النهار
الأربعاء 22 يناير 2025 12:57 مـ 23 رجب 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

التشوه البصري يغزو شوارع القاهرة

التشوه البصري
التشوه البصري

عند النظر إلى حوائط شوارع بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة، يمكن ملاحظة التلوث البصري والتشوش الناتج عن الكم الهائل من الإعلانات المتنوعة والمعلقة على جدران الحوائط العتيقة.

وتشمل هذه الإعلانات الشقق المفروشة، السناتر، المكتبات، العيادات الطبية، والمعامل، إضافة إلى إعلانات العمل، الرقية الشرعية، العلاج بالقرآن، وفك السحر.

وكما تكتظ حوائط المصالح الحكومية بالرسائل الغرامية والانتقامية والشعارات السياسية المعارضة، بالإضافة إلى إعلانات البحث عن مفقودين، هذا التشوه البصري أفقد المدن المصرية جمالها بشكل تدريجي، نتيجة لغياب الرقابة والفساد في المحليات.

وقامت جريدة "النهار" بجولة ميدانية في عدة مناطق لرصد حالة التنسيق الحضاري في المدن المصرية، ولاحظت الجريدة غياب الهوية البصرية في معظم قرى ومدن مصر، باستثناء بعض المناطق التي ما زالت تحتفظ بعبق المكان والتاريخ، مثل: الزمالك، المنيل، وجاردن سيتي، بالإضافة إلى القاهرة والجيزة.

في حي الدقي، تمتلئ شارع التحرير بالإعلانات الملصقة والمرسومة والمعلقة في كل اتجاه، والأمر مشابه في منطقة البحوث.

ففي الجيزة، تختفي المباني خلف اللافتات والإعلانات، مما يعيق حق المشاة في السير على الأرصفة. وصولاً إلى المنيب، تحيط الأسوار القريبة من محطة الأتوبيس بمشاهد مقززة.


وذلك بطول خط المنيب العياط، تضم خمسة مراكز أكثر من 100 قرية تعاني من التشوه البصري وعشوائية البناء، وركام الإزالات في كل شارع وقرية، بينما تتراكم تلال الهدم على طول خط السكة الحديد.

وفي سياق متصل أوضح الدكتور أحمد الشناوي، خبير التنسيق الحضاري، أن التشوه البصري على جدران الشوارع أصبح مشكلة كبيرة في المدن المصرية، تملأ الإعلانات العشوائية والكتابات غير المنظمة جدران الشوارع، مما يفقد المدن جمالها ويمثل تلوثًا بصريًا يؤثر على السكان والزوار على حد سواء.

أكد "الشناوي: على أن هذه الظاهرة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية، من خلال فرض قوانين صارمة تنظم عملية الإعلان على الجدران، وإطلاق حملات توعية للمواطنين حول أهمية الحفاظ على جمال الشوارع.

وأضاف أن هناك حاجة إلى تعزيز دور البلديات والمحليات في مراقبة تنفيذ هذه القوانين، لضمان الحفاظ على الهوية البصرية للمدن المصرية.

واختتم حديثه بضرورة تنفيذ مشروعات فنية تساهم في تحسين مظهر الشوارع، مثل الجرافيتي الإبداعي والجداريات الفنية، التي يمكن أن تعكس تاريخ وثقافة المدينة وتضفي جمالًا فريدًا عليها.