خبراء الأرصاد يحذرون: شتاء 2023 يأتي مع تقلبات جوية عنيفة
توقع عدد من خبراء الأرصاد الجوية ارتفاعا طفيفا في متوسط درجات الحرارة، ما يجعله شتاء دافئا، مع احتمالية التعرض لعنف ظواهر جوية طوال موسم الشتاء.
قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للأرصاد الجوية المصرية، إن درجات الحرارة المسجلة في فصل الخريف 2022 ترتفع عن المعدلات الطبيعية في حدود درجة إلى درجتين مئوية، معتبرة أن هذا الارتفاع ليس كبيرًا.
وعن تأخر شعور المصريين بفصل الشتاء، أوضحت "غانم" أننا ما زلنا في فصل الخريف، فيما يبدأ فصل الشتاء فعليًا في 21 ديسمبر الجاري، معتبرة أن "الدفء والارتفاع النسبي في حرارة الجو أمر شائع في هذا التوقيت من العام".
وعن مدى تأثير التغيرات المناخية على طقس الشتاء في مصر، قالت "غانم": "من المتوقع أن نشهد عنف ظواهر جوية في شتاء 2023، وهذا العنف لن يكون في عدد مرات حدوث التقلبات الجوية، ولكن في حدة الظواهر الجوية المصاحبة، مثل البرد القارس والأمطار الغزيرة وتساقط حبات البرد".
وأضافت غانم أنه خلال السنوات الخمس الماضية، شهدت مصر عنف ظواهر جوية خلال فصل الشتاء لم تكن مألوفة في السابق، حيث شهدنا هطول أمطار غزيرة على المدن الساحلية، وباتت رؤية حبات البرد وهي تغطي شوارع المدن الساحلية أمرًا مألوفًا بين المواطنين، وهذا راجع للتغيرات المناخية بكل تأكيد".
وعن مدى دقة التوقعات الموسمية أوضحت مسؤولة الأرصاد أن التوقعات الفصلية تتراوح دقتها بين 15 و20%، وبسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم وتزايد حدتها مؤخرًا لا تستطيع أدوات الرصد المناخي الوصول إلى أبعد من ذلك، خاصة فيما يتعلق بالتوقعات الفصلية، التي ترصد 3 أشهر قادمة".
واتفق الدكتور وحيد سعودي، الخبير في الأرصاد الجوية، في مدى دقة التوقعات الموسمية، قائلًا: "بدايةً، نحن لم نصل بعد لفصل الشتاء الذي يبدأ رسميًا في 21 ديسمبر الجاري، وأي توقعات الآن لن تصيب الدقة، لأن التوقعات الموسمية أو الفصلية لحالة الطقس لا تتعدى دقتها نسبة 20%".
وأضاف سعودي: "بشكل عام تشهد جمهورية مصر العربية خلال فصل الشتاء ظواهر جوية تتراوح بين هطول الأمطار خاصة على السواحل الشمالية، مع الشعور ببرودة الجو نهارًا، الذي يتحول إلى شديد البرودة ليلًا، وتتعرض سواحل البحر الأحمر ومرتفعات جنوب سيناء والصحراء الشرقية إلى أمطار غزيرة، قد تصل إلى سيول، وهذه ظواهر جوية مألوفة في شتاء مصر".
ويرى سعودي أن "التغيرات المناخية لم تؤثر على ظواهر فصل الشتاء في مصر، مرجعا الظواهر التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة مثل هطول الأمطار الغزيرة وسقوط حبات البرد- إلى منظومة التوزيعات الضغطية والمنخفضات الجوية بطبقات الجو العليا.
وتابع: أما التغيرات المناخية فيظهر تأثيرها بشكل ملحوظ في فصل الصيف، وتؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد في القطبين".
وعن افتراض تحرك موعد الفصول، قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن موعد بدء الشتاء في نصف الكرة الشمالي يكون 21 ديسمبر، وهذه مواعيد مدار السرطان، وتقابلها مواعيد أخرى لمدار الجدي في النصف الجنوبي.
وأضاف القاضي أن الحديث عن تحرك الفصول غير دقيق، لأن حركة الفصول مثل بندول الساعة، حركة ترددية ذهابًا وإيابًا، فقد يتحرك فصل الشتاء ليأتي مبكرًا أو متأخرا يومًا أو يومين بالكثير، لكنه لن يتحرك شهورًا.