عالم أزهرى لـ ”النهار: ”الوشم الذي ينصح به الأطباء ”جائز” بشرط عدم المبالغة بتزيينه وتجميله”
قد يبدو موضوع الأوشام والإقبال عليها أكثر وضوحًا في المجتمعات الغربية، ولكن لا يمكننا الإنكار أنّ موضوع الوشم أصبح أكثر شعبية في بلادنا العربية هذه الأيام، صحيح أنّ وشم رمز أو صورة على أحد مناطق الجسم يبدو غير مألوفٍ، لكن تتخذ استخدامات الوشم مناحي أُخرى في منطقتنا العربية كما تعرفنا في هذا التقرير، ولكن أنت من سيحدد أيهما ستكون.
قال الشيخ كمال الدين حسين، وكيل أول معهد العبور الأزهري؛ أن الوشم الذي نصحك به الطبيب "جائز" لا بأس به بشرط عدم المبالغة بتزيينه وتجميله، بل تكتفي بما يحقق إزالة العيب فقط، والله أعلم. وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تعالى، مَا لِي لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النبيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"، رواه البخاري
ويوضح أن الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله تعالى قال: "يجب أن نعلم الفرق بين ما اتخذ للزينة والتجميل وما اتخذ لإزالة العيب، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أذن للصحابي الذي قطع أنفه أن يركب عليه أنفًا من ذهب لإزالة العيب الحاصل بقطع الأنف (ولعن الواشرة والمستوشرة) وهي التي تبرد أسنانها بالمبرد لتكون متفلجة أو نحو ذلك، لكن لو فرض أن في صف الأسنان اختلافًا بعضها بارز وبعضها داخل على وجه يشوه منظر الأسنان فلا بأس باتخاذ شيء يجعلها متراصة متساوية.. وبناء على هذا، فإذا كان الوشم للمداواة أو كان سترًا لعيب يؤذي الإنسان- كما في حالتك- فهو جائز وليس بمحرم.
ويتابع الشيخ كمال الدين إنه قد سُئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال: أنا فتاة مبتلاة بمرض البهاق الذي شوه مناطق كثيرة من بدني، وقد كنت أستخدم بعض المكياج والكريمات لإخفاء المناطق الظاهرة، وذلك لعدم احتمالي لنظرات الناس إليّ لشدة حساسيتي من هذا الموضوع ولما يسببه ذلك لي من ضغوط نفسية هائلة انعكست على حياتي الاجتماعية فأصبحت كثيرة الانطواء حتى عن أهلي خاصة عندما كبرت وأصبحت في سن الزواج 22 سنة، والآن سمعت خبرًا أعاد لي شيئًا من الأمل وهو وجود مكياج يُخفي آثار البهاق من مناطق المواجهة الظاهرة ويبقى لفترات طويلة تصل إلى سنوات ثم يزول بعد ذلك وتعيد وضعه مرة أخرى؛ وسؤالي: هل هذا المكياج محرم ويعتبر مثل الوشم، خاصة أنه يقال لا بد من استعمال أجهزة خاصة لإدخاله في الجلد؟ وجزاكم الله خيرًا. فأجابوا: "هذه العملية داخلة في عمليات التجميل، والظاهر أن هذه العملية داخلة في التجميل المباح، لأنها ليست طلبًا لزيادة الجمال، وإنما هي لإعادة الأمر إلى أصل خلقته، وليست من الوشم، لأن الوشم ليس إزالة عيب، بل زيادة في التجميل، وكون العملية تجري بأجهزة غير مؤثر في الحُكم ما لم يكن في ذلك ضرر أو أمر محرم آخر. والله أعلم".