شعبان خليفة يكتب: الدور ليست قبورًا ولا حلبة مصارعة
مؤسفة ومؤلمة تلك الجرائم بين الأزواج التى يصل بعضها لجرائم قتل مركبة كجريمة قتل كهربائى السادس من أكتوبر لزوجته فى السوق طعنًا وطعن ابنته التى حاولت منعه ثم لحاق شقيق الزوجة بالزوج وقتله.. والنهاية أطراف تنتقل من الدور إلى القبور وأطراف أخرى إلى ظلام وضيق الزنازين، حيث يقضى هذا الطرف أو ذاك بقية عمره سجينًا.
لا والله ليست هذه حياة زوجية بل ليست حياة أصلًا، فالحياة كائنات تمارس وجودها وتجمل بوظائف الكائن الحى فيها أيامها بل كل لحظاتها، صمتها عبرة، ونطقها فكرة.. تعيش فى رحاب الحوار وظلال المودة والرحمة.. هكذا تعالج مشكلات الحياة ومشكلاتها الخاصة.
الكلمة الطيبة.. الابتسامة التى تفتح مغاليق القلوب.. اللين والرفق.. كلها حقوق متبادلة بين الطرفين.
عزيزى الزوج أنت لست رسول الله وهو من خاطبه رب العزة بقوله تعالى «ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك».
فما بالك لو كنت أنت فظًّا؟ لا شك سيتحول البيت إلى قطعة من جهنم!.. تعلَّم من سيدنا النبى فى بيته.. كيف كان يعامل من فى الدار الزوجات والأبناء ومن يعاونه فى الدار كأنس بن مالك، رضى الله عنه، الذى قضى عشرات السنوات فى صحبة الحبيب، فما ضرب ولا شتم ولا قال له لعمل فعله لماذا فعلته ولا شىء لم يفعله لماذا لم تفعله، بل بالخلق العظيم أدار كل شىء وبنى أمة سادت الشرق والغرب قرونًا طويلة وما سقطت إلا حين خالفت وقصرت فى أمره صلى الله عليه وسلم.
عزيزتى الزوجة لست أفضل من أمهات المؤمنين اللاتى خاطبهن الله عز وجل حين أغضبن رسول الله بقوله "عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا".
الأعزاء أزواجًا وزوجات الحوار يلزمه من الطرفين سعة الصدر وحسن الاستماع وعدم الاستعلاء وتجنب آفة الاستهزاء والتحلى بالصبر والتسامح والعفو وإدراك أن الحوار هو الأصل، والصمت يحيل الدور لقبور، ولذا كان لزامًا أن نتعلم ونعمل ونتأدب بالأخلاق التى أمر الله وبها والتى تديم العِشرةَ وتجعلها أحلى، ولتكن السكين فى مكانها بالمطبخ حتى تستقيم الحياة.