النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:36 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

علي وقع اشتعال الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

حملة دولية تقودها الولايات المتحدة ومفادها.. الصين ”ليست دولة نامية”

الرئيس الامريكي بايدن
الرئيس الامريكي بايدن

"لقب لم يعد يصلح للصين".. بهذا يعلق خبراء في العلاقات الدولية بشأن تمسك الصين بتصنيفها كـ"دولة نامية"، في حين تسعى الولايات المتحدة بكل قوة لتجريدها من اللقب، وإدراجها ضمن "الدول المتقدمة".

هذا السعي الأميركي، ليس هدفه رفع شأن الصين بتصنيفها "دولة متقدمة"، ولكن لأسباب تتعلق بالمنافسات بين البلدين، والمزايا التي تكسبها الصين من وراء احتفاظها بلقب "دولة نامية" كما يوضح خبيران .

يوم الإثنين الماضي وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون يلزم الإدارة الأميركية بالعمل على إزالة صفة "دولة نامية" عن الصين في داخل المنظمات والاتفاقيات الدولية التي تكون واشنطن طرفا فيها؛ وذلك لأن هذه الصفة تعطي الصين "معاملة تفضيلية" على حساب الولايات المتحدة في بعض الملفات.
ما معنى دولة نامية؟

هي الدول التي يصنف دخلها بالمتدني، وتحتل مرتبة منخفضة في مؤشر التنمية البشرية ولكنها في الوقت ذاته تكافح لتحسين مستوى المعيشة، وتحقيق معدلات نمو عالية والبنك الدولي الذي أطلق هذا المصلح يمنح مزايا مالية للدول المصنفة كنامية للارتقاء بمستوى معيشتها، مثل تقليل التزاماتها في أعباء مهام المنظمات الدولية والمساعدات وما شابه.
لماذا الصين دولة نامية؟

رغم أن الصين هي ثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، لكن وفق مؤسسات مالية توجد أسباب جعلتها حتى اللحظة داخل تصنيف الدول النامية من خلال عدم توازن التنمية، والفجوة بين الحضر والريف، حيث تبلغ نسبة الحضر 58 بالمئة، مقارنة مع 80 بالمئة في البلدان المتقدمة.
التنمية غير كافية ودخل الفرد لا يزال أقل من المتوسط العالمي.
النموذج الأصلي للتنمية غير مستدام، يحتاج إلى ترقيته، والصين مطالبة بتقديم أرقام حقيقية عن معدلات التنمية.
ما زال هناك 30 مليون فرد تحت خط الفقر، وأكثر من 80 مليون معاق، وأكثر من 200 مليون مسن يحتاجون للرعاية، و15 مليون فرد يحتاجون لفرص عمل جديدة سنويا.

يقول الخبير في الشؤون الدولية جاسر مطر ان هناك أمثلة على أسباب تذمر واشنطن من تصنيف الصين على أنها دولة نامية، ولماذا تسعى حثيثا لتصنيفها بالمتقدمة:

تصنيف الصين كدولة نامية أو ذات دخل منخفض يعطي لها مميزات مالية واقتصادية أثناء توقيع المعاهدات أو انضمامها إلى أي منظمة.
ففي قضية المناخ مثلا، ورغم أن الصين من أكثر الدول الصناعية تسببا في تلويث الهواء وتسبب أزمة المناخ، إلا أنه حين تم وضع إطار لتأسيس صندوق لتعويض الدول الفقيرة والنامية المتضررة من تغير المناخ، تحملت الدول المتقدمة العبء الأكبر، وتجنبت الصين إلزامها بدفع تعويضات كبيرة على أساس أنها "دولة نامية ذات دخل منخفض".
وهكذا، فرغم أن مصطلح "دولة نامية" غير رسمي، إلا أنه عند فرض التزامات في الاتفاقيات الدولية تقل على حاملي اللقب الالتزامات، خاصة المادية.
"لم يعد يصلح للصين"

"الصين ليست دولة نامية" والصين الآن دولة ذات دخل مرتفع، وتتمتع بطاقة بشرية وصناعية كبيرة، وهناك إنجاز واضح في الارتقاء بمستوى معيشة الفرد.
كل هذا بالفعل يؤكد أنه من المفترض تجريد الصين من لقب دولة نامية؛ كي تعامل معاملة الدولة المتقدمة التي عليها التزامات وواجبات يجب أن تقوم بها تجاه الدول النامية.
استمرار تصنيف الصين على إنها نامية يعفيها من التزامات اقتصادية وتنموية وبيئية وسياسية، ويعطيها أفضلية أحيانا على الولايات المتحدة في كثير من الملفات.

موضوعات متعلقة