وزير الخارجية الأمريكي : يدعوا إلي عودة المُعاهدة النووية مع موسكو
توترت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخرا بسبب النزاع الروسي الأوكراني الذي استمر لعامه الثاني علي التوالي وكانت زيارة الرئيس الأمريكي "جوبايدن" إلي كييف علي متن "طائرة يوم القيامة" عبر بولندا معبرة عن الإستراتيجية الأمريكية في إدارة ملف النزاع الأوكراني ومؤكدة علي وصول الأسلحة الأمريكية المتطورة إلي أوكرانيا من دبابات "أبرامز" ومنظومة صواريخ "الباتريوت" .
كما تحركت واشنطن من أجل بسط النفوذ السياسي العالمي في لحظات حرجة يعيشها "احتضار العالم القديم " الذي عهدته مختلف دول العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 .
وأُسست منظمة الأمم المتحدة عقب نهاية تلك الحرب لحفظ الأمن والسلم الدوليين في العالم "المنكوب" الذي خاض حربين عالميتين وحلت خلال تلك الأحداث الدامية "عُصبة الأمم " لفشلها في تفادي وقوع النزاع العالمي وعدم القدرة علي نزع السلاح بين الدول المُتنازعة ولذلك ظهرت مُنظمتنا الأممية الجديدة وبها أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي وهم خمسة عشر عضوا خمسة منهم دائمين وهم "الولايات المتحدة-بريطانيا-روسيا-فرنسا-الصين" ولهم حق الفيتو في نقض أي قرار بالإجماع من دول أعضاء المنظمة البالغ عددها 193 دولة والدول الدائمة في مجلس الأمن هي التي انتصرت وصعدت فوق "حُطام" الحرب العالمية الثانية .
وقد تضاربت الأحاديث في بداية العملية العسكرية الروسية فبراير عام 2022 عن التلويح بعزل روسيا من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالكامل وتناثرت تلك الأفكار من قبل أوكرانيا و الولايات المتحدة بحجة النزاع العسكري .
لكن العجيب هو التنسيق بين بعض الشخصيات في مجلس "العموم البريطاني" أي البرلمان الإنجليزي مع شخصيات سياسية بارزة في "الكونجرس" الأمريكي من أجل عزل روسيا من الأمم المتحدة وكان الردي الروسي وقتها واضح تمامةً بإنه في حالة عزل روسيا لن تبقي منظمة الأمم المتحدة التي تواجه شبح عُصبة الأمم بسبب النزاع الأوكراني الروسي .
وبسبب مُساندة الولايات المتحدة بكل طاقتها وقدراتها الهائلة العسكرية والمادية لأوكرانيا قرر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين " الثلاثاء الماضي تعليق العمل بمُعاهدة "نيوستارت" مع الولايات المتحدة الموقعة عام 2010 للحد من انتشار الأسلحة النووية بين الجانبين استعدادا للقادم .
ومن خلال كلمات القيادة الروسية تجد إستراتيجية الدب الروسي واضحة لرفض فكرة "الهزيمة" بالحرب الأوكرانية وقد صرح أكثر من مرة الرئيس الروسي بوتين باسترجاع ذكرياته حول شبح الحرب العالمية الثانية ووفاة شقيقه الأكبر مُختنقا أثناء حصار مدينة "لينينجراد" من قبل القوات الألمانية تحت قيادة "هتلر" وعرف مكان رفات شقيقه بعدما صار ضابط بالكي جي بي .
وقال في تصريحات أخري رئيس روسيا السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي "دميتري ميدفيديف" : إن هزيمة دولة نووية في حرب تقليدية قد يجعلها تستخدم سلاح غير تقليدي كما قال في مناسبة أخري بإن الغبار النووي قد يغطي السماء لقرون قادمة!
ونعود للمشهد المُتأزم سياسيا بين قوتين نوويتين وهما موسكو وواشنطن وقد حاولت بكين الدخول علي خط الأزمة الأوكرانية وإنهائها من خلال عقد مفاوضات سلام أساسها احترام سيادة الدول كاملةً بواسطة "وانج يي" وزير الخارجية الصيني السابق وكان يمكن للتنين الصين في ذلك الموقف الحرج العالمي إذا نجح في تحجيمه وإنهائه أن يصبح مؤثرا عالميا في فض النزاعات الدولية وهو الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة وترفض منازعة الصين لمكانتها الدولية .
ولذلك وقعت المناواشات الاقتصادية والعسكرية بين بكين وواشنطن والتي انتهت بمحاولة واشنطن استفزاز الصين من خلال دعم تايوان والفلبين علي الحدود الجنوبية لبحر الصين وردت الصين باختراق الأجواء الأمريكية من ناحيتها الغربية فوق ولاية مونتانا بواسطة المنطاد الصيني الذي التقط صور حساسة للصواريخ النووية الأمريكية المدفونة تحت الأرض .
وتجري حاليا اجتماعات قمة العشرين الدولية بالهند واستقبل وزير الخارجية الهندي "سوبرامانيام جاشيانكار" كلا من وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" ووزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن " الذين يجذبون أنظار العالم الذي يمر بوقت دقيق للغاية بعد وقف العمل بالمُعاهدة النووية .
لتجتمع الدبلوماسية الروسية مع الأمريكية بلقاء بين لافروف وبلينكن ويدعوا فيه وزير الخارجية الأمريكي إلي عودة المعاهدة النووية "نيوستارت" بين الولايات المتحدة وروسيا وإن واشنطن مستعدة للتعاون من أجل الحد من انتشار الأسلحة النووية .