النهار
الخميس 30 يناير 2025 07:13 مـ 1 شعبان 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كلية «العلاج الطبيعي» بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تفتح باب القبول ببرامج الماجستير...تعرّف على التفاصيل مدير منظمة العمل الدولية يشيد بالدور الريادي للسعودية في قيادة مستقبل سوق العمل العالمي رئيس البرلمان العربي يبحث مع الأمين العام لمجلس النواب البحريني تعزيز التعاون المشترك الأحد …انطلاق أعمال دائرة الحوار العربية حول: ”الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية” إنسانة جميلة شكل وروح.. تامر حسني يوجه الشكر للمذيعة ندى سلام محافظ السويس يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطويرًا شاملًا في الأداء الحكومي بالمحافظة استمرار التصفيات النهائيةللأولمبياد المحافظات الحدودية في نسخته الخامسة لمحافظة البحر الأحمر طلاب جامعة المنوفية تشهد اصطفاف عناصر من الجيش المصرى بقاعدة المشير طنطاوي بالهايكستب محافظ البحيرة تفتتح المرحلة الأولى لنادي City Club بدمنهور محافظ البحيرة تفتتح وحدة العناية المركزة بمستشفى حوش عيسى المركزي الرعاية الصحية تبحث سبل تشغيل المستشفى الإيطالي ببورسعيد الكشف عن شخصية مصطفي شعبان في ”حكيم باشا” بالبرومو التشويقي

مقالات

شعبان خليفة يكتب : فضيلة الستر

شعبان خليفة
شعبان خليفة

من الفضائل التى أصبحت مهجورة ولم يعد الكثير من الناس يهتم لأمرها مع عظمها وأهميتها فضيلة الستر، وهى فضيلة دعت وحثت عليها الأديان بما يتفق مع العقل السليم، فالستر ضرورة للفرد وللمجتمع، إذا ابتلى الإنسان بمعصية، وقد حذرنا الله من المجاهرة بالمعاصى لما فى ذلك من هتكٍ للستر وإفسادٍ للمجتمع، وقد توعد الله من يحبون أن يفسد المجتمع وتسود فيه الفاحشة بعذابين أحدهما فى الدنيا والثانى فى الآخرة قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).

وفى الحديث الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كُلُّ أُمَّتى مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه).

ولا يدعو الدين إلى ستر النفس فحسب بل دعا الإنسان إلى ستر غيره إذا ما اطلع على عيب أو ذنب ممن لم يعرفوا بالشر والأذى ولم يشتهروا بالفساد ولم يكونوا داعين إليه وإنما سقطوا فيه ضعفًا أو شهوة، حيث جاء الإجماع على أنه لا يجوز فضح هؤلاء، ولا كشفهم للعامة ولا للخاصة، مع ضرورة رفض فعلهم، وهذا يكون فيما هو سقطات خاصة ونزوات عابرة، وليس سلوكًا عامًا له سمة الاتساع والانتشار والإضرار بالمجتمع.

ولا يتوقف الأمر عند حد الدعوة إلى عدم كشف عورات الناس بل نهى الدين عن تتبع عورة أخيك لأى هدف أو غاية وخاصة لو كانت "الترند" لأنه صار من أقبح وسائل نشر العورات وإذاعتها وتتبعها حتى كاد يدخل البيوت فيكشف أدق أسرارها ويتسلل للضمائر والنوايا فينشر ما يزعم أنه خفاياها.

وهذه الأمور ثقل عظيم يحمله كل إنسان مع أثقاله يوم القيامة، ويحاسب على كل من أضلهم وأفسدهم إلى يوم الدين بنشر هذه الانحرافات والترويج لها خاصة إذا اقترن بهذا الوباء وباء الافتراء وما أكثره! وعن أمثال هؤلاء قال الله تعالى: "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ".