علي هامش الاحتفالات بيوم تأسيس الاتحاد الافريقي
مصر تتصدي لكل قضايا القارة السمراء خاصة في التغير المناخي ووقف الحروب والصراعات
مصرواستضافت الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الأفريقى التابع للاتحاد الافريقي
تعتبر جمهورية مصر العربية من جيل الاباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية وقبلها ساهمت مصر وساندت جميع حركات التحرر الوطني الافريقي من نير الاستعمار الغربي البغيض بل ان من اهم اسباب العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 كان بسبب الدعم اللامحدود من القاهرة الي حركة التحرر الوطني الجزائراية بمنتهي القوة وهو ما دفع فرنسا الي مشاركة بريطانيا واسرائيل للعدوان علي مصر ويتزامن احتفال العالم بالذكرى السنوية الـ 60 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والتي أصبحت فيما بعد "الاتحاد الأفريقي"، ريادة مصرية للقارة الأفريقية بعد سنوات الهجر حيث نجحت الدولة المصرية خلال الـ 10 سنوات الماضية فى أن تعود لحضن محيطها الأفريقي وتسهم بفاعلية مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بها، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة، وذلك فى ضوء إدراك القيادة السياسية الواسعة لأهمية الامتداد الأفريقي لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المصري .
وفي يوم الـ 25 من شهر مايو عام 1963ما وقع قادة 30 دولة إفريقية من 32 دولة مستقلة ميثاق التأسيسي في أديس أبابا، إثيوبيا بمشاركة مصرية، ويرمز أيضا إلى روح التضامن الإفريقي وإحساس قادة وزعماء القارة بوحدة الهدف والمصير لإيجاد حلول إفريقية للتحديات التي تواجه القارة. وانضم تدريجيا 21 عضوا لتصل إلى ما مجموعه 53 دولة منذ إنشاء الاتحاد الأفريقي في عام 2002. وفي 9 يوليو 2011 أصبحت جنوب السودان العضو الرابع والخمسون في الاتحاد الأفريقي بحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد الأفريقي.
أما عن الأهداف الرئيسية لمنظمة الوحدة الأفريقية المنصوص عليه في ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية كانت تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية، تنسيق وتكثيف التعاون والجهود المبذولة لتحقيق حياة أفضل لشعوب أفريقيا؛ الحفاظ على السيادة والسلامة الإقليمية للدول الأعضاء تخليص القارة من الاستعمار والتمييز العنصري تعزيز التعاون الدولي في إطار الأمم المتحدة؛ ومواءمة سياسات الدول الأعضاء السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والرعاية الإجتماعية والعلمية والتقنية والدفاع وعملت منظمة الوحدة الأفريقية على أساس ميثاقها والمعاهدة المؤسسة للجماعة الإقتصادية الأفريقية (المعروفة باسم معاهدة أبوجا) عام 1991 وأجهزتها الرئيسية هي مؤتمر رؤساء الدول والحكومات، ومجلس الوزراء والأمانة العامة وكذلك لجنة الوساطة والتوفيق والتحكيم. اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لجنة الصحة للتربية والعلم والثقافة ولجنة الدفاع تم استبدال لجنة الوساطة والتوفيق والتحكيم بآلية منع النزاعات وإدارتها وتسويتها في عام 1993وخلال تسعينات القرن الماضي ناقش القادة ضرورة تعديل هياكل منظمة الوحدة الأفريقية لتعكس تحديات عالم متغير في عام 1999، أصدر رؤساء الدول والحكومات بمنظمة الوحدة الأفريقية إعلان سرت الذي يدعو إلى إنشاء اتحاد أفريقي جديد.
كانت الرؤية للإتحاد بناء على عمل منظمة الوحدة الأفريقية من خلال إنشاء الهيئة التي يمكن أن تسرع بعملية التكامل في أفريقيا، ودعم وتمكين الدول الأفريقية فى الاقتصاد العالمي ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة الجوانب التي تواجه القارة في المجموع تم عقد 4 اجتماعات للقمة في الفترة التي تسبق الإطلاق الرسمي للاتحاد الأفريقي ومنذ اللحظة الأولى لتأسيسها ساهمت الدولة المصرية في تأسيس هيكل الاتحاد الإفريقي، وبرز الدور المصري في الحفاظ على روح ميثاق المنظمة منذ أول قمة إفريقية استضافتها القاهرة في يوليو 1964 وأصبح تقارب الدولة المصرية مع إفريقيا في هذه المرحلة هو محور حركة سياستها الخارجية.
وكانت مصر أيضًا من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 من خلال تقديم الوفد المصري المشارك بقمة لومى عام 2000 – وهى القمة التأسيسية للاتحاد – طلبا لإدخال بعض التعديلات على مشروع الوثيقة كما قامت مصر بالتصديق على 20 اتفاقية في إطار الاتحاد دخلت منها 16 حيز النفاذ و2 حيز النفاذ مؤقتًا ووقعت مصر على 6 اتفاقيات على النحو التالي الميثاق الإفريقي للشباب.
وبالنسبة للميزانية تتحمل مصر بالإضافة إلى كل من جنوب إفريقيا والجزائر وليبيا و نيجيريا النسبة الأكبر في ميزانية الاتحاد الإفريقي و هي 15% من ميزانية الاتحاد، وساهمت عبر السنوات الماضية بمبادرات عديدة تضمن أمن وسلامة بلدان القارة وتحقق استقرارها وفى ذكرى تأسيس الاتحاد الأفريقي ينبغي أن تستوقفنا ريادة مصر السنوات الأخيرة على القارة من بوابة ترأسها للأتحاد الأفريقي فقد تكللت الجهود المصرية فى مسيرة العودة لحضن أفريقا بترأس الاتحاد الأفريقي لعام 2019، قبل أن تسلمه إلى جنوب أفريقيا فى فبراير 2020، وكانت مصر الدولة الثانية فى شمال إفريقيا التى ترأست الاتحاد بعد ليبيا التى تولت هى الأخرى رئاسته لعام 2009، نظرا لدور القاهرة المحوري إقليما وعالميا، وكانت المرة الأولى التى تتولى فيها مصر الاتحاد الأفريقى منذ نشأته عام ٢٠٠٢ باعتبارها احدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي، وهي الجهود التي قوبلت من الدول الأفريقية بالتقدير الذي انعكس بالمقابل في منح مصر والرئيس الثقة في إدارة والإشراف على الجهود القارية لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية.
وبخلاف ترأس الاتحاد الأفريقي، فقد كانت تطلعات وثقة البلدان الأفريقية فى مصر لمواجهة التحديات كبير ففي الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022 استضافت مصر "قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27" بمدينة شرم الشيخ من أجل وضع حلول بيئية لإنهاء معاناة الملايين من آثار التغير المناخى المتمثلة فى الجفاف والفيضانات والتى تؤدى بدورها إلى انتشار الجوع وظاهرة النزوح وذلك نظرا لأن أفريقيا كانت ولاتزال الضحية الكبرى للانبعاثات، فرغم مساهمتها بـ4% فقط من الانبعاثات الكربونية العالمية، فإنها تواجه آثار التغير المناخى التى تعيق جهود التنمية، لذا تضع مصر على رأس أولوياتها التحديات التى تواجهها القارة السمراء، وذلك تكريسا لاستراتيجية قيادة القارة والتحدث بلسانها فى المحافل الدولية.
ومن المناخ إلى الأموال فقد استضافة مصر أيضا الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي 2023 للمرة الثالثة فى 23 من مايو 2023 تحت شعار: «تعبئة تمويل القطاع الخاص من أجل المناخ والنمو الأخضر فى إفريقيا»، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية الشقيقة والمؤسسات الإقليمية المختلفة بالإضافة إلى عدد كبير من وزراء المالية ومحافظى البنوك المركزية وممثلى القطاع الخاص والأكاديميين وشركاء التنمية من الدول الأعضاء فى مجموعة بنك التنمية الإفريقى.