بالتزامن مع المعارك الشرسة لحسم السيطرة على باخموت
زيلنسكي يطرق أبواب أوروبا لتجديد دماء التحالف الغربى فى مواجهة روسيا
علي وقع بداية قوية للهجوم الاوكراني المضاد علي طول خط التماس والجبهة في الشرق الاوكراني والجنوب وفي جولة أوروبية، يجريها الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أملًا فى ترميم التحالف الداعم لبلاده فى الحرب الأوكرانية، وتجديد دماء الحشد الغربى فى مواجهة روسيا بعد ما يقرب من عام ونصف من القتال الدائر شرق بلاده، أملًا فى انتزاع المزيد من المساعدات العسكرية وبلورة حزم جديدة من العقوبات الأوروبية ضد الكرملين.
الجولة التى بدأها زيلينسكى بإيطاليا مرورًا بألمانيا وفرنسا، حرص خلالها الرئيس الأوكرانى على تأكيد حاجة بلاده للمزيد من العتاد العسكرى فضلًا عن تدريب تقنى عالى لكتائب ووحدات الجيش الأوكرانى للصمود فى مواجهة القوات الروسية ووصل الرئيس الأوكرانى مساء الأحد إلى قاعدة فيلاكوبلاى الجوية (جنوب غرب باريس) فى زيارة غير معلنة لفرنسا، وتأتى ضمن جولة أوروبية شملت إيطاليا وألمانيا حتى الآن.
وبعد أن استقبلته رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، التقى زيلينسكى بعد وصوله مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على عشاء عمل تخلله بحث "الحاجات الملحة لأوكرانيا على الصعيدين العسكرى والسياسي"، وفق ما أعلنته الرئاسة الفرنسية.
وعقب العشاء، قال بيان مشترك أن فرنسا "ستقوم فى الأسابيع المقبلة بتدريب العديد من الكتائب الأوكرانية وتجهيزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة من طراز "إيه إم إكس-10آر سي" (AMX-10RC) وأضاف أن باريس تركز أيضا "جهودها على دعم قدرات الدفاع الجوى الأوكرانية".
وكتب زيلينسكى على تويتر لدى وصوله "مع كل زيارة، تزداد قدرات أوكرانيا الدفاعية والهجومية. تتعزز الصلات مع أوروبا ويتكثف الضغط على روسيا"وهذه الزيارة هى الثانية للرئيس الأوكرانى منذ بداية الحرب الروسية العام الماضى، بعد اجتماعه مع ماكرون والمستشار الألمانى أولاف شولتز فى العاصمة الفرنسية فى فبراير الماضي.
وقبل وصوله إلى فرنسا، تسلم زيلينسكى فى مدينة آخن الألمانية الأحد جائزة تكريما لإسهامه فى تعزيز الوحدة الأوروبية، وهى الزيارة التى تأتى لتعزيز التقارب بين برلين وكييف بشكل واضح، بعد استياء أوكرانى ـ استمر شهورا من الحكومة الألمانية لمماطلتها فى تسليم أسلحة طلبتها كييف، بحسب وكالة الانباء الفرنسية وأشاد زيلينسكى بالدعم الذى تقدمه ألمانيا التى وصفها بـ"الصديق الحقيقي" و"الحليف الموثوق" بعد إعلانها تسليم كييف أسلحة جديدة بقيمة 2.7 مليار يورو لدعمها فى الهجوم المضاد الذى يُعد له ضد روسيا.
وأكد زيلينسكى أن بلاده لا تهاجم الأراضى الروسية، وقال -فى مؤتمر صحفى مشترك مع شولتز- "ليس لدينا الوقت ولا القوة للقيام بذلك، ولا نملك الأسلحة للقيام ذلك. نحن نعد لهجوم مضاد لتحرير الأراضى التى تم احتلالها بشكل غير شرعي".
وتوجه زيلينسكى إلى الفاتيكان حيث التقى البابا فرانسيس. وشكر زيلينسكى البابا لـ"الاهتمام الذى يبديه بمأساة ملايين الأوكرانيين"، وكتب عبر تلجرام: "إننى ممتن له للاهتمام الذى يبديه شخصيًا بمأساة ملايين الأوكرانيين"، لافتًا إلى أنه ناقش مع الحبر الأعظم مصير "عشرات آلاف الأطفال الذين تم ترحيلهم" من جانب روسيا، بحسب كييف.
وأضاف فى شأن هؤلاء الأطفال الذين تقدر كييف عددهم رسميًا بما لا يقل عن عشرين ألفًا: "علينا أن نبذل كل ما فى وسعنا لإعادتهم إلى بلادهم" وكذلك، أكد زيلينسكى أنه تطرق مع البابا إلى "صيغة السلام" المؤلفة من عشر نقاط والتى تروج لها كييف منذ أشهر عدة مقابل الرفض المتكرر الروسى لها. وقال: "اقترحت عليه الانضمام إلى تنفيذها" ودعم مبادرة مماثلة.
ميدانيا، قالت موسكو إن القوات الأوكرانية بذلت محاولات كبيرة لاختراق دفاعاتها فى مدينة باخموت، كما أعلنت مقتل قائدين عسكريين على الجبهة، وذلك مع استمرار تزايد الضغط على قواتها وذكرت وزارة الدفاع الروسية -فى بيان- أن أوكرانيا شنت هجمات على شمال المدينة وجنوبها خلال 24 ساعة الماضية، لكنها لم تنجح فى اختراق الدفاعات الروسية. وأضافت أنها صدت جميع هجمات وحدات القوات المسلحة الأوكرانية ولم يتمكن أى من الجانبين من السيطرة على باخموت بالكامل، رغم الحرب الطاحنة المستمرة منذ شهور التى كبدت كلًا منهما خسائر فادحة واعترفت موسكو الجمعة الماضى بأن قواتها تراجعت فى شمال المدينة وسط تكثيف للهجمات الأوكرانية، لكن كييف قللت من شأن تلميحات بأنها بدأت رسميا الهجوم المضاد الكبير الذى تخطط له منذ فترة طويلة.