تركيا تستعد للانتخابات وخيارات صعبةأعادت ميرال أكشنر لتحالف المعارضة
ونحن علي مشارف اسابيع قليلة تفصلنا عن اجراء الانتخابات الرئاسية التركيةو بعيدا عن الأسباب المُعلنة لعودة رئيسة حزب الخير التركي، ميرال أكشنر، إلى تحالف المعارضة السداسي بعد انسحابها منه، يقدّم محللون سياسيون أتراك خلفيات أخرى دفعتها للعودة، منها الخشية من تفسخ حزبها وضيق الفرص المتاحة قبل انتخابات الرئاسة.
تمكن تحالف الأمة المعارض في تركيا، من جمع شتاته بالاتفاق على ترشيح كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، لرئاسة البلاد في الانتخابات المقررة مايو المقبل، بعد عودة ميرال أكشنر في اللحظات الأخيرة إلى طاولة المفاوضات عقب الإعلان، قالت أكشنر إن تحالف الأمة سيسطر تاريخا جديدا للبلاد من خلال الفوز في الانتخابات، وإعادة النظام البرلماني المعزز مرة أخرى.
تشير بذلك إلى النظام السياسي الذي كان يحكم تركيا منذ عام 1923 حتى إعلان النظام الرئاسي عام 2017، تمهيدا لانتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا عام 2018.
جاءت تصريحات ميرال بعد انسحاب حزبها من التحالف السداسي لاعتراضها على ترشيح كليتشدار أوغلو، ثم عاد للتحالف بعد اتفاق قضى بترشيح منصور يافاش عمدة أنقرة، وأكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول، نائبين لرئيس الجمهورية حال فوز المعارضة.
المحلل السياسي التركي تورغوت أوغلو، يحدد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسبابا أخرى أرغمت رئيسة حزب الخير للعودة للتحالف المعارض، منها:
غضب القاعدة الشعبية لحزب الخير من قرارها بالانسحاب، وكذلك غضب كوادره، خاصة الأكاديميين الذين عادوا من الخارج للمشاركة في الحياة السياسية.
قرار الانسحاب كان سيصب في مصلحة حزب العدالة والتنمية الحاكم، ويزيد من كتلته البرلمانية.
دخول تحالف المعارضة موحدين في الانتخابات قد يؤمن لهم الفوز.
جزء صغير من كوادر حزب الخير ينتمون إلى "الدولة العميقة"، وهم من كانوا خلف انسحاب رئيسته من الطاولة، ويبدو أنهم أعادوا التفكير.
حزب الخير هو ثاني أكبر حزب في التكتل المعارض المؤلف من 6 أحزاب هي: حزب الشعب الجمهوري بقيادة كليتشدار أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباحان، والحزب الديمقراطي بقيادة جولتكين أويسال، وحزب السعادة بقيادة تميل كارامولا أوغلو، وحزب المستقبل بقيادة أحمد داوود أوغلو، إضافة لحزب الخيروجاءاتفاق "الشرط الواحد" ينقذ معارضي أردوغان من الانقسام
الغضب الذي يسير إليه تورغوت أوغلو في صفوف حزب الخير تُرجم بانسحاب بعض أعضائه، خاصة ممن كانوا في حزب الشعب الجمهوري وانتقلوا إلى "الخير" في الانتخابات البلدية لتكوين مجلس الحزب في بلدية أنقرة، وقرروا الآن العودة لحزبهم القديم.
كما أعلن الوزير السابق إبراهيم يشار ديديلك، استقالته وزوجته وابنته من عضوية حزب الخير في ولاية إسكي شهير.
وصل عدد الاستقالات إلى ألف في منطقة كيتشوران في أنقرة، وساد الترقب بشأن انتقال حملة الاستقالات لبلديات أخرى، وحتى البرلمان، حيث كانت مجموعة من حزب الشعب الجمهوري وعددها 15 انتقلت إلى حزب الخير لتمكينه من تشكيل مجموعة برلمانية يستطيع بها المشاركة في انتخابات 2018.
ومن جانبه اعتبرالكاتب أحمد هاكان في تقرير عبر صحيفة "حرييت"، يلفت إلى الخيارات التي كانت متاحة أمام ميرال أكشنر قبل عودتها للتحالف، والتي يبدو أن أكثرها لم يكن مناسبا لضيق الوقت قبل الانتخابات، وهي:
تشكيل تحالف جديد مع أحزاب غير موجودة في تحالفات.
الاستقالة من رئاسة الحزب، والاندماج مع حزب الحركة القومية بعد الانتخابات مباشرة.
العودة إلى الطاولة السداسية، وهو ما جرى بعد الوصول إلى تفاهمات.