حكومة بايدن تبحث عن بلورة معالم ”اليوم التالي” بعد أنتهاء حرب غزة
تصاعدت حدة المواجهات بين جيش الإحتلال الإسرائيلي ومقاتلي حركة المقاومة" حماس "في قطاع غزة والضفة الغربية وذلك بعد ستين يوماً على بدء العدوان على قطاع غزة وإطلاق حماس عملية "طوفان الأقصى" والتى قامت إسرائيل بقصف مكثف وعملية برية وحشية على القطاع المحاصر مما أسفر عن أستشهاد أكثر من 16 الف فلسطينى معظمهم من الاطفال والنساء وفق بيانات الصحة الفلسطينية والمنظامات الأممية .
وكانت القوات الإحتلال الإسرائيلية قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية، أمس الثلاثاء، حيث شهدت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين.
فيما شهدت غزة أمس الثلاثاء يوماً من أشرس المعارك بين القوات الإحتلال الإسرائيلية وحركة "حماس" وصف بالثلاثاء الدامى ، في وقت بدأت تظهر بوضوح الخلافات بين الإسرائيليين والأميركيين والفلسطينيين بخصوص ما يُعرف بـ"اليوم التالي" لما بعد انتهاء الحرب .
وتواصل الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً على حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة للإسراع الى إنهاء الحرب في غضون أسابيع، ووضع حد للمماطلة للإقرار خطة واضحة المعالم لما سيحدث بعدها، في حين يستمر الإسرائيليون في الحديث عن "حرب طويلة الامد قد تستمر شهوراً".
ويبدو محور زيارة بدأها وفد أميركي برئاسة فيل جوردون، مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، إلى إسرائيل أمس، قبل انتقاله إلى رام الله تتكشف فى محاولة بلورة لمعالم "اليوم التالي" او "ماذا بعد " حيث تسعى إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أسابيع حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وضع تصور جدي لقطاع غزة ما بعد الحرب يضع في الحسبان عودة السلطة الفلسطينية بشكل أو بآخر إلى الحكم؛ بوصف ذلك بديلاً أفضل لحكم "حماس".
الامر الذى وجدتة الإدارة الأميركية بلا أجوبة لدى دولة الإحتلال تل أبيب ورام الله للأسئلة الكثيرة حول "اليوم التالي"، وإذا كان بعض الأهداف يتقاطع إلى حد ما بين واشنطن ورام الله وتل أبيب، فإنه عندما تأتي الأمور إلى الهدف النهائي يتضح أن كلاً منهم يبحث عن مآربه الشخصية. فواشنطن التدئة وفق أجندتها وهى سلطة فلسطينية "مدجنة منشّطة" تحكم الضفة وقطاع غزة، والسلطة تريد أن تحكم هي وفق اتفاق شامل يفضي إلى حل الدولتين، أما حكومة نتنياهو الحالية لا تريد حل الدولتين ولا الدولة الفلسطينية ولا السلطة الحالية ولا حتى سلطة متجددة، بل تريد أقتناص فلسطين بأكملها بحسب ما تكشف عنه تصريحات مسؤوليها أمس حيث قال بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء: "في مرحلة ما بعد حماس، غزة يجب أن تكون منزوعة السلاح".
وأضاف: "هناك قوة واحدة فقط يمكنها نزع سلاح غزة، هي الجيش الإسرائيلي.. ولا يمكن لأي قوة دولية أن تفعل ذلك".
وتابع: "رأينا ما حدث في أماكن أخرى، عندما جلبوا قوات دولية من أجل نزع سلاح قوة ما، وأنا لست مستعدا لأغمض عيني وأقبل بأي ترتيب آخر".
في غضون ذلك، شهدت محاور غزة يوماً من أشرس المعارك في العدوان على القطاع، فى ظل تقطع كافة السبل أمام المدنيين ليجدو ملاذ أمن من جانبها أعلنت "كتائب القسام"؛ الجناح العسكري لحركة "حماس"، في وقت سابق أمس الثلاثاء قصف بئر السبع في إسرائيل بعدد من الصواريخ رداً على المجازر بحق المدنيين في غزة.
ويأتي ذلك في ظل تطويق كامل لقوات الإحتلال منطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة وفق تصريحات رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي اللفتنانت هرتسي هاليفي.