النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 10:48 صـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

محمد حبيب يكتب: الصيد فى غير المياة

بقلم محمد حبيبلا خلاف على ان فضيحة الخضوع للادارة الامريكية على هذا النحو الشائن بخصوص تسفير ال17 امريكيا واوربيا المتهمين في قضية التمويل الاجنبي لمنظمات المجتمع المدنى في مصر لم تكن فضيحة فحسب لكنها كانت في الوقت ذاته عار اصاب مصر الشعب والوطن ولا خلاف ايضا على ان المجلس العسكري هو الذي يتحمل المسؤلية الكاملة عن هذه الفضيحة من مفتتحها الى منتهاها على اعتبار انه هو الذي يدير شؤون البلاد بالطبع نحن لانعفي المستشار عبدالمعو ابراهيم لقيامه بدور خطير في احد المراحل ولانعفي ايضا الوزيرة فايزة ابو النجا لدورها هى الاخري في موضوع المعونات لكننا نستغرب هذا الهجوم الكاسح على الدكتور كمال الجنزوري رئيس الحكومة بشان هذه القضية وكأن هذا الرجل هو المسؤل الاكبر عما حدثونسى المهاجمون او تناسوا ان هذا الرجل عندما تولى الوزارة نزعت منه مسؤلية الدفاع والقضاء نعم كان هذا الرجل قد اصدر تصريحات عنترية بان مصر لن تركع في هذه القضية وهو قول صحيح فمصر الشعب والوطن لايركعان لكن النظام الذي يدير شؤون البلاد هو الذي ركع وهو الذي انكفأ وانبطح امام عملية الضغط والابتزاز الذي قام به الجانب الامريكى وبالتالي وجب ان يوجه اليه الهجوم والمساءلة وفي هذا الصدد يجب على اي مسؤول ان يضبط كلماته وتصريحاته وان يضع كلماته في مكانها الصحيح وان ينتهي هذا التماهي ويتوقف هذا الخلط فمصر ليست الحكومة وليست ايضا هى المجلس العسكري هى بالقطع اكبر واشمل واعم من ذلك بكثيرلقد وجدنا نوابا بالمجلس الموقر يفتحون النار على حكومة الدكتور الجنزوري والمجلس العسكري الموقر يفتحون النار على حكومة الدكتور الجنزوري والمجلس العسكري معا وذهب البعض منهم الى المطالبة بسحب الثقة من الحكومة او اقالتها واستدعاء وزراء الطيران والداخلية والعدل وممثل عن المجلس العسكري لمناقشة القضية بينما وجه البعض الاخر الاتهام المباشر لوزراء العدل والدفاع والداخليةوهذا كله يمثل تميعا للمواقف ميحاولة للصيد في مياه خري او ابتعادا عن الميدان الحقيقي للمعركةان من الواجب والانصاف والموضوعية ان يأخذ كل طرف حقه من الهجوم والمساءلة بقدر الدور الذي اداه او قام به في هذه الفضيحة ومعلوم ان المجلس العسكري هو صاحب القدر المعلي فيها ااما ان يعمد البعض الى خلط الاوراق بغية الهروب من المواجهه الصريحة والمباشرة فهو امر يخل بالامانة التى اقسموا على المحافظة عليها والوفاء بحفها والتى بحقها والتى حملهم اياها الشعب الذي انتخبهملقد استقبلت الخارجية الامريكية المتهمين الامريكين بنوع من الفخر والاعتداد بما فعلته وقدمته لهم وهى رسالة الى مصر والعالم العربي والاسلامى وللعالم كله بان امريكا مازالت مهيمنة د وقادرة على المحافظة على مصالحها ومشروعها في المنطقة وان هناك من يقدم فروض الطاعة والولاء وان هناك من يمكن اعتباره كنزا استراتيجيا بديلا وكأنه لم تقم في مصر ثورة وان مااصطلح عليه بالربيع العربي هو في الواقع سراب هذا الوقت الذي مازال فيه المصريون المتهمون في نفس القضية قابعين في محبسهملقد اعادت الثورة المصرية الى المواطن المصري حريته وعزته وكرامته واصبح ينال الكثير من التقدير والحفاوة والاحترام في اي مكان يذهب اليه او يحل فيه لكنخط يبدو ان هناك من احزنه والمه هذا الوضع الجديد فبات يخطط ويتامر ويتواطا لاستعادة المجد الغابر مجد الذلة والمهانه والفساد والاستبداد وهذا لن يكون فعقارب الساعة لن تعود الى الوراء ومن يريد ان يبيع كرامه وطن فسوف تبؤ محاولاته بالفشل ولن يجد لنفسة موطيء قدم بين الاحرار