أكوام القمامة.. كارثة بيئية تهدد صحة المواطنين
تغرق شوارع القاهرة في تراكم القمامة، مما يتسبب في آثار سلبية على المواطنين، وهذا التلوث يشوه منظر المدينة ويشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، خاصة على الأطفال وكبار السن، وتتفاقم المشاكل الصحية والبيئية يومًا بعد يوم، مما يزيد من معاناة السكان في ظل غياب حلول فعّالة.
في جولة ميدانية قامت بها جريدة "النهار" في العديد من أحياء القاهرة، تم رصد مشاهد متكررة لتراكم القمامة، حيث أصبح هذا الواقع جزءًا من حياة سكان معظم الأحياء.
بدأنا الجولة في إحدى المناطق الشعبية فى محافظة الجيزة، وقال محسن عامر 40 عام، محاسب بأحدى شركات السياحة، تتراكم أكوام القمامة بشكل منفر، لتشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان وصحتهم، حيث تتضمن النفايات المنتشرة في شوارع القاهرة بقايا الطعام، قطع الأثاث القديمة، والمواد البلاستيكية المهملة، مما يعكس غياب الرقابة والاهتمام من الجهات المسؤولة، وهذا الإهمال البيئي ليس مجرد مسألة مظهر عام، بل يمثل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة للسكان، خاصة الأطفال وكبار السن، وهؤلاء السكان أصبحوا عرضة للإصابة بالأمراض الناتجة عن التلوث وانتشار الحشرات والقوارض في المنطقة.
قال شاكر محمد، أحد سكان المنطقة، معبرًا عن معاناة الأهالي: "الوضع بات لا يطاق، نعيش يوميًا وسط روائح كريهة وحشرات وقوارض، حاولنا بكل الطرق الممكنة ولكن دون جدوى، والمسؤولون يعللون الأمر بعدم وجود إمكانيات، لكننا نشعر وكأننا غير مرئيين".
وفي السياق ذاته قال الدكتور محمود ياسر، طبيب أطفال، إن القمامة في الشوارع يمكن أن تكون مصدرًا للعديد من الأمراض والأمراض المعدية، ويشير إلى أن القمامة تستقر على الأرض وتصبح موطنًا للبكتيريا والفيروسات والديدان التي يمكن أن تنتقل إلى البشر.
وأكد على أن هذه الأمراض يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مثل التهابات الجلدية، الأمراض العدوائية، والأمراض المعدية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، القمامة يمكن أن تجذب الحشرات مثل البعوض والبق، التي تمثل خطرًا آخر على الصحة البشرية.