النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 12:05 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في مفارقة اقتصادية فريدة من نوعها

الاثرياء الروس يزدادون ثراء بعد عام ونصف من حرب اوكرانيا وفرض عقوبات هي الاشد عالميا

صورة ديمتري ميدفيدف الرئيس الروسي السابق
صورة ديمتري ميدفيدف الرئيس الروسي السابق

  • العربي : اثرياء روسيا اليوم ينافسون اقرانهم في الدول الغربية رغم العقوبات القاسية

علي مر التاريخ والازمان لم تعرف البشرية عقوبات بنفس حجم وطريقة العقوبات الغربية التي فرضت علي روسيا الاتحادية في أعقاب العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا في 24 من فبراير شباط من العام الماضي تلك العقوبات والتي شملت 11 حزمة متنوعة وبهادة الخبراء والمراقبين حول العالم فأن شدة وقسوة العقوبات التي لم يشهد لها العالم مثيلا لا قديما ولا حديثا وهنا نلحظ مفارقة غريبة من نوعها علي الرغم من تشدد الولايات المتحدة وحلفائها في نوعية العقوبات بحيث تطال الضغط علي الرئيس بوتين لوقف الحرب بل والامل الامريكي في الحاق هزيمة استراتيجية بروسيا تمهيدا لتفكيك الاتحاد الروسي الي عدة دويلات وتحقيق احلام الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بتقزيم وتحطيم الاتحاد السوفيتي السابق ونزع سلاحه النووي والاسترتيجي .

يقول الدكتور انور العربي الخبير الاقتصادي انه بأعلان مجلة فوربس النسخة الروسية لعدد ابريل الماضي نلحظ ان اغني اغنياء روسيا اضافوا 1520 مليار دولار الي ثرواتهم خلال الشهور الستة عشر الماضيةبدعم من ارتفاع اسعار الموارد الطبيعية والتعافي المبكر من خسارة فادحة لحقت بهم بعد بدء الحرب الروسية في اوكرانيا مباشرة وشمل استعراض مجلة فوربس الروسية 11 مليارديرا في روسيا بزيادة 22 عن العام الماضي وان اجمالي ثرواتهم ارتفع الي 505 مليار دولار بعد ان كان 353 مليار دولار فقط وذلك حتي نهاية عام 2022 وكان من الممكن ان تطول القائمة لولا تخلي 5 من المليارديرات الكبار عن جنسياتهم الروسية .

وكان من نتائج التصنيف للعام الماضي 2022 شوهد تأثر كثير من المال والاعمال داخل روسيا بالتوقعات المثيرة للذعر بشأن الاقتصاد الروسي وان اجمالي ثروة المليارديرات الروس قبل الحرب في اوكرانيا وحتي نهاية عام 2021 قد تجاوزت 600 مليار دولار وفي اعقاب اندلاع الحرب في اوكرانيا وقيام الغرب بفرض عقوبات وصفت بأنها الاقسي والاشد والاصعب في التاريخ علي الاقتصاد الروسي واثرت تأثيرا كبيرا علي الاقتصاد الروسي وعلي اغنياء روسيا في محاولة غربية لمعاقبة بوتين علي غزو اوكرانيا .

واضاف العربي ان الرئيس بوتين كان قد اعلن مرارا وتكرارا ان الغرب يحاول تدمير روسيا وهاهي العقوبات الغربية تثبت فشلها المتعاقب حزمة وراء الاخري في تدمير الاوطان وبالفعل فشلت هذه العقوبات في تحقيق اهدافها والدليل ما زالت الالة العسكرية والنيران العسكرية الروسية قوية في الميدان لم تتأثر بل الذي تضرر ويحتاج الي عشر سنوات للتعويض هي مخازن السلاح الغربية التي اوشكت علي النفاذ وتحتاج مئات المليارات من الدولارات للتعويض بشهادة امريكا والدول الغربية نفسها ونجحت العقوبات الغربية

وبالفعل اثرت العقوبات الغربية علي روسيا حيث تحدثت تقارير اكتوبر 2022 وحدث انكماش للأقتصاد الروسي بواقع 2% تحت ضغط شديد من العقوبات الغربية القاسية لكن في المقابل عززت روسيا صادراتها من النفط والغاز والموارد الطبيعية الاخري الي الصين والهند والشرق والبرازيل وكان صندوق النقد الدولي قد رفع توقعاته للنمو الروسي في العام الجاري 2023 الي سبعة اعشار النقطة في المية وفي العام القادم 2024 الي واحد وثلاثة اعشار النقطة في المية ومن المتوقع ان يتضرر الاقتصاد الروسي بفعل نقص العمالة وخروج الشركات الغربية من السوق الروسية وهو ما اضر كثيرا الاقتصاد الروسي ويصف كثيرا من المليارديرات الروس العقوبات الامريكية الغربية ضد بلادهم بأنها اداة خرقاء وعنصرية وترقي الي جرائم ضد البشرية عموما وروسيا خصوصا .