مِن أجل مَن يُقتل الجندي الأوكراني ؟
اشتعلت الحرب الأوكرانية علي حدود الدولة الروسية فبراير عام 2022 ولم تتحرك موسكو إلي الحرب بل جاءت إليها حسبما يري الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" وقد حاول التشاور مع رئيس الوزراء البريطاني السابق "بوريس جونسون" حول تقديم النصيحة للرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي " بالتراجع عن القرار المتهور بدخول حلف الناتو العسكري .
لكن خرج مؤخرا "جونسون" الذي حاول العودة للمشهد السياسي البريطاني في ظل تراجع شعبية الملياردير الهندي "ريتشي سوناك " بعد ارتفاع اسعار الطاقة والطعام وقيام البريطانيون باضرابات واسعة في "الكريسماس" الماضي ليقول جونسون : إنه قد حصل علي تهديد من الرئيس الروسي بوتين بوصول الصواريخ الروسية العابرة للقارات في أي وقت في حالة دخول أوكرانيا حلف الناتو العسكري .
وتستمر الحرب الأوكرانية لعامها الثاني علي التوالي و المستفيد من ورائها بائعي السلاح ومصنعيه بالإضافة لشركات النفط الأمريكية التي استغلت انقطاع امدادات الغاز الروسي إلي أوروبا بأعمال تخريبية غير معلومة حتي نهاية التحقيقات الدولية فقد استطاعت شركات النفط الأمريكية تحقيق مكاسب هائلة من بيع الطاقة بسعر مُضاعف .
وهو ما رفضه الساسة والدبلوماسيون الأوربيون وأعلنوا بإن الولايات المتحدة لا تراعي مصالح أصدقائها وهو ما جعل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" يفكر في إنشاء حلف عسكري أوروبي جديد بعيد عن حلف الناتو الذي يُدار بواسطة الولايات المتحدة كما يري ماكرون .
وخلال تطور الحرب الأوكرانية الروسية قُتل حتي الآن 100 ألف جندي أوكراني بالحرب طبقا للتقديرات النرويجية للحرب بالرغم من إرسال أوروبا والولايات المتحدة ومختلف دول العالم سيلا من المساعدات المادية والعسكرية أحيانا وتستمر الخسائر .
لأن حقيقة الأمر هو تواجد فساد مالي في تلك المساعدات من جانب السلطة الأوكرانية الحالية وعدم وصولها للمستخدم الحقيقي وهو ما أصبحت تُحذر منه الولايات المتحدة ومختلف الدول الأوروبية وهو ما أكده المستشار السابق "أوليج سوسكين" للرئاسة الأوكرانية .
فقد أكد سوسكين عدم توافر "كسرة الخبز" للشعب الأوكراني وذهاب المليارات الضخمة إلي أماكن مجهولة لشخصيات في الحكومة الأوكرانية فضلا عن الاستقالات الواسعة من أعضاء الحكومة ورجال الجيش الأوكراني الرافضين لما يُرتكب من جُرم في حق الشعب الأوكراني .
ليخرج سكرتير الأمن القومي الأوكراني "أليكسي دانيلوف" ليعلن مقتل الجنود الأوكرانيين دفاعا عن دول حلف الناتو العسكري ويطالبهم بضرورة المساعدة لأوكرانيا .
بينما تحاول بكين في الفترة الأخيرة رفع "غُصن الزيتون" لإنهاء الحرب الشعواء التي سببت أزمات اقتصادية كبري لمختلف دول العالم وزيادة في نسب التضخم الذي يُنذر بركود اقتصادي مُرعب .
وقد ظهر ذلك جليا في احتمالية تعثُر الولايات المتحدة في دفع أقساط ديونها كما حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" بعد بلوغ الديون الأمريكية 31تريليون و500 مليارات دولار واستقالة رئيس البنك الدولي "ديفيد مالباس" من منصبه لخطورة الوضع الاقتصادي العالمي جراء الحرب الروسية الأوكرانية .
ويستمر سجال الحرب الأوكرانية الروسية التي يتوقع بها بعض الرؤية الإعلامية في المجتمع الأوروبي ضرورة استبدال زيلينسكي من السلطة الأوكرانية برئيس الأركان الأوكراني "فاليري زالوجني " الذي سيقبل التفاوض سريعا مع الجانب الروسي لإنهاء الحرب التي حذر منها عراب السياسة الأمريكية "هنري كيسنجر" من تحولها إلي حرب عالمية ثالثة في حالة هزيمة روسيا .