النقل النهري.. مميزات وتحديات تحتاج لحلول عاجلة
النقل النهري يعد أحد أهم وسائل النقل عبر التاريخ، حيث لعب دورًا حيويًا في تطور الحضارات ونمو الاقتصادات، وتمتاز هذه الوسيلة بقدرتها على نقل البضائع بكميات كبيرة وبتكاليف منخفضة، مما يسهم في تخفيف الضغط على شبكات النقل البري وتقليل الحوادث المرورية.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم النقل النهري في الحفاظ على البيئة من خلال تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الغازات الدفيئة، ورغم الفوائد العديدة التي يقدمها النقل النهري، إلا أنه لا يزال غير مستغل بالشكل الأمثل في بعض الدول، ما يتطلب تعزيز الاستثمارات والتخطيط لتحسين البنية التحتية ورفع كفاءة هذا القطاع الحيوي.
أوضح الدكتور عمرو السمدوني، رئيس شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، أن النقل النهري له مميزات كبيرة للاقتصاد المصري منها تقليل نفقات النقل وخفض تكلفة السلع، ومع ذلك، تُهمل احتياجات النقل النهري لصالح احتياجات الري والزراعة، كما يُهمل النقل متعدد الوسائط الذي يعزز التكامل بين وسائط النقل المختلفة، وأضاف أن العمالة في هذا القطاع غير مدربة وتعتمد على التوريث العائلي.
وأشار "السمدوني" إلى أن الغاطس النهري يصل في بعض الأحيان إلى 120 سنتيمتراً، مما يسبب حوادث وتأخير في الرحلات وغرامات تأخير، وبالتالي هروب القطاع الخاص من هذه الصناعة المهمة، ودعا إلى ضرورة تدخل الدولة لفتح مدارس تدريبية وتطوير مهارات العمالة لضمان تحسين النقل النهري في مصر.
وأوضح الدكتور أسامة عقيل، أستاذ النقل بجامعة السويس، أن الدولة تضع مشاريعها حسب أولوياتها الاقتصادية، والنقل النهري ليس من أولوياتها.
وأشار إلى أن نقل الركاب نهرياً غير ممكن إلا بشكل محدود في القاهرة، بينما النقل النهري للبضائع هو الجانب المفيد.
ومع ذلك، يعاني النقل النهري من مشاكل كبيرة، مثل عدم نقل البضائع من مراكز الإنتاج وضعف دوره في نقل البضائع متوسطة الأوزان.
وأضاف أن نقل البضائع عبر النيل يشكل أقل من 1% من حجم البضائع في مصر، بينما يتم نقل 99% منها عبر الشاحنات.
وأوضح أن الرحلات النيلية تستغرق وقتًا طويلاً وبعض السلع غير مناسبة للنقل النهري بسبب مخاطر التلف.
وبالرغم من ذلك، يجب استغلال جميع وسائل النقل لأعلى قدرة لها، وخاصة النقل النهري الذي يحتاج إلى بنية أساسية متطورة.