شعبان خليفة يكتب: تبول واربح بالدولار
يبدو الإعلام الجديد، أحيانًا، كثورٍ هائجٍ حصل على جرعة منشطات ثم تم إطلاقه فى متحف خزف، أى محاولة لتهدئته تعنى تحطيم المزيد من الخزف، لكن ما هو الإعلام الجديد؟.
لا يوجد تعريف دقيق أو محدد للإعلام الجديد، لكن يقال فى تعريفه مثلًا تميزًا له هو مضاد للإعلام التقليدى، بمعنى أنه لا أحد يتحكم فيه، وليس له موعد صدور محدد.. كما أنه لا يحتاج لإعلاميين، أو مطابع إلى آخر ما يتطلبه الإعلام التقليدى من صحف، وإذاعة، وتلفزيون، ويشار إلى أدواته بأنها قد يكفى منها موبايل وانترنت وحساب على موقع تواصل أو مدونة أو بث صوتى أو بالصورة وكلها أدوات متاحة دون رقابة او ضوابط حاكمة تتيح المساءلة والمحاسبة داخل مؤسسات معروفة.
فى الإعلام الجديد تستطيع ربة منزل تمتلك موبايل أن تقوم ببث مباشر من عشة الفراخ، وهى تعطى محاضرات فى تربية الدواجن. لا يهم صدق أو كذب ما تقوله ففرختها التى تتحول لديك رومى خلال 40 يومًا لا أحد سيتأكد من تحولها، وقد تبث مع زوجها من غرفة النوم طالما يجلب هذا دولارات، أو حتى وهى تعد طبخة بدائية تتحول عبرها لمعلمة ومرشدة ولا أجدعها شيف فى العالم.
بالطبع الإعلام الجديد له ذات عناصر عملية الاتصال فى الإعلام التقليدى مرسل ورسالة ووسيلة ومستقبل ثم رجع الصدى «رد الفعل» الذى هو أسرع وأكبر من الإعلام التقليدى، لأنه يتم فورًا وبصورة تفاعلية وينطوى على قدح أو مدح، ولو كنت مما اتيح له المتابعة سيذهلك حجم قلة الأدب فى التعليقات والردود، وقد يذهلك بوستات تكتبها الخمر لا صاحب الحساب وعليك كما نزار قبانى أن تصدق الخمر وليس مايا بسراويلها القصيرة والطويلة.
والإعلام الجديد مثل كل إعلام له ايجابيات وسلبيات، وسيظل هكذا بل سوف يشهد جدلًا كثيرًا حوله وبسببه.. جدلًا يتعلق بأخص خصوصيات الإنسان بما فى ذلك العلاقة الزوجية ومطبخ الزوجية، وستجرى محاولات لضبط هذا الإعلام ليس فقط على المستوى الحكومى بتشريعات عقابية تغرم وقد تسجن بعض مستخدميه لكن حتى على مستوى الوعى ستظهر اصوات عاقلة ترشده وتضبطه خاصة بعد أن يسأم المشهد من إطلالة سبع الليل وسن الفيل وأمنا الغولة وأم اربعة واربعين، فتختفى المشاهدات وتتلاشى المتابعات لصالح ما هو مفيد ونافع، وحتى يحدث هذا على من يدخل هذا العالم أن يذهب إليه ومعه الجزء الراشد من عقله لا يركنه جانبًا حتى لا يتحول العقل لمرحاض عمومى لمتبولين يربحون المال مع كل بولة يلقونها فى عقل المتلقى.