النهار
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 03:25 صـ 22 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
البعثة الدبلوماسية السعودية لدى مصر تقيم حفل استقبال رسمي بمناسبة اليوم الوطني الـ94 الخميس ٢٦ سبتمبر ..ندوة ”١٥٠ عاما على مجلة روضة المدارس.. لماذا اختفت الصحافة المدرسية؟” بيان عاجل لتوضيح حقيقة تلوث مياه الشرب بالمنوفية شاهد.. تفاصيل ندوات الدورة السابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما ورش في التأليف المسرحي والتمثيل ضمن فعاليات الدورة الـ 7 لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما بزشكيان يدعو المجتمع الدولي الى عدم السماح بأن تصبح لبنان غزة أخرى في دورته السابعة..مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يعلن أسماء لجنة مسابقة التأليف المسرحي الإعدام شنقا لعاطل والمؤبد لمزارع لقتلهم شخص بشبرا الخيمه رئيس جامعة الزقازيق يشارك باحتفالية ”اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية” وزير الاتصالات التعاون بين مصر والصين امتد ليشمل إنشاء مصانع لكابلات الألياف الضوئية والهواتف المحمولة أبرزهم من مصر وتونس والأردن والسودان وكندا.. مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يكشف عن عروضه المسرحية بدء الدراسة هذا العام ببرنامجي نظم معلومات الأعمال BIS وبرنامج المؤسسات والأسواق المالية FMI بتجارة المنوفية

مقالات

محمد حبيب يكتب: مصر فى المرحلة القادمة

الدكتور محمد حبيب
الدكتور محمد حبيب
بعد أن حلف الدكتور مرسي أول رئيس جمهورية منتخب بعد الثورة اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، أصبح له الحق في القيام بمهامه، لكن ـ للأسف ـ دون وجود مجلس شعب، ودون دستور يحدد صلاحياته، اللهم إلا ماجاء في الإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011 والإعلان المكمل له الذي صدر في 17 يونية 12012وبغض النظر عن القيود التي وضعها الإعلان الأخير علي صلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب، يمكن القول بأننا أمام فترة أو مرحلة مؤقتة ـ من حيث الصلاحيات ـ حتي يتم الانتهاء من صياغة الدستور الدائم لمصر والاستفتاء عليه خلال الأشهر القليلة القادمة، وعموما أمام الرئيس الجديد الآن مهمتان رئيسيتان: اختيار الفريق الرئاسي المعاون له، وتشكيل الحكومة..هاتان المهمتان هما واجب الوقت وعليهما سيتحدد مصير المرحلة المقبلة، الأمر الذي يستدعي الدقة الشديدة والاختيار المتأني للشخصيات، معتمدا في المقام الأول علي الكفاءة والقدرة والتميز، حتي نستطيع مواجهة التحديات الصعبة، داخليا وخارجيا، خاصة في هذه الفترة الحرجة من تاريخأمتنا..بودي لو غلب علي هذه الشخصيات طابع الشباب، ضمانا للحيوية والتدفق والقدرة علي الخيال والحلم والابتكار والإبداع..نريد دماء جديدة، وأذهانا متفتحة، وعقولا غير متكلسة أو مصبوبة في قوالب جامدة..نريد من لديه القدرة علي الانفتاح علي العالم، نأخذ منه أحلي مافيه وما يتناسب مع هويتنا وثقافتنا، ونترك ما يتعارض ولا يتوافق معهما..نريد من يعمل بروح الفريق الواحد، ولديه الهمة العالية والعزيمة الصلبة والإرادة القوية..نريد وضوحا في الرؤية الاستراتيجية العامة للدولة في تلك المرحلة، وتحديد القضايا المهمة ذات الأولوية الكبري التي يجب أن نبدأ بها، وهكذا..من المهم للغاية أن تكون العلاقة بين الدولة، بكافة مؤسساتها، والمجتمع بكل قواه وتكويناته واضحة ومحددة، مع توازن بين هذا وذاك، فلا الدولة تتغول علي المجتمع ولا المجتمع يتغول علي الدولة.غني عن البيان أن التركة التي خلفها لنا الرئيس المخلوع هي تركة خربة بكل المقاييس، وجاء المجلس العسكري بإدارته السيئة للبلاد ليضيف إليها مآسي وكوارث وأوجاع مازالت آثارها وتداعياتها ماثلة أمام الأعين..من حيث التحديات الداخلية نحن أمام مشكلات صعبة ومعقدة في: التعليم، البحث العلمي، التكنولوجيا، الصحة، الزراعة، الصناعة، الطاقة، النقل، المواصلات، والإسكان، علاوة علي البطالة وتدني الأجور والارتفاع الجنوني في الأسعار..أيضا تلك الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، فالاحتياطي النقدي مستمر في التناقص، والسيولة النقدية لا تفي بتشغيل المصانع، والاستثمارات هاربة، والسياحة مضروبة..ناهينا عن التخريب الحادث في العقل المصري الذي يفوق الخيال، وتغييب الضمائر الذي بلغ حدا يصعب معه حل أي مشكلة أو علاج أي أزمة، فضلا عن القيام بالنهضة المأمولة..لذا فإن الجهود التي يجب أن تبذل في هذين الميدانين لها الأولوية القصوي، ولا تقل التحديات الخارجية ضراوة عن التحديات الداخلية..فقد أدت سياسة الرئيس المخلوع إلي تهميش دور مصر المحوري والاستراتيجي علي المستويين الإقليمي والدولي، ورهن استقلال القرار المصري برضا الإدارة الأمريكية..لذا مطلوب من مصر في المرحلة القادمة أن يكون لها دورها الواضح بالنسبة للقضية الفلسطينية، بمعني أن تعمل بجد علي وحدة الشعب والتراب الفلسطيني، وأن تكون داعمة للمفاوض الفلسطيني في تحرير أرضه واستنقاذ مقدساته..أيضا مطلوب تحسين وتطوير العلاقات مع إيران بما يدفع في اتجاه تقليل التوتر في المنطقة، وتوظيف العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا والعراق وحزب الله في لبنان، أولا في رفع المعاناة عن الشعب السوري وإيقاف نزيف الدم هناك، وثانيا في استقرار الأوضاع في العراق ولبنان..كذلك مطلوب من النظام المصري الجديد إعادة النظر في العلاقات مع القادة الأفارقة، والعمل علي توثيق الروابط مع شعوبهم ، خاصة دول حوض نهر النيل..ثم، وهذا هو المهم، إقامة علاقات متكافئة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي بما يضمن شراكة حقيقية وفاعلة، بما ينعكس إيجابا علي المصالح المصرية والعربية، ونحن إذن أمام تحديات كبيرة وأوضاع صعبة، تحتاج إلي تخطيط واع بطبيعة الظروف والمرحلة، وتنظيم دقيق وشامل لدولاب العمل، وإدارة مستوعبة لجميع مؤسسات الدولة والمجتمع..ويبقي بعد ذلك، وربما قبله، توفيق الله وعونه.