اشتعال الحرب الاقتصادية بين اوكرانيا والحلفاء والقمح كلمة السر
- المناوي : المصالح الاقتصادية لبولندا والتشيك والمجر اهم من مصالح اوكرانيا نفسها
- نتوقع مزيدا من الضغط علي اوكرانيا للمسارعة في مسار السلام
في عالم السياسة والمصالح لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة فقط المصالح القومية هي الحاكم الفعلي لجل التفاعلات الدولية وهو ما يحدث اليوم علي ساحة العلاقات الاوكرانية الاوربية ومع اقرب الحلفاء الداعمين لها وهي بولندا وبداية القصة في اعقاب اتفاق صادرات الحبوب من البحر الاسود برعاية الامم المتحدة وبوساطة تركيا تحركت اوكرانيا الي تصدير جزءا كبيرا من انتاجها من الحبوب من خلال نقلها الي بولندا ومنها الي الي سائر انحاء القارة الاوربية وهو ما هندست له ونفذته المفوضية الاوربية فيما عرف بالاتفاق السباعي بين اوكرانيا من جهة وبولندا والتشيك وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا من الجهة الاخري برعاية ومباركة المفوضية الاوربية وذلك لتصريف وتسويق ملايين الاطنان من القمح والذرة والحبوب الاخري الي الاسواق الاوربية والعالمية وهنا بيت القصيد جاء الصدام لرخص سعر الحبوب الاوكرانية عن مثيلتها الاوربيةوهو ما جعل بولندا تفرض قيودا علي دخول منتجات الحبوب الاوكرانية الي اراضيها ووصل الامر الي استدعاء السفير البولندي في كييف والاحتجاج لديه علي التصرف من جانب الحكومة البولندية .
يقول الدكتور محمد المناوي استاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة ان التحالفات الاوربية عموما مبنية علي المصالح الاقتصادية فقط ولا يوجد عندهم انتماء اخلاقي او ثقافي او خلافه فقط عالم المال هم المتحكم الفعلي في شئونهم فقط وهو ما فعلته بولندا الحليف الاول لأوكرانيا وبالمناسبة متابعة الناس للأزمة الاوكرانية يلاحظ العامة ان بولندا هي المقصد والاملاذ الاول للفارين من اوكرانيا ووصلوا الي رقم 8 مليون لاجيء تقريبا وهي اكثر الدول الاوربية الاعضاء في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة في اغداق الاسلحة الي اوكرانيا وهنا مفارقة تاريخية فبولندا كانت في الماضي دولة محتلة لاوكرانيا والمطامع البولندية لا تخفي علي احد وهي لا تخفي رغبتها في ضم الاقاليم الغربية من اوكرانيا الي اراضيها وبولندا في نفس الوقت لا تخفي كراهيتها الشديدة للنفوذ الروسي في اوربا والبدايو مع روسيا بداءت في انهيار حلف وارسو الحلف السوفيتي للكتلة الشرقية ومقره في العاصمة البولندية وارسو 1993 وانضمامها سريعا الي حلف الاطلسي 1999 والي الاتحاد الاوربي 2004 ومن وقتها اتخذت بولندا مناصبة روسيا الاتحادية العداء ومع نشوب الحرب الروسية في اوكرانيا كان الموقف البولندي اكثر المواقف الاوربية تشددا وعداوة لروسيا وفتحت بولندا مخازن جيشها علي مصراعيه امام تسليح الجيش الاوكراني سواء اسلحة سوفيتية او اسلحة غربية حديثة في محاولة من بولندا لانزال هزيمة استراتيجية بموسكو .
ومع توقيع الشركة الاقتصادية بين اوكرانيا والاتحاد الاوربي والوعود الاوربية بضم اوكرانيا قريبا الي عضويته وفي اعقاب نشوب الصراع في اوكرانيا في العام الماضي كانت اوكرانيا قد اتفقت مع بولندا والتشيك والسلوفاك والمجر وبلغاريا ورومانيا برعاية ارسولا فوندرلاين رئيسة المفوضية الاوربية وهدفه اضاعة الفرصة علي موسكو في التحكم في صادرات الحبوب الاوكرانية من البحر الاسود من الموانيء الاوكرانية فقط بدخولها بريا الي داخل القارة الاوربية وتسويقها الي داخل اوربا واعادة شحنها الي الخارج عن طريق موانيء البلطيق وموانيء بلغاريا ورومانيا الي كافة انحاء العالم ومنذ شهرين فرضت اوكرانيا بعض القيود الهادفة الي حماية منتجات الحبوب البولندية بسبب المنافسة غير العادلة من جانب الاوكرانية رخيصة الثمن وانضمت الدول الاوربية الي فرض قيود علي صادرات الحبوب الاوكرانية لحماية منتجاتها الوطنية وما يهم الدول الاوربية مصالحها القومية فقط اولا واخيرا وليس جيوب زيلنسكي وحكومته .
واضاف المناوي ان زيارتي الرئيس الامريكي بايدن الي بولندا واوكرانيا وزيارة زيلنسكي الاخيرة الي بولندا ساهمتا في الغاء ووقف القيود البولندية ومن ورائها مجموعة السبع الاوربية في تسهيل صادرات الحبوب الاوكرانية وسرعان ما عاودت وارسو الكرة من جديد عندما وجدت ان صادراتها من الحبوب لا تقوي علي منافسة نظيرتها الالوكرانية رخيصة الثمن وهنا كشفت وارسو عن وجهها الحقيقي والذي يبحث عن مصلحتها الوطنية فقط وعلي الفور سارعت حكومة زيلنسكي في كييف بأستدعاء السفير البولندي لدي اوكرانيا والاحتجاج لديه علي خطوات بلاده المقيدة لحرية انتقال السلع من منتجات الحبوب الاوكرانية الي بلاده .
ونتوقع ان يفيق نظام كييف من الغيبوبة السياسية التي يعاني منها ويرضخ للتسوية السياسية ويتوقف عن ارسال المزيد من الجنود والشعب الاوكراني الي المحرقة علي الجبهة مع روسيا ولعل درس وقف الصادرات الاوكرانية الي بولندا تكون كاشفة لحالة النفاق الغربي الذي يخدع اوكرانيا واوصل غالبية سكان العالم خاصة العالم النامي الي حالة الفقر والفقر المدقع .