رفض نوبل وانتقد حادث دنشواى.. 72 عامًا على رحيل جورج برنارد شو
تمر اليوم الذكرى الـ72 على رحيل الفيلسوف والأديب الأيرلندى الشهير جورج برنارد شو، إذ رحل فى 2 نوفمبر عام 1950، وهو مؤلف أيرلندى شهير، يعد من أشهر الكتاب المسرحيين فى العالم وأحد مفكرى ومؤسسى الاشتراكية الفابية، ألف ما يزيد عن 60 مسرحية أثناء حياته.
ولد جورج برنارد شو فى 26 يوليو عام 1856 فى دبلن، إيرلندا، انتقل عام 1876 إلى لندن، حيث مارس الكتابة بانتظام، لكنّه عانى متاعب اقتصادية. أصبح عام 1895 ناقدًا مسرحيًا لعروض يوم السبت Saturday Review، وبدأ كتابة مسرحياتٍ خاصة به.
تحولت مسرحيته بجماليونPygmalion إلى فيلمٍ سينمائى مرتين، وفاز السيناريو الذى كتبه لها للمرة الأولى بجائزة أوسكار. خلال حياته، كتب ما يزيد عن ستين مسرحية، و فاز بالعديد من الجوائز الأخرى من بينها جائزه نوبل.
فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية مع مسرحية قيصر وكليوباترا Caesar and Cleopatra التى كتبت عام 1898، تهافتت كتابات شو من تلقاء نفسها، فقد فاقت إنتاجات الكاتب الناضج كل التوقعات. عام 1903 كتب شو Man and Superman والتى حقق فصلها الثالث Don Juan in Hell نجاحًا أكبر من المسرحية نفسها، وغالبًا ما قُدمت كمسرحية منفصلة كليا.
أشهر مسرحيات "شو" هى بيجماليون، وقد نُقلت الى الشاشة الكبيرة عام 1938 ، لينال شو عنها جائزة الأكاديمية لكتابة السيناريو. واستمرت بيجماليون فى ضرب آفاقٍ أبعد فى الشهرة، حين قُدمت فى عروضٍ موسيقية وأصبحت أغنية، لتقدم للمرة الأولى على مسرح برودواى عام 1956 ، مع ريكس هاريسون وجولى أندروس، وفى ما بعد قُدمت على شاشه السينما عام 1964 ، لعب بطولتها كلٍ من هاريسون وأودرى هيبورن.
ويعد الكاتب جورج برنارد شو هو أول من رفض استلام جائزة نوبل، إذ فاز بها عام 1925، ويرجع سبب رفضه إلى عدم إيمانه بأهمية جائزة نوبل، كما سخر من "ألفريد نوبل" مؤسس الجائزة، الذى جمع ثروته الكبيرة بسبب اختراعه للديناميت، حيث قال: "أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكننى لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل، إننى أكتب لمن يقرأ، لا لأنال جائزة"، ثم عاد وقبل التكريم وقام بتوزيع مال الجائزة.
وكان نظام منح نوبل ينص على الاحتفاظ بالجائزة لمن فاز بها للعام التالى، وفى العام التالى 1926 قبل برنارد شو الجائزة بعدما أقنعته زوجته بأنها شرف لأيرلندا، لكنه ظل مصراً على رفض الحصول على قيمتها المادية، وطلب أن تستخدم فى ترجمة أعمال زميله الكاتب المسرحى "أوجست ستريندبرج" من السويدية إلى الإنجليزية.
كما تناول حادث دنشواى، والذى شهد إعدام عدد من الفلاحين المصريين فى قرية دنشواى، إثر مشادة وقعت بين عدد من الجنود الإنجليز وفلاحين مصريين، تسبب فى وفاة ضابط بريطانى، فقامت قوات الاحتلال بقيادة اللورد كرومر بمحاكمة أشبه بالمذبحة، راح ضحيتها العديد من الفلاحين، حيث أخذ "شو" هذا الحادث وكتب عنه فى مقدمة روايته "جزيرة جون بول الأخرى" فصلا مسهبا فى ست عشرة صفحة، وقال فيها إن "الفلاحين المصريين لم يتصرفوا غير التصرف الذى كان منتظرا من جمهرة الفلاحين الإنجليز لو أنهم أصيبوا بمثل مصابهم فى المال والحرمات"، وهو ما عرضه للعديد من الانتقادات وكاد اسمه "شو" يقترن باسم الحادثة "دنشواى" بعد تهكم عدد من الكتاب المستعمرين عليه بحسب وصف العقاد في كتابه "برنارد شو".