى الآن، فضلًا عن باقي المؤسسات العاملة في مجال التضامن الاجتماعي ومجال الخدمة المجتمعية، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية من الطرف المصري ومن طرف قطاع أمن غزة، وكل ذلك بيتم بسرعة جدًا للوصول للقطاع بشكل سريع.
هل تخططون لإجراء أي فعاليات لدعم قطاع غزة؟
نعم بالفعل نخطط لإجراء حملة إعلانية كبيرة قبل شهر رمضان المبارك نعد فيها أكبر قدر ممكن من المساعدات لتقديمها لأهالي قطاع غزة.
حدثنا عن فكرة مطعم "فراتللو"؟
هو أحد المبادرات التي نفذتها مؤسسة الأخوة الإنسانية وتقوم فكرة المطعم على تقديم الدعم للأسر الأولي بالرعاية، واستقبالهم بالمطعم وتقديم الواجبات المختارة من جانبهم بكل حرية فلا نجبر أحد علي أكل معين، مع وجود فريق متطوع يقوم بخدمة المترددين على المطعم، ففكرة المطعم تقوم علي تقديم المساعدات للأسر المحتاجة مع التنسيق مع الجهات المختصة والمعنية، ومع وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذا للبروتوكول الذي تم توقيعه مع الوزارة حول هذا المشروع.
إذًا كيف يسير العمل داخل المطعم؟
نستقبل الأسر الأولى بالرعاية ونقدم لهم قائمة بالطعام بطريقة تحفظ كرامتهم وتشعرهم بالود وحسن الضيافة، ويقوم بذلك فريق متطوعين متدربين علي ذلك، وكل أسرة بيتم امدادها بكارت مسبوق الدفع من أهل الخير وذلك لتنفيذ فكرة التضامن بين القادر وغير القادر وفكرة حفظ كرامة الأسر التي تتلقى الخدمة، حيث أن رب الأسرة أمام أولاده بيدفع عن طريق الكارت وحاسس بنوع من الكرامة أمام أسرته، فالهدف من مبادرة مطاعم "الأخوة الإنسانية" هي أن نقوم بخدمة أهلنا بطريقة لائقة، واستقبالهم كضيوف أعزاء مكرمين.
هل يحق لغير القادرين دخول المطعم ولو بتكلفة؟
المطعم يقوم علي فكرة التضامن فالبتالي بما أننا مؤسسة غير هادفة للربح فهو مطعم مفتوح للجميع وأي شخص قادر يستطيع دخول المطعم وأختيار الطعام المناسب له بمبالغ بسيطة، وهذه المبالغ تساعدنا في شحن الكروت واستقبال عدد كبير من الأسر المحتاجة، ففكرة التضامن تقوم على أن القادر يساعد غير القادر من أجل الحصول علي الطعام بطريقة تحفظ كرامته، فنحن نقدم ذلك داخل الفرع الأول من سلسلة مطاعم "الأخوة الإنسانية" والأن بنعمل علي افتتاح أكثر من مطعم، بأكثر من منطقة سكنية، حتي نقدم خدمتنا بشكل أكبر.
من هم الشركاء فى هذه المشروعات الكبيرة؟
الشريك الأول والاساسي هي وزارة التضامن الإجتماعي والتي تمدنا بقائمة أسماء الأسر المستحقة لهذه الخدمة، وتساعدنا أيضًا في تقديم حوالي 5 ألآف أسرة مستهدفة بيتم تمويلهم من وزارة التضامن، وهناك هيئات أخرى تساعدنا في شحن الكروت للأسر غير القادرة.
التغذية حق للفقراء.. ما الذي يرتكز عليه فكرة المشروع؟
الفكرة هي عبارة "الأخوة الإنسانية" التى لا قيمة لها إلا إذا ترجمت لأفعال ملموسة، ففكرة المطعم هي فكرة تحويل مفهوم الأخوة الجميل إلي أفعال حقيقة ملموسة للأخوة، فالأسر غير القادرة وما أكثرها، نستقبلها في مكان لائق والذي تم إعدادة بطريقة جيدة مناسبة حتي نترجم مفهوم "الأخوة" من كلمة لفعل ملموس، وهذا هو التضامن بين الأشخاص والأخوة فيما بينهم، وهو ليس كرم منا علي الأسر الفقيرة، بل هذا حق لهم، ويقدم لهم بطريقة بها كرامة وتشعرهم بإنهم أخوة حقيقين وليس مجرد كلام.
وماذا عن شعور الناس بهذا المشروع الخيري؟
أجمل شعور.. حينما نري الابتسامة الحقيقة علي وجوه الأسر الذين لم يكن من المتخيل حصولهم علي هذه الخدمة الرائعة بطريقة بها ود وحفظ للكرامة.
وماذا يعني أسم "فراتللو" المسمى به المطعم الخاص بالمؤسسة؟
"الأخوة الإنسانية" هو أسم المؤسسة و"فراتللو" تعني الأخوة بالايطالية، لتعكس هذه الروح أن الأخوة هي الرابطة العالمية للإنسان، تذوب فيها الانتماءات الطبقية والدينية والسياسية، وهي تساعد على سد الفجوات المجتمعية، وتعاظم تكافؤ الفرص، وأن هذا العمل ينمي الإحساس بمسئولية المجتمع نحو الآخر، ويساهم في تعزيز فكرة أن التغذية الجيدة حق للفقراء، والمساهمة في كفالة هذه الحقوق هو واجب على الجميع، وبصفة خاصة على مؤسسات التمويل وعلى الفئات القادرة اقتصاديًا.
ماذا عن مشروعات المؤسسة القادمة؟
هناك مبادرة قومية نعمل عليها وهي مستشفي للأمومة والطفولة، وحصلنا على موافقة من رئيس الجمهورية بالبناء داخل العاصمة الإدارية الجديدة، وتحت إشراف علمي كامل لمستشفي "موبيني جوجو" التابعة للبابا الفاتيكان، وهي واحدة من أهم المستشفيات في أوروبا، المتخصصة بمجال الأطفال، والأمراض الوراثية، والنادرة وسوف يتم افتتاحها بعد عامين من الآن.
شارك الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، في افتتاح أول فرع لسلسلة مطاعم تابعة لمؤسسة (الأخوة الإنسانية المصرية) فى المعادي والمشهرة رسميًا في وزارة التضامن الاجتماعي، كما حضر الافتتاح كل من الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والأب يؤانس لحظي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية والسكرتير السابق لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة، والأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، والدكتور ثروت قادس رئيس اتحاد المصريين بألمانيا، والدكتور القس رفعت فكري الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وعدد من الشخصيات العامة ورجال الفكر والثقافة.