النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 06:08 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

أهداب حورانى الأسيرة الفلسطينيه المحرره في أول حوار: ”شعوري لا يوصف بالحرية.. وحياة المعتقلين بالسجون الإسرائيلية صعبة”

الأسيرة الفلسطينيه أهداب حورانى
الأسيرة الفلسطينيه أهداب حورانى

منذ أن بدات الحرب الغاشمه على قطاع غزه فى يوم 7 اكتوبر عام 2023، وقيام قوات الإحتلال الإسرائيلي بعمل مجزره في القطاع بقتل العديد من الأطفال والنساء والكبار، وقاموا أيضا بعمليات الإجتياح البري في قطاع غزه من أجل "رد الاعتبار" بعد إنتصارات طوفان الاقصى، وعليها قاموا بأسر الكثير من أطفال وشباب وسيدات فلسطين.

وكان "لجريدة النهار" الانفراد بالحوار مع إحدى الاسيرات التي تم الإفراج عنهم بعد عمليات طوفان الاقصى فى الهدنه الإنسانيه التى عمل عليها الجانب المصرى لتهدئه الأوضاع بفلسطين.

- نريد أن نتعرف عليكى؟
انا أسمى أهداب محمد حوراني.. أعمل فى إحدى المؤسسات الحكومية مع أولاد ذوي الاحتياجات الخاصة، وأقيم بمدينة حيفا

- متى تم اعتقالك وكيف؟
تم اعتقالي بشهر أكتوبر الماضى للمره الثانيه، أتوا إلى مكان عملى، ثم نادى عليّ المدير دخلت له وإذا بي أرى شرطي وشرطية قالوا لي إنني معتقله.

- ما هى التهمه اللى تم توجيهها لكى؟
اتهمونى انى احرض على الدولة الإسرائيلية ودعم منظمة إرهابية تقوم بقتل المدنيين بالمستوطنات.

وما هي الاسئلة التي وجِّهت لكم أثناء التحقيق؟
سألوني عن منشورات الفيس بوك التي كتبتها ومن بين هذه المنشورات منشور يتحدث عن أحداث ٧ اكتوبر مثل:
"عن صبح يوم من أيام الله تحملنا كتائب القسام إلى أعلى الفرح، توقظنا غزّة بصوتٍ يصدح من مآذن المقاومة: حيّ على التحرير .. حيّ على القتال .. حيّ على النصر"، ثم قالوا لي ماذا تقصدي بأن القسام تأخذك إلى أعلى الفرح، هل ما فعله حماس من قتل وخطف يفرحك؟


- وهل كان هناك تعذيب لكم، اثناء التحقيق ام لا؟
في التحقيق لم يكن هناك عنف ولكن في مركز التوقيف الشارون في مدينة نتانيا، كان هناك عنفًا كلاميًا وجسديًا، كما قاموا بتفتيشنا عرايا كل يوم وأخذوا منا الفرش والأغطية لننام على الارض دون شيء، ونتعرض للبصق والضرب وبعض الكلام الخارج لا أستطيع إعادته وكانوا يقولون لنا اذهبوا لغزة فهذه الارض لنا، ويهددوننا بأنهم سيرحلوننا لغزة، وكانوا يرشوا وجوهنا بماء المرحاض.

-كيف كانوا يعاملوا المعتقلين فى السجون؟
المعاملة سيئة جدًا، صادروا كل أغراض السجناء من ملابس وأكل، كنا داخل الزنزانة ٢٤ ساعة دون الخروج للساحة، كنا نخرج للاستحمام فقط وبعدها نعود، داخل الزنزانة قمع وضرب ومسيل الدموع ممنوع الاتصال بالأهل أو المحامي ومن يتكلم ويعترض يقومون بعزله.

- هل علمتى بإنتصارات طوفان الأقصى وانتى بالداخل؟
طبعًا وفرحت جدًا كنا نتابع الأخبار من راديو صغير تهريب وكنا حرصين ألا يكتشفوه وإلا سيصادرونه.


- ما اكتر المواقف التى اثرت عليكى داخل السجن الإسرائيلي؟
رؤية أشخاص كنت أسمع عنهم عبر وسائل الإعلام والميديا مثل: "إسراء جعابيص، عهد التميمي، حنان البرغوتي، أية الخطيب، هنادي الحلواني، خديجة خوي"، وأيضًا أثرت بي أسيرة اسمها خلود كانت نفاس ولدت ابنتها قبل اعتقالها بشهر وكانت نفسيتها جدًا سيئة.

-ما تعليقك على الهدنه التى تمت بين الجانبين؟
جدًا سعيدة بالهدنة وهذا لأن بعد الهدنه يتم بها صفقات وتحرر أسيرات قابعات في السجون تنتظر صفقة لتحررها من زنازين الاحتلال.

-هل كان الأهل يقومون بزيارته بين الحين والآخر ؟
الزيارات ممنوعة للأهل والمحامي، حتى الاتصالات ممنوعة كان عزلًا كاملًا عن العالم حتى ملابسًا لي لم يسمحوا بدخولها.


-هل كان هناك، تفاعل يومي بين المعتقلين، وتعاون وتفاهم، وشحذٌ للهمم، لبعضهم بعضاً، ام هناك مَللْ وقلق، وصراعات شخصية، وأنانية وخلافه؟
كان شحذ للهمم في أغلب الأوقات ولكن أيضًا كان مشاحنات وصراعات شخصية وهذا ناتج عن ملل وخنق بما أننا داخل الزنزانة طول اليوم دون الخروج منها.

- ماذا فعلت حينما علمتى بوجودك وسط المفرج عنهم؟
لم نكن نعلم بأسماء المفرج عنهم، كنا نعلم أن هنالك صفقة فقط، فالراديو لم يعلن الأسماء وخصوصًا أننا نعلم أن المحتل لا يدرج عرب الـ ٤٨ في الصفقات لأنه حسب قرار جنيف الـ ٤٨ هم شأن اسرائيلي وليس فلسطيني، حتى أتت الصفقة الرابعة أخرجوا بها فتيات من ٤٨ عندها علمنا أن الاحتلال كسر القاعدة ودخل الأمل في قلبي ولم أتوقف عن الدعاء، وكنت كل يوم أرتدي ثيابي وأنتظر أن ينادوا بأسمي، صفقات رجعت منهم خائبة حتى أنني للحظة فقدت الأمل بعد أن انتهت الصفقة السادسة ولم يدرج اسمي، حزنت قليلاً ولكن لم ايأس، ثم ذهبت أتابع الراديو أنتظر صفقة سابعة ولكن للأسف لم تكن هنالك صفقة، طول الليل أنتظر إعلان صفقة سابعة حتى طلع صباح الخميس ولم يكن أعلن عن صفقة، حزنت جدًا، ولكن في الساعة السابعة صباحًا تم الإعلان عن صفقة، كانت فرحتنا لا توصف ودعيت كثيرًا أن يكون اسمي فيها والحمد لله استجاب الله لدعائي وفعلًا تم خروجي في الصفقة السابعة.

- ما هو اول شى فعلتيه بعد خروجك من السجن؟
ذهبت إلى منزل عائلتى مسرعه، واحتضنت أسرنتى وتيضا قطتي، واتصلت بأحبابي وأصدقائي، لأنني على وقت كثير لم أتواصل مع أحد ولم أسمع صوت أحد.

موضوعات متعلقة